الأزمة في العراق تزداد تعقيدا… تعليق جلسات البرلمان بعد اقتحامه للمرة الثانية

العراق

الأزمة في العراق تزداد تعقيدا.. تعليق جلسات البرلمان بعد اقتحامه للمرة الثانية من الصدريين ودعوات للتهدئة والحوار

أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تعليق جلسات البرلمان حتى إشعار آخر بعد اقتحام التيار الصدري مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، في تصاعد لافت للأزمة السياسية في البلاد.

ودعا الحلبوسي القائد العام للقوات المسلحة في بيانه، إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، كما طلب من المحتجين الحفاظ على سلميَّتهم وحفظ ممتلكات الدولة.

end of list

وناشد الحلبوسي جميع الكتل السياسية إلى لقاء وطني عاجل، لإنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول تكون مخرجاته من أجل الوطن.

وأكد الرئيس العراقي برهم صالح، الحاجة المُلحّة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين حسب وكالة الأنباء العراقية.

وقال إن “الظرف الدقيق الذي يمر ببلدنا اليوم يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، وحماية الوطن بسواعد كل أبنائه ليظل قويا ومنيعا وعصيا لا تفرقهم خلافات داخلية”.

تصعيد مقلق

وإثر تسارع الأحداث، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان موجه إلى “القوات الأمنية”، إلى “حماية المتظاهرين، كما دعا المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم”.

وقال الكاظمي في كلمة عبر التلفزيون “لا بد أن تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين ويجب الابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء.. أدعو الجميع الى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية وعدم الانجرار إلى التصادم، وأدعو المواطنين الى عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة”..

وفي تطور جديد، أعلن الإطار التنسيقي الذي يمثل القوى الشيعية العراقية باستثناء التيار الصدري أنه اتخذ قرارا بتأجيل موعد التظاهرات المدافعة عن الدولة ومؤسساتها إلى إشعار آخر.

وقال إن تأجيل التظاهرات يهدف لمنح وقت للحوار والحلول الإيجابية وضمان وحدة الصف وتجنب الفتنة.

وحمل الإطار التنسيقي “الجهات السياسية التي تقف خلف هذا التصعيد المسؤولية عما قد يتعرض له السلم الأهلي”.

وبدوره، قال هادي العامري الذي يقود أحد فصائل الحشد الشعبي، مناشدا التيار الصدري والإطار التنسيقي “أدعوكم جميعا الى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، وترجيح أسلوب الحوار والتفاهم البناء من أجل تجاوز الخلافات”.

واعتبرت البعثة الأممية في العراق أن التصعيد المستمر مقلق للغاية، مطالبة بتدخل أصوات العقل والحكمة لمنع المزيد من العنف.

وقالت إنها تشجع “كافة الأطراف على خفض التصعيد من أجل مصلحة العراقيين كافة”.

وطالب صالح محمد العراقي المقرّب من زعيم التيار الصدري، الأمم المتحدة بدعم الشعب من أجل إنهاء معاناته من الفساد.

مظاهرات اليوم

وكان المتظاهرون الذين احتشدوا بدعوة من الصدر والتيار الصدري الذي يتزعمه، أزالوا حواجز خرسانية ودخلوا المنطقة الخضراء التي تضم مباني حكومية ومقار بعثات أجنبية متجهين إلى البرلمان العراقي. وأعلن أنصار التيار الصدري بدء اعتصام مفتوح داخل مبنى البرلمان، وذلك بعدما اقتحموه للمرة الثانية خلال 4 أيام.

وتأتي احتجاجات اليوم في أعقاب احتجاجات مماثلة يوم الأربعاء، لكن هذه المرة أصيب عدد من المتظاهرين وأفراد الشرطة عندما ألقى أنصار الصدر الحجارة وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بحسب مسؤولين أمنيين ومسعفين.

وجاء حزب الصدر في المركز الأول في الانتخابات العامة في أكتوبر/تشرين الأول لكنه سحب نوابه من البرلمان عندما أخفق في تشكيل حكومة تستبعد منافسيه الشيعة.

وردد أنصاره هتافات مناهضة لخصومه السياسيين الذين يحاولون الآن تشكيل حكومة.

يبدو العراق عاجزا عن الخروج من الأزمة السياسية إذ لم تفضِ إلى نتيجة المحاولات والمفاوضات للتوافق وتسمية رئيس للوزراء بين الأطراف الشيعية المهيمنة على المشهد السياسي منذ العام 2003.

وغالبا ما يكون المسار السياسي معقدا وطويلا في العراق، بسبب الانقسامات الحادة والأزمات المتعددة وتأثير مجموعات مسلحة نافذة.

وفي حين تحقق بغداد عائدات قياسية من ثروتها النفطية الهائلة، فإن البلاد ليس لديها ميزانية أو انتظام في إمدادات الكهرباء والمياه، وتشهد ترديا في قطاعي التعليم والرعاية الصحية وفرص عمل غير كافية للشباب.

المصدر : الجزيرة + وكالات
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار