دراسة تتوقع أزمات ملحوظة في إمدادات المياه بحلول عام 2050

قال باحثون من جامعة فيينا للتكنولوجيا (TU Wien) إن التحليلات الجديدة، التي قاموا بها تشير إلى توقعات بحدوث أزمة حادة في المياه أكثر تأثيرا مما كان يُعتقد سابقا. حيث من المتوقع أن يشهد عدد من مناطق العالم أزمات ملحوظة في إمدادات المياه بحلول عام 2050، وذلك بسبب تأثيرات تغير المناخ على الغلاف الجوي.

 

تحليل نماذج المناخ

ووفقا للبيان الصحفي الصادر عن الجامعة، فإن تحليلات البيانات التي قام بها الباحثون كشفت أن النماذج السابقة كانت تُقلل بشكل منهجي من مدى توقعات توافر المياه وفقا لتغير معايير وعناصر مناخية معينة.

وقال البيان إن الدراسة التي نُشرت في دورية “نيتشر ووتر” (Nature Water) مؤخرا، جمعت بيانات القياس من أكثر من 9500 من الأنهار وتجمعات المياه من جميع أنحاء العالم، ووجدت أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى أزمات مياه محلية أكثر خطورة مما كان يعتقد سابقا، حيث بينت العلاقة بين هطول الأمطار وكمية المياه في الأنهار، والتي صارت أكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، وهو ما ينعكس على إمدادات المياه.

وطالب الباحثون، بضرورة مراجعة نماذج التنبؤ بتأثيرات تغير المناخ على إمدادات المياه بشكل أساسي، حيث إن تغير المناخ يعمل على تغيير الغلاف الجوي العالمي، والذي بدوره يغير هطول الأمطار والتبخر في أجزاء كبيرة من العالم، وبالتالي فهو يؤثر على كمية مياه الأنهار التي يمكن استخدامها محليا.

تأثير تغير المناخ على الغلاف الجوي

ويوضح قائد الفريق البحثي، البروفيسور غونتر بلوشل، من معهد الهندسة الهيدروليكية في جامعة فيينا للتكنولوجيا قائلا “كما هو معروف في علم المناخ، فإن ثمة تأثيرات تحدث على الغلاف الجوي بسبب تغير المناخ، وهذه التأثيرات التي تحدث يكون لها انعكاساتها وعواقبها على الأنهار وتوافر المياه، حيث ينبغي الأخذ بعين الاعتبار ذلك التداخل الواضح بين ما يرد في علم المناخ وعلم المياه، أو ما يعرف بالهيدرولوجيا وإدارة الموارد المائية، وبالتالي لابد من معرفة كيفية ارتباط توفر المياه بشكل جيد بالمعايير الخارجية، مثل هطول الأمطار أو درجة الحرارة”.

ويضيف بلوشل إن “مثل هذه الدراسات المتعلقة بالهيدرولوجيا ومؤثرات الطقس والمناخ تتم في العديد من محطات القياس حول العالم، ولا سيما في المختبرات المتخصصة بالهيدرولوجيا ومنها مختبرنا في النمسا، حيث يوجد العديد من أجهزة الاستشعار، لكن لا يمكن استخلاص استنتاجات عالمية بواسطة هذه الملاحظات الفردية، أي في بلد واحد أو منطقة واحدة، وتعميمها على باقي البلدان، إذ إن توازن الماء الذي يعتمد على العوامل الخارجية يختلف من مكان إلى آخر”.

لذلك، تعاون بلوشل مع علماء من الصين وأستراليا والولايات المتحدة والسعودية لبناء وتحليل قاعدة بيانات كبيرة لرصد تدفق المياه من جميع أنحاء العالم، مع امتداد سلاسل زمنية لعدة عقود في الماضي.

أشد مما كان متوقعا

يؤكد غونتر بلوشل أن “التفاعل بين نظام المياه وتغير المناخ، يفترض عدم الاعتماد فيه على تحليل النماذج الافتراضية، بل على قياسات فعلية، كما يجب وضع مقدار التغير في كمية المياه المتاحة في الماضي بعين الاعتبار، وذلك عندما تغيرت الظروف الخارجية. وبهذه الطريقة يمكننا معرفة مدى ارتباط التغييرات في معايير المناخ وعوامله بالتغير في توافر المياه المحلية، وهذا يسمح لنا بعمل تنبؤات لمستقبل مناخي أكثر دفئا”.

وقد أظهرت نتائج فريق البحث أن البيانات الجديدة، تتوقع ارتفاعا ملحوظا في مخاطر حدوث أزمات إمدادات المياه بحلول عام 2050 عما كان يُفترض سابقا، وعلى وجه الخصوص في أفريقيا وأستراليا وأميركا الشمالية.

المصدر : مواقع إلكترونية
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار