سياسة إسرائيل تمس بصحة سكان قطاع غزة النفسية وبمقدرة المختصين والمختصات المهنيين على المعالجة

معالِجون ومعالِجات حول الأزمة غير المرئية في قطاع غزة:

سياسة إسرائيل تمس بشكل فادح بصحة سكان قطاع غزة النفسية وبمقدرة المختصين والمختصات المهنيين على المعالجة والمساعدة

“الإغلاق مثل نقطة حبر في بقعة ماء، يتمدد ويتغلغل في كل الاتجاهات ويمس بكل شيء”

نداء مرتجى، مختصة نفسية في غزة

 

يوم الثلاثاء، 20 أيلول 2022: تقرير جديد تنشره اليوم مؤسسة “چيشاه–مسلك”، بمرور 15 عامًا على تشديد القيود على حركة الأشخاص والبضائع التجارية من وإلى قطاع غزة وصولاً لدرجة إغلاق تام على القطاع وقرار المجلس الوزاري-الأمني المصغر الذي أقر غزة كـ “كيان معادٍ”. من خلال المشروع يلقي مختصون ومختصات في مجال الصحة النفسية الضوء على إسقاطات السياسة الإسرائيلية على الصحة النفسية للفلسطينيين في غزة.

البنى التحتية الأساسية في غزة على حافة الانهيار منذ سنين، الكهرباء متوفرة للسكان، نصفهم من الاطفال، في أجزاء من اليوم فقط، وما يزيد عن 90% من الماء غير صالح للشرب، والبطالة آخذة في الارتفاع. ان ظروف الحياة المتدنية في القطاع، التي يشكل الإغلاق مركبًا مركزيًا في إحداثها والحفاظ عليها، تُضاف إليها الاضرار التراكمية للهجمات العسكرية المتكررة من جانب إسرائيل والتي تلحق الضرر بالأرواح، الممتلكات والبنى التحتية المدنية. تفرض اسرائيل على الفلسطينيين والفلسطينيات في غزة وخارجها منظومة تصاريح تحرمهم بشكل منهجي من الحق في حرية التنقل، وتحكم عليهم بالفصل المستمر عن أقاربهم وعدم اليقين المؤلم فيما يتعلق بتلبية احتياجاتهم الأساسية. تظل الآثار طويلة المدى لسياسات إسرائيل وللإغلاق على الصحة النفسية في غزة مخفية عن الأنظار في الغالب.

خلال جلسة عقدتها “چيشاه-مسلك” بالاشتراك مع مركز الصحة النفسية في غزة أواخر 2021، عرض مختصون ومختصات من عدة منظمات للصحة النفسية في غزة استنتاجات متعلقة بإسقاطات سياسة إسرائيل في غزة على الصحة النفسية. بحسبهم، يعاني الآلاف من الأشخاص في قطاع غزة من اضطرابات ما بعد الصدمة، في كثير من الحالات يأخذ الإحباط المتزايد والتوترات النفسية بين السكان نتيجة لاستمرار السياسات الإسرائيلية والحرب التي لا تنتهي أبدًا شكل الألم والمعاناة الجسدية، وتؤدي إلى اكتئاب شديد وحتى انتحار. وقد أشارت الدراسات إلى أن هذه العوارض تظهر ايضًا بشكل واسع لدى الأطفال في غزة، كثيرون منهم ولدوا وكبُر تحت الإغلاق ولا يعرفون سوى واقع الحياة الصعب التي يفرضها عليهم.

يحتوي التقرير الجديد الذي تطلقه “چيشاه–مسلك” اليوم أهم ما جاء في أقوال مختصات ومختصين مهنيين في مجال الصحة النفسية في غزة، الذين يصفون بكلماتهم التحديات الشخصية والمهنية التي تواجههم كمن يعيشون في غزة ويعانون بأنفسهم من تقييدات الحركة الجارفة والعشوائية وغير القانونية التي تفرضها إسرائيل، والتي تفصلهم عن زملائهم خارج القطاع، وتمنعهم من الوصول إلى دورات تأهيل والخروج من القطاع للترفيه عن النفس، وتسجنهم مع من يعالجونهم في دائرة من اليأس الذي يبدو أن لا مخرج منها. وكل هذا خلافًا لالتزامات إسرائيل كقوة محتلة التي تتنصل منها على نحو منهجي، والتي تقضي بضمان كل ما يلزم من أجل أداء حياة سليمة في غزة.

يعمل المعالجين والمعالجات في غزة بلا كلل، وفي ظروف مستحيلة، لتقديم الدعم النفسي للفلسطينيين تحت الإغلاق في غزة، لكن الواقع المستمر للاحتلال والقمع والعنف البيروقراطي يحد من قدرتهم على المساعدة. هذا الوضع ليس قدرًا، بل هو نتاج سياسة ممنهجة. كما يقول أحد المشاركين في المشروع: “يمكن أن تتغير حالة الصحة النفسية في قطاع غزة بشكل جذري إذا اتخذت إسرائيل قرارًا سياسيًا واحدًا – رفع الإغلاق والسماح بحرية الحركة. يمكن أن يكون لمثل هذا القرار تأثير كبير على الصحة النفسية. سيزرع أملاً لدى الناس”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار