ان المتابع للقيادة السياسية عامة يصاب بحالة من الغثيان والتقيؤ , لا سيما حينما يخلط بين السياسة والتياسة , فتكون النتيجة والمحصلة التعاسة لا مثيل لها ! لا ادري هل اجتماع اعضاء الكنيست العرب في مجد الكروم بالأمس القريب وبرفقة وفود من السلطة الفلسطينية لمتابعة “ارب اي ذول” هو ضمن دائرة مشروع التحرر الوطني ! أو القومي البغيض الذي قسمنا الى دويلات فدب بيننا الكراهية والاحقاد ! كداحس والغبراء ! وقد أعزنا الله بالإسلام, وجعلنا أمة واحدة. ما دخل برنامج غنائي استثماري تطبيعي في بناء الهوية القومية والوطنية ! ام هي سياسة الاستهبال والاستحمار لعدد من المصوتين في منافسة بين القوائم الحزبية على الاصوات , لنصبح كما يقال أمة يجمعها الدف وتفرقها العصا , خاصة وان انتخابات الكنيست الاسرائيلي على الابواب ! هل نعتبر ان فوز الشاب هيثم خلايلة في هذا البرنامج وحصوله على لقب محبوب العرب انتصارا تاريخيا ؟! او وطنيا ؟! او قوميا ؟! وخسارته نكسة او نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني ؟! كيف ذلك اجيبوني بالله عليكم ؟ هل يعيد , بل هل سيساهم هذا الفوز في ارجاع ارض سلبت او قل اغتصبت ؟ او يسهم في تثبيت هوية و حفاظ على مقدسات ! اين عقولنا ؟ ! البعض يلعب, نعم, يلعب, فالسياسة كما يقولون لعبة ! يلعبون بنا ! وقد استطاع ابن طلال الوليد وغيره من مالكي الاعلام , وماكنات التطبيل والتزمير وافلام هوليود وبرامج الخيال وتحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان ان يغيبونا عن آلام شعبنا الذي بكيناه في غزة , وما زلنا بيكيه , و نجمع له المال لحملة الشتاء الدافئ وما زلنا نبكيه في سوريا الذي قتل وما زال , ويشرد ويطارد في الوقت الذي صرفت فيه ودخلت الى جيب ابن طلال وغيره ملايين الدولارات ! حقيقة هذه هي السياسة الموجودة بيننا اليوم , سياسة تتييس الشعوب , سياسة المسخرة والاستخفاف بعقول الناس , سياسة استحمار واستهبال , والتي لن تأتينا الا بالتعاسة ! وردت في التاريخ اسماء لذكور باعوا الارض , بمقابل مال او منصب , ولكنا اليوم امام خطر أكبر ممن يريد بيع عقولنا وقلوبنا وهويتنا , وهذه لب القضية ! أقول خطر اكبر لأن اعادة الارض أهون من اعادة وصياغة العقول ! . مسكين هيثم ! الذي ادعوا له ولنفسي ولكل اخواني بالهداية والتوبة لله والاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , هو مجرد ( ترمب ) توصيلة لمحطة , ركبها من ركبها , وسيركبها من سيركبها لأيام او اسابيع اخرى وينتهي (المولد ) بالمصري , لتتفرغ القيادة للبحث عن توصيلة اخرى وما ادراك : وسيم العرب ! فاتنة العرب ! ملك الازياء ! الصوت الذهبي ! , نغنوش او نغنوشة الوطن ! المهم التركيز على العاطفة , الشعارات الوطنية , الجمال . وليس فقط الصوت ! واذا كانت المشكلة في شكل الجسم , او الوجه ,لا بأس ! المكياج بغطي , (مهو فقط ترمب ), ويا حبذا ان نكثر منها في الداخل الفلسطيني عشان قربت الانتخابات , وفرصة لزيارة القيادة الوطنية وحركات التحرر الثورية , وانصار التعايش والفن والادب الفلسطينيييييي ! فمن الواجب ان يفرح شعبنا . هل سيبقى يبكي على الارض التي لم يبق منها شيء , والاقصى الذي يهود , والارض التي تستباح , والقتل ! وبالمناسبة قلتها يوم استشهاد ابو العين لن تتنازل السلطة الوطنية جدا جدا ! عن التنسيق الامني كرمال ابو العين ! ولا آلاف من الشعب الفلسطيني. ولماذا اصلا ايقاف التنسيق , فقطع الارزاق من قطع الاعناق ! وقلت انه الرباط المقدس, هل يتنازل المؤمن بربه عن دينه ؟! وهكذا عباد التنسيق الامني ! وهكذا هي الوطنية الحقة والسياسة الحقيقية التي تعلمنا اياها المؤسسة الاسرائيلية . انكم ايها الفلسطينيون , الامير والوزير والطفل المقمط بالسرير سواسية كأسنان المشط . نطاردكم , او نسجنكم , نقتلكم , فلا بأس , كل ذلك من اجل السلام !! نعود لأصحاب السياسة الذين ورغم مرور كل السنوات منذ ولادة المشوه “اوسلو” والذي يقبع منذ اليوم الاول لولادته في مركز العناية المركزة , الانعاش , لا يتنفس الا من خلال اجهزة التنفس الاصطناعي , وحتى اليوم وهم كالتيس الذي يعاند حركة الحياة , ولن يجلبوا لشعوبهم الا التعاسة , فهم موجودون يرقصون , يطبلون , يصفقون , يحزنون , يبكون حسب المناخ والبيئة المحيطة , موجودون في كل بلد , قرية كانت, او مدينة , في كل زقاق وشارع , ويا للأسف مواقفهم خاضعة للظروف متلونة كألوان قوس قزح , فالثابت قد يصبح متغيرا , والمتغير ثابتا !!
الشيخ محمد ماضي – عكا