مناورات عسكرية بالسعودية بمشاركة خليجية ودولية تحاكي مواجهة التهديدات الإيرانية

صوره من الارشيف

الرياض – انطلقت مناورة عسكرية جوية شرقي السعودية، بمشاركة عشر دول، من بينها الولايات المتحدة، تحاكي مواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة، وخصوصا السعودية وإسرائيل، وذلك في ظل التغيرات الجيوسياسية الدولية بعد الحرب الأوكرانية وتعزيز التحالف الروسي – الإيراني.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية، في وقت متأخر مساء الأحد، بانطلاق مناورات “رماح النصر” بنسختها الثالثة، في مركز الحرب الجوي بالقطاع الشرقي.

ويعد المركز الجوي بقاعدة الملك عبدالعزيز واحدا من المراكز الجوية المتقدمة، لما يوفره من بيئة قتالية وقدرة متقدمة على تدريب الأطقم الجوية والفنية والمساندة في واقع مماثل للحرب الحديثة.

وإلى جانب السعودية، تشارك في المناورات قطر والأردن والبحرين وباكستان واليونان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، فيما تشارك الإمارات والكويت وسلطنة عمان بصفة “دول ملاحظة” (مراقبة).

ويهدف التمرين إلى “رفع مستوى الأداء والجاهزية القتالية للوحدات المشاركة، بتنفيذ عمليات مشتركة تحاكي واقع التهديدات القائمة والمحتملة في بيئة عملياتية متعددة الأبعاد”، وفق الوكالة.

وقال قائد مركز الحرب الجوي اللواء الطيار الركن خالد الحربي، إنه “ينفذ سيناريوهات متنوعة لجميع العمليات الجوية”، وفق تصريح متلفز نقلته وزارة الدفاع السعودية، عبر حسابها على تويتر.

ولم يحدد المصدران موعد اختتام المناورة أو عدد القوات المشاركة فيها.

وأفادت وزارة الدفاع السعودية، في سلسلة تغريدات مساء الأحد، بأن قائد القوات الجوية الفريق تركي بن بندر بن عبدالعزيز، التقى نظيره في القيادة المركزية الأميركية الفريق أليكس قرينكوتش، وتطرّقا إلى مجريات تمرين “رماح النصر”.

كما التقى مدير الأركان المشتركة للجيش السعودي اللواء الطيار حامد العمري، قائدة النقل الجوي في الجيش الأميركي الفريق أول جاكلين دي فان أوفست، وبحث الجانبان “التعاون والتنسيق المشترك في المجال العسكري والدفاعي، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك”، بحسب التغريدات ذاتها.

وتزايدت في السنوات الأخيرة التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة بين دول الخليج أو بين دول خليجية وأخرى إقليمية ودولية، للوقوف دائما على الجاهزية ورفع مستوى الاستعدادات.

وتأتي هذه المناورات بعد التهديدات الإيرانية للمنطقة، وخصوصا السعودية وإسرائيل، حيث قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في نوفمبر الماضي “إن الولايات المتحدة قلقة من تهديدات إيران للسعودية، وإنها لن تتردد في التحرك دفاعا عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة”.

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد وجه في العشرين من أكتوبر ما وصفه بأنه تحذير للقادة السعوديين من الاعتماد على إسرائيل، وأشار إلى أنهم “يحتمون بقصور زجاجية”.

كما تأتي المناورات بعد أن هدد سفير إيران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني باستهداف المصالح الإسرائيلية، ردا على هجوم بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في مدينة أصفهان بوسط البلاد، وهو ما عزز المخاوف من إمكانية أن تشن إيران هجمات أوسع على وقع أزمتها الداخلية وتصاعد الاحتجاجات.

وكانت الرياض قد بدأت محادثات مباشرة مع طهران على المستوى الأمني عام 2021 في محاولة لاحتواء التوتر، وسط حالة من عدم اليقين في الخليج بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

واتهمت السعودية إيران بالمسؤولية عن هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على منشآت نفطية بها عام 2019، وهو ما تنفيه طهران. ويدور تنافس بينهما منذ عقود ويدعم كل جانب حلفاء يخوضون حروبا بالوكالة في أنحاء المنطقة.

وتقول الولايات المتحدة إن إيران تزود روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، مما دفع واشنطن إلى أن تنحي جانبا الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تخلى عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.

وترتبط الرياض وواشنطن بعلاقات إستراتيجية، وفق ما يؤكد البلدان، رغم بعض التباينات التي طرأت في الفترة الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بقطاع النفط، بعد أن قرر تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية الشهر الماضي خفض إنتاج النفط، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار