طرحت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) تساؤلات عن احتمالات انتهاء الحرب في أوكرانيا والمسارات التي يمكن أن يسلكها الحل وفق الجدول الزمني القصير الذي اقترحه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان زيلينسكي أخبر في يونيو/حزيران الماضي قادة العالم بأنه يريد للحرب أن تضع أوزارها قبل عام 2023، مضيفا أنه “لن يتفاوض إلا من موقع قوة”.
واستعرضت الصحيفة الأميركية في مقال لأحد محرريها -هو سبنسر بوكات ليندل- آراء وتعليقات بعض الصحفيين والكتّاب في محاولاتهم للإجابة عن تلك الأسئلة.
ويرى أندرو كرامر، مدير مكتب “نيويورك تايمز” في كييف، أن القتال في أوكرانيا يدور فعليا في جبهتين: منطقة دونباس في الشرق التي استولت عليها روسيا، ومنطقة الجنوب حيث تستعد القوات الأوكرانية لشن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي المفقودة، ويؤكد أن كلا الطرفين تكبّدا خسائر فادحة وإهدارا للموارد.
لكن كرامر لم يقدم أجوبة واضحة عن الأسئلة المطروحة، وتعود الصحيفة لتطرح السؤال بصيغة أخرى هي: كيف يمكن أن تنتهي الحرب عاجلا وليس آجلا؟
المسار الأسرع لنهاية الحرب
يعتقد كاتب المقال أن المسار الأسرع والأقل دموية لإنهاء الصراع يمر عبر تسوية يكون التفاوض عليها بين الجانبين، لكن هذا المسار يبدو -برأيه- مغلقا تماما في الوقت الراهن. ويقتبس عبارة أدلى بها رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني، أوليكسي داينلوف، لنيويورك تايمز، يقول فيها إن مسألة انتهاء الحرب تتعلق “بمن سينتصر على من”.
وفي هذا السياق، هل ثمة فرصة لأوكرانيا لاسترداد أراضيها المفقودة؟ هكذا يتساءل الكاتب ناقلا عن مقال أنيسي فان إنجلاند، أستاذة الأمن الدولي والقانون في جامعة “كرانفيلد”، بموقع “ذا كونفرسيشن” (The Conversation)، أن تزويد الغرب أوكرانيا بأنظمة صواريخ بعيدة المدى من شأنه أن يوفر للجيش الأوكراني فرصة للشروع في استعادة الأراضي التي ينتشر فيها الروس، وربما الأراضي الأخرى التي “تسعى الجماعات المحلية الموالية لروسيا لإثبات أنها ملكهم”.
لكن الفرصة يمكن أن تنقلب بسهولة ضد أوكرانيا. فوفقا لمقال هال براندز، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة “جونز هوبكنز”، في موقع “بلومبيرغ”، فإن أي هجوم فاشل ينتهي بتراجع سيكون “كارثة” على أوكرانيا، “إذ سيجعلها أضعف عسكريا وأكثر عزلة من الناحية الدبلوماسية”.
مخاطر
وبالمقابل، يرى براندز أن أوكرانيا يمكن أن تصبح “ضحية” نجاحها؛ فإذا توغلت قواتها أكثر داخل ما ستعدّها روسيا قريبا أراضيها في دونباس، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ينتقم باستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة.
ويتوقع الجنرال البريطاني المتقاعد ريتشارد بارونز أن تعلن روسيا، قبل نهاية العام الجاري، المناطق الأوكرانية المحتلة جزءًا من الدولة الروسية.
ومن ناحية أخرى، يستبعد الأميرال الأميركي المتقاعد جيمس ستافريديس احتمال أن يلجأ بوتين إلى استخدام الأسلحة النووية “لأنه يمتلك وسائل أخرى أقل خطورة لترويع أوكرانيا وترهيب الغرب، هي الأسلحة الكيميائية”.
ويعدّ الكاتب تدخل الصين -أحد أقرب حلفاء روسيا- عاملا يحتمل أن يُغير قواعد اللعبة، مشيرا إلى أن مسؤولين أميركيين كانوا قد صرحوا في الأسابيع الأولى من الغزو بأن موسكو وجهت نداءات إلى بكين للحصول على دعم عسكري، “وهو ما ظلت ترفضه حتى الآن على ما يبدو”.
لكن كاتب العمود بنيويورك تايمز، توماس فريدمان، يرى أن الزيارة الأخيرة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي عدّتها الحكومة الصينية استفزازا، يمكن أن تدفعها إلى إعادة تقييم موقفها تجاه أوكرانيا، على حد تعبيره.