هل ستحصل فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة؟

دنيا الوطن – عبد الحي الحسيني وسندس الخطيب

أيام قليلة وتنطلق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل، فيما من المقرر أن يلقي الرئيس عباس خطاباً “مهماً” حول تطورات القضية الفلسطينية.
وكشف عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، نية الرئيس محمود عباس تقديم طلبًا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة كامل الصلاحية في خطابه الشهر المقبل.
وحصلت فلسطين في عام 2012 على مكانة دولة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصوّت لصالح مشروع القرار 138 دولة، في حين عارضته 9 دول، وامتنعت 41 دولة عن التصويت. ووافقت على الطلب 3 من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي فرنسا وروسيا والصين، في حين عارضته الولايات المتحدة وامتنعت بريطانيا عن التصويت.
وقال الأحمد في تصريح خاص لـ “دنيا الوطن”: “نجحنا في عام 2012 بالحصول على عضوية فلسطين كمراقب في الأمم المتحدة تحت الاحتلال، وتمثله منظمة التحرير، والجديد هذه المرة ثمة وعودات من عدة دول للتصويت إلى صالحنا”.
ووفق الأحمد، فقد تم “البدء بالاتصالات مع مختلف الدول في كافة القارات من أجل الحصول على تأييدها لتقديم التصويت إلى الجمعية العامة المقبلة على عضوية دولة فلسطين وتحويلها من مراقب لعضو كامل الصلاحيات مثله مثل أي دولة”.
وأوضح الأحمد أنه في خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة خلال الأسبوع الأخير من شهر أيلول/ سبتمبر ستتوج هذه الاتصالات التي نقوم بها حاليًا سواء في أوروبا أو آسيا أو الأمريكيتين.

وكان موقع (الشرق) نقل عن مسؤول فلسطيني قوله، أن “الجانب الفلسطيني يعرف أن الطلب لن يمر إما بسبب الفيتو الأميركي، أو نتيجة للضغوط المتعددة على أعضاء المجلس”، لكنه أوضح أن الرئيس عباس “يسعى لتحريك الملف مجدداً في ظل غياب المبادرات السياسية لحل القضية الفلسطينية”.
وتابع المسؤول: “منحنا الإدارة الأميركية كل الوقت لتتقدم بمبادرة سياسية، وطالبنا دولاً أوروبية بالتحرك مثل فرنسا وألمانيا، لكن الكل يتذرع بالوضع الحكومي غير المستقر في إسرائيل”.
فرص ضعيفة جداً

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي، د. أحمد رفيق عوض، إن فرص حصول فلسطين على عضوية كاملة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضعيفة جدًا، إن لم تكن منعدمة، لأنه “من الواضح أن دول الغرب الاستعماري أمريكا وأوروبا وبالتحديد بريطانيا، لا ترى ضرورة مُلحة لإقامة دولة فلسطينية، بل بالعكس تسعى لتثبيت الواقع وتنفيذ الرؤية الإسرائيلية”.

وأضاف عوض في حديث خاص لـ “دنيا الوطن”، أن “إسرائيل استطاعت أن تسوِّق فكرة إبقاء الاحتلال واستمراره في أوساط صنع القرار بأمريكا وبريطانيا ودول أخرى، لهذا السبب الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ليس ذو أهمية أو أولوية، إضافةً إلى أن اللوبي الصهيوني مُسيطر على صنع القرار في دول الغرب”.

وتابع: “نحن لا نُشكل تهديدًا لأحد، حيث نذهب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دون تغطية سياسية أو دولية أو إقليمية، لهذا السبب أعتقد أن حصول فلسطين على عضوية كاملة مسألة تكاد تكون منعدمة”.

وأكد عوض أن أمريكا تستطيع الضغط على دول الأعضاء في الأمم المتحدة، لمنع حصول فلسطين على تسعة أصوات، مضيفًا أن “هناك أعضاء آخرين من مجلس الأمن لا يرون ضرورة منح فلسطين عضوية، وبالتالي لا تستطيع أن تحصل على الأصوات، وفي حال حصولها عليها ستستعمل أمريكا الفيتو”.

