دنيا الوطن- هيثم نبهان
أثار قرار شركة “غابزبروم” الروسية أمس الاول الجمعة، وقف إمداد الغاز عن أوروبا عبر خط “نورد ستريم 1″، استياءً كبيراً لدى دول الاتحاد.
يأتي ذلك قبل شهرين من حلول فصل الشتاء، حيث تستهلك دول الاتحاد الأوروبي الغاز الروسي بشكل كبير، لأغراض التدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة.
وفي ظل أزمة الغاز المتوقعة في دول الاتحاد الأوروبي، قبل حلول فصل الشتاء، سيحاول الاتحاد إيجاد مصادر أخرى للغاز بشكل عاجل، ومن بين تلك المصادر أحواض البحر المتوسط، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع في أسعار الغاز في دول الشرق الأوسط ومن بينها فلسطين.
ويقول رئيس قسم الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، د. بكر اشتية، إن قرار الشركة الروسية “ليس قرار منع بقدر ما هو واضح بأنه أداة ضغط تُستخدم، دون معرفة الآلية التي سيتم اعتمادها.”
وأضاف اشتية في تصريح خاص لـ “دنيا الوطن”: أن شركة “غازبروم” الروسية تتحدث عن عطل في التوربين الخاص بخط الغاز، وأوروبا تتهم روسيا بأن الموضوع متعمد.
وشدد على أن هناك لغطاً كبيراً، حيث أن روسيا تحاول وستنجح باستخدام هذا الملف كورقة ضغط، لأن على الأغلب سيحل الشتاء في أوروبا قبل أن يتم ضخ الغاز.
وتابع: إحدى الأدوات التي تلجأ إليها أوروبا حالياً تعزيز موارد الغاز الطبيعي من مصادر أخرى، بعيداً عن الغاز الروسي، مشيراً إلى أنه يمكن أن يكون الغاز المسال من خلال النقل البحري، والطلب على الغاز من المصادر الأخرى غير المصادر الروسية قد يزيد خلال الفترة المقبلة.
ويقول الخبير الاقتصادي، د.بكر اشتية، أنه “من المتوقع في هكذا حالة أن ترتفع أسعار الغاز بالنسبة إلينا في منطقة الشرق الأوسط لأنه سيتم تقليل الإمدادات المتاحة لنا بسبب ضغط الإمدادات باتجاه الاتحاد الأوروبي”.
وأكد اشتية أن الغاز المسال بالنسبة للاتحاد الأوروبي “هو عصب الحياة بالنسبة للمواطن الأوروبي نتيجة الظروف الجوية القاسية التي تعاني منها أوروبا في فصل الشتاء”.
وقال: “نحن في فلسطين والشرق الأوسط حاجتنا للغاز خفيفة مقارنة بالنسبة للدول الأوروبية، لذلك ستكون الأولوية لمنتجي الغاز أن يتم إمداده إلى دول الاتحاد”.
ولفت رئيس قسم الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، أن الرؤية لن تتضح حتى اللحظة، فإذا تمت خلال شهر إصلاح خط الغاز أعتقد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها، مشككاً أن تتم عملية الإصلاح في ظل هذا اللغط الواضح، وإن هناك مسببات واضحة وأيادٍ خفية.
