برز اليسار الفلسطيني بشعارات كالعدالة الإجتماعية والتحرر الوطني والمساواة وحقوق الانسان والعيش الكريم ورعاية الفقراء وكان من بدو انطلاقه مكافحا للسلطات الظالمة والديكتاتوريات. أما اليسارالجديد وتحديدا بعد انهيار السوفيت تحول الى تيار نخبوي بعيد عن جبهات النضال وكثير من اليساريين انضموا للسلطة الفلسطينية واحتلو المناصب الرسمية وآخرون منهم وقفوا مع حماس وفصائل المقاومة الإسلامية ومن ثم واجه اليسار أزمة الهوية!
اليسار الفلسطيني التقليدي كان من أتباع الماركسية اللنينية ومدرسة السوفيتية أما بعد الانهيار وجد اليسار نفسه دون هوية مستقلة فذهب الى تعريف نفسه ولحفاظ على شعبيته من قبل تقريبه من السلطات ، إما سلطة فتح أو سلطة حماس. من هنا تم تقسيم اليسار إلى اليسار الديمقراطي واليسار الإسلامي. أما بقي مجموعات من السيار غير مائل لحماس وفتح وسميت باليسار اللاسلطوي.
اليسار اللاسلطوي ذهب إلى فكرة الأناركية بمعنى أنه لا حاجة لوجود أي دولة او سلطة للتحرير الوطني وممارسة الشعارات السابقة. اما اللاسلطويون والأناركيون لسبب قلة العدد وقمع الاحتلال والسلطات ما كان لهم صوت ولم يعرفهم حتى الشعب الفلسطيني خلال هذه السنوات.
وفي السنوات الأخيرة برزت حركة “فوضى” تحت شعار الأناركية وبقوة اعلامية في شبكات التواصل الاجتماعي وهي أول حركة تمكنت من تجميع قوى اليسار اللاسلطوية اضافة لقوى شبابية وطلابية مع تنظيمات نضالية محددة وموحدة.
يعتقد الأناركيون الفلسطينيون أن حل قضية فلسطين ليس في امتلاك السلطة والدولة وهي قضية شعبية تماما والنضال ضد الاحتلال يجب أن يكون كوظيفة شعبية ووطنية لا كعمل سياسي بيد الأحزاب والقوى السياسية. لذلك يعتمد الأناركيون على مفهوم “العمل المباشر” يعني كل فلسطيني يجب أن يقوم بدوره في هذا النضال بشكل مباشر ولايمكن التحرير دون ذلك. ومن أهم الشعارات لدى هذا التيار أنه “ما بيصير هيك!” ويدل ذلك على أن الوضع الراهن لم يعد مقبولا وبعد مضي هذه الأعوام ماوصلنا الى شيء ولم يتحقق حريتنا وحقوقنا اذن يجب أن نغير الوضع.
هذا التغيير كان من الأهداف الأساسية لليسار التي نُسي خلال الأعوام وبعد انتماء اليسار للسلطة وقام اليسار اللاسلطوي لإحياء قيم اليسارية ومن أهمها تحرير فلسطين من الاحتلال ومن السلطات..
* ملاحظة: المقالات المنشوره على مسؤولية الناشر ولا تعبر بالضروره عن رأي موقع عكانت
