قلق إسرائيلي من تحول الأوضاع الأمنية بالضفة إلى انتفاضة شعبية

عمار ياسر – عكا للشؤون الاسرائيلية

نشر المحلل العسكري بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، رون بن يشاي، مقالًا حول الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، قائلًا: إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية متخوفة من أن تؤدي هذه الأوضاع إلى اشتعال انتفاضة شعبية في الضفة.

 

وجاء في المقال، نقلًا عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، أن أحد المواضيع الملحة التي باتت تشغل السلطات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة هي رصد الاشتعال المتزايد للأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، خصوصًا في المناطق الواقعة شمالي الضفة، والتي من الممكن أن تؤدي الى تصعيد وتتحول إلى انتفاضة شعبية عنيفة.

 

وقال المسؤول الأمني: إن تقديراته جاءت بعد مراقبة ما يجري عن كثب بكل الساحات التي ينشط بها الجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة الإسرائيلية.

وأضاف بن يشاي في مقاله، أنه بحسب مسؤولين أمنيين آخرين، يجب على الجهاز الأمني حاليًا أن يكون متأهبًا لتطورات من هذا القبيل وأن يحاول بشكل أساسي منعها.

 

وأشار إلى أن الاشتعال الذي يجري الحديث عنه يتمثل بالكمية المتزايدة لعمليات إطلاق النار والحجارة والزجاجات الحارقة والتي تجري تقريبًا بصورة يومية، وهذا يمكنه أن يؤدي الى تصعيد الأوضاع بسبب خروج حوادث عن السيطرة، مثل عملية إطلاق النار التي وقعت أمس في نابلس وأسفرت عن إصابة إسرائيليين حاولوا زيارة قبر يوسف في نابلس بدون تنسيق مع الجيش الإسرائيلي.

 

لكن الموضوع الأكثر حساسية والذي يمكن أن يؤدي الى اشتعال الأوضاع بحسب المحلل العسكري، هو كل ما يرتبط بالمسجد الأقصى، مع اقتراب الأعياد اليهودية، حيث يؤكد المسؤولون في الأوقاف الإسلامية أن هناك انتهاكات للوضع القائم، وهذا الأمر يمكنه أن يؤدي إلى اشتباكات بمشاركة جماعية واستخدام أسلحة نارية والتي هي متاحة حاليًا في الضفة الغربية أكثر من أي وقت مضى.

 

وقال بن يشاي: “حاليًا غالبية عمليات إطلاق النار والحجارة والزجاجات الحارقة تجري بالفترة الأخيرة كل ليلة، وتمارس ضد أهداف عسكرية خصوصًا ضد مواقع وحواجز للجيش الإسرائيلي في شوارع الضفة الغربية، والتقديرات هي بأن منفذي هذه العمليات غير مدربين ولا ينتمون لأي تنظيم فلسطيني”.

 

وتابع بن يشاي، أن “الظاهرة الأخرى التي يواجهها الجيش الإسرائيلي وتشير إلى اشتعال متزايد للأوضاع هي المواجهة بإطلاق النيران التي تواجهها القوات الإسرائيلية خلال تنفيذها عمليات اعتقال في قرى ومدن الضفة الغربية، وهذا الأمر لم يكن بالسابق، حيث لم تواجه هذه العمليات باستخدام النيران الحية من جانب الفلسطينيين، وبالطبع إلقاء حجارة أو زجاجات حارقة، وبات من الواضح أن الشبان في هذه المناطق، خصوصًا البعيدة منها يكونون متجهزين مسبقًا لمواجهة الجيش الإسرائيلي.

 

وأوضح بن يشاي أن القوات الأمنية تواجه صعوبة في وقف عمليات إطلاق النار وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة التي تجري بصورة يومية، وترى الأجهزة الأمنية أن هذه العمليات يمكن أن تؤدي إلى انتفاضة شعبية.

 

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن السبب الرئيسي لاشتعال الأوضاع هذه هو بسبب شعور هؤلاء الشبان بالإحباط من الأوضاع في الضفة ويشعرون أنهم سئموا من الوضع القائم الذي لا أمل فيه من وجهة نظرهم، ولأنهم يحتقرون السلطة الفلسطينية وقادتها الذين يعتبرونهم فاسدين ومتعاونين مع إسرائيل، والغضب المتراكم يتمثل من خلال هذه العمليات، وفق المحلل العسكري رون بن يشاي.

 

وبحسب بن يشاي، ينتظم هؤلاء الشبان مع أقاربهم أو سكان بلدتهم، وينجحون بالحصول على سلاح ويبحثون عن الفرصة لاستخدامه.

 

ولفت بن يشاي إلى أن الوضع الاقتصادي ليس هو السبب الرئيسي لهذا الوضع، وإنما الدافع لهذا هو غضب قومي متراكم يبحثون عن متنفس لإخراجه.

 

وقال: إن أعضاء حركة فتح التي يقودها أبو مازن يحاولون حاليًا تأجيج النيران وإشعال الأوضاع كجزء من المعركة على خلافة أبو مازن في حال اعتزل قيادة السلطة الفلسطينية، وبحسب المقال، هذه الصراعات باتت تضعف قدرة السلطة الفلسطينية على فرض سيطرتها في الضفة الغربية، ما أدى الى وضع لا يوجد فيه قانون ومنفذ للقانون، وازدهار لتجارة الأسلحة وانتاجها، والأجهزة الأمنية الفلسطينية لا تحاول تقريبًا إحباط العمليات، إنما في حالات معينة هناك خطر حقيقي على أبو مازن وقادة السلطة الفلسطينية.

 

ونقل بن يشاي، عن مسؤول أمنين قوله: إن الأسلحة باتت متاحة بشكل كبير في الضفة الغربية وأسعارها ليست باهظة، وهذه الاسلحة بشكل أساسي بنادق ومسدسات، يتم تهريبها من الأردن ولبنان أو سرقتها من الجيش الإسرائيلي.

 

وشدد المسؤول الأمني على أن المسجد الأقصى يمكنه أن يكون السبب لانفجار الأوضاع أو أن يؤدي إلى التصعيد المتزايد خصوصًا في البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث أن “كل انتهاك تتحدث عنه الأوقاف الإسلامية بالمسجد الأقصى، سيؤدي إلى غضب ديني بين الفلسطينيين والعرب في إسرائيل، والتفاعل العاطفي لما يحدث في الأقصى سيكون قويًا وخطيرًا”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار