أيامٌ قليلة مرّت منذ ان فارقتَنا يا ” عبود ” ، نعم هكذا كنتُ اناديكَ حين كنتَ طالباً وحين اصبحتَ زميلاً .
لقد وقع نباُ وفاتكَ كالصاعقة في نهار صافٍ ، ورددتُ كما ردّدَ الكثيرون : هل يُعقل ؟ لماذا ؟ كيف ؟ هل يُعقل ان تغادرنا يا عبود بدون إستئذانٍ او إشارة أو تلميح ، ولماذا بهذه السرعة ، المْ يكن مبكراً فراقكَ ، وكيف تترك عائلةً ، زوجةً وابناءً ، طلاباً وزملاءً ، أصدقاءَ ومعارفَ وأنت في ريعان الشباب وفي قمة العطاء؟
انتَ الذي كنتَ سنداً ، مُحبا وعاشقاً للحياة ، مُتواضعاً ومُخلصاً في عملك وعطائك ، كنتَ يا عبود نظيف القلب واليد واللسان .
عندما اعود بالذاكرة الى تلك السنين حين كنتَ طالباً ، واصبحتَ بعدها زميلاً حيث واكبتُ مسيرتكَ ، عرفتُ ساعتها كم كانت طريقك وعرةً ودربكَ لم تكن مفروشة بالورود ومشواركَ صعباً ، إلا انك تمكنت باجتهادك وكدك ، بتفانيك وتضحيتك الوصولَ الى مُرادك وتحقيق احلامك فكانت السماء حدودك .
لم تعرف كللا او مللا ، وانما بالتحدي والعِناد ، بالشقاء والتعب ، بالصمود والثبات نلتَ ما كنت تصبو اليهِ . انت يا عبود مشروع نجاح انجزتهُ بالعِصامية ، بالايمان والمثابرة ، انت يا عبود نموذج يقتدى به لانسانٍ ، معلمٍ ومربٍ احبهُ واحتضنه المجتمع العكي بكل اطيافه وانتماءاته .
عزاؤنا في مشروعك هذا ، عزاؤنا في هذا الرصيد الثري الذي خلّفتهُ ، عزاؤنا في هذا الكم الهائل من الحب والاحترام والتقدير الذي كنّهُ لك الجميع ، وعزاؤنا بعائلتك الكريمة والابناء الأبرار الذين حتماً سيواصلون مشوارك مُستنيرين بهَدْيكَ ونهج حياتك .
نمْ قرير العين يا اخي ونمْ مرتاح الضمير والبال لأنك أديتَ الامانة وقمت بواجبك على اكمل وجه والرجال الصادقون والصالحون امثالك لا يموتون .
لتكن ذِكراكَ العطرة مؤبدةً .
عماد يعقوب – بشارة