نَحْنُ قَبْلَ القَتْلِ أَمْواتُ
شعر: الشَّاعر العَروضي محمود مرعي
ما ماتَتِ امْرَأَةٌ مِنَّا وَإِنْ قُتِلَتْ.. وَإِنَّما نَحْنُ قَبْلَ القَتْلِ أَمْواتُ
ماتَتْ شَهامَتُنا، ديسَتْ كَرامَتُنا.. وَأَغْرَقَتْنا بِإِجْرامٍ عِصاباتُ
أَعْني القِيادَةَ لا قُوَّادَ مَفْسَدَةٍ.. وَالكُلُّ سِيَّانِ حَيَّاتٌ وَإِنْ ماتوