بدعوة طارئة من مدير مدرسة التراسنطة في عكا د. كويريكو كاليلا، التأمت عصر الأحد 8/11/2015 الهيئة التدريسة في جلسة تأبينية وفاءً لروح فقيد المدرسة، المربي عبد الرحمن حماد. افتتح الجلسة الأب كويريكو بالوقوف دقيقة صمت إجلالًا لروح الفقيد، ثم ألقى كلمة تأبينية عدّد فيها مناقب الفقيد، وأشار إلى حجم الخسارة التي لا يمكن تعويضها، ودعا الهيئة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه طلابها في الظروف العصيبة التي تعصف بالمدرسة نتيجة فقدان أحد أركانها.
شارك في الجلسة مستشارة المدرسة الحالية والمستشارتان السابقتان للمدرسة، إضافة إلى مستشارة متطوعة تنادت للمساعدة في الظرف الطارئ. وقد شارك الجميع بالتأبين معبّرين عن مشاعر الحزن المؤلمة التي تشحن القلب ويضيق بها الصدر.
وبعد التعبير الصادق عما خلفته المصيبة في النفوس، تم التداول التربوي المسؤول بالبرنامج الخاص ليوم الاثنين 9/11/2015، يوم الدوام الأول بعد وقوع مصيبة الفقدان كالصاعقة على قلوب التلاميذ. وقد تقررت الخطوات التالية:
– تخصص الحصص الثلاث الأولى لعقد حلقة خاصة للحديث عن المصاب الأليم، بهدف إعطاء التلاميذ إطارًا تربويًا للتعبير عن المشاعر، الهواجس والأفكار، وذلك بإشراف المستشارات المتطوعات إلى جانب مستشارة المدرسة، وذلك بإدارة مربي الصفوف وبمساعد معلمي المدرسة.
– تنطلق بعد الفرصة مباشرة، أي ما يقارب الساعة الحادية عشرة، مسيرة حداد مدرسية إلى ضريح المرحوم، يشترك فيها تلاميذ الصفوف السابع وحتى الثاني عشر وأعضاء الهيئة التدريسية.
– يتم وضع إكليل الزهور ويفتح المجال أمام التلاميذ لإلقاء كلماتهم فوق الضريح.
– وأخيرًا، ينطلق الموكب إلى بيت المرحوم وإلى جامع الجزار لتقديم التعازي إلى عائلة الفقيد.
– تبادر المدرسة بالتعاون مع عائلة الفقيد إلى إقامة حفل تأبين تخليدًا لذكرى المرحوم، يتم فيه توزيع كتيّب عن حياة الفقيد ومسيرة عطائه التعليمية التربوية والاجتماعية.
وبعد انفضاض الاجتماع توجه جميع أعضاء الهيئة التدريسية إلى بيت العزاء، في بيت العائلة، وفي جامع الجزار لتقديم التعازي، حيث كان لافتًا للانتباه الدور الفاعل لتلاميذ مدرسة التراسنطة من مختلف الفئات العمرية، في استقبال وفود المعزين المتدفقة إلى بيت العزاء، وفي تقديم الواجب لجمهور المعزين، وذلك بشكل عفوي وبروح مبادرة عالية ومسؤولية عميقة.