وبيّن أن أمريكا ليست بوارد الاصطدام مع إسرائيل خاصةً إذا وقعَّت الاتفاق النووي مع إيران، ولن تغامر في إغضابها مرتين، كما وأوصلت الإدارة الأمريكية رسالة تهديد واضحة للسلطة الفلسطينية فحواها عدم التقدم لهذا الطلب، وإلا ستستخدم الفيتو.

وأشار عوض إلى أن الإقليم العربي والمجتمع الدولي لا يرون بأن الوقت قد حان لتقديم حل للقضية الفلسطينية أكثر مما قدمه ترامب في صفقة القرن، والذي نصَّ على أن الدولة الفلسطينية تخضع لشروط وصكوك إسرائيلية، وهذه هي الرؤية التي ينفذها بايدن بصمت”، مضيفًا أنه ليس هناك وعي لدى الأسرة الدولية بإعطاء الفلسطينيين دولة، وذلك بسبب الضعف، والانقسام، والتفكك، وغياب استراتيجية الدولة العربية المركزية التي تضغط باتجاه حق الفلسطينيين بالحصول على دولة.

واختتم حديثه قائلًا: إن “المعيقات التي تواجه الجانب الفلسطيني في الحصول على العضوية الكاملة، هي التمثيل الفلسطيني أمام دول الأعضاء، وتفكك الإقليم العربي وعدم حمله قضية الاعتراف بدولة فلسطينية للأسرة الدولية، وعدم رؤية المجتمع لضرورة منح فلسطين عضوية كاملة، بالإضافة إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يهدد ثروات نفطية أو ممرات مائية وبالتالي من الممكن السيطرة عليه، واللوبي الصهيوني الذي يضغط بشدة على صُناع القرار في العالم الغربي، لعدم الاعتراف بدولة فلسطين”.

الفرصة صفر
بدوره، أكد المحلل السياسي، محمد هواش، أن فرصة حصول الفلسطينيين على عضوية كاملة صفر ،لأن “الولايات المتحدة الأمريكية متمسكة بموقفها المؤيد لإسرائيل”.
وبيّن هواش في تصريح لـ “دنيا الوطن”: أن “هذه المبادرة تُسقط على حق الفلسطينيين المطروح على أجندة المجتمع الدولي، والتأكيد على حقهم في إقامة الدولة و أنه يوجد قرار من الأمم المتحدة يقضي بتصفية الاستعمار”، مشيراً إلى “أننا في حالة استعمارية تحت الاحتلال فمن واجب الأمم المتحدة أن تنظر في هذا الطلب”.
وقال هواش: إن “الأمم المتحدة هي منصة أهم من كل الفضائيات وكل وسائل الإعلام للقول بأن هناك الفلسطينيين تحت الاحتلال ويحتاجوا لأن يتخلصوا من هذا الاحتلال بالطرق السلمية أو التفاوضية”.
وأضاف قائلاً: “من واجب السلطة الفلسطينية ألا تتقاعس عن الاستمرار من تقديم هذا الطلب للأمم المتحدة والمجتمع الدولي وعدم الركون بأن سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على الأمم المتحدة هو أمر دائم وأبدي و يجب التذكير بأن حقوق الشعب الفلسطيني مسكوت عنها ولا يتم الاستجابة إليها”، مبيناً أن “عدم تقديم هذا الطلب بحجة أن الولايات المتحدة الامريكية لن توافق وستمنع هذا أمر يضعف القضية المطلب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال”.
وأوضح أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطات على كل دول العالم، وأن الدول التي تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية يُشترط على هذه الدول أن تصوت لصالحها في الأمم المتحدة.
وأفاد هواش بأن هناك حلفاً دولياً يقف خلف الولايات الأمريكية المتحدة وخصوصا بهذا الوقت الذي تواجه فيه أوروبا خطراً بسبب الحرب الأوكرانية مع اعتبار أولويات الولايات المتحدة هي أولويات دولية.

وبيّن أن استمرار الولايات المتحدة الأمريكية إعطاء إسرائيل حق الفيتو على أي موقف سياسي يؤدي لاعتراف متزايد في المجتمع الدولي والأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولة فلسطينية وبالتالي هذا هو ما يمنع التسوية من النجاح.
وتساءل هواش إن لم يكن هناك حق بتقرير المصير فلماذا التفاوض على شيء لا يمكن الوصول إليه بسبب عدم اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بتقرير المصير للفلسطينيين.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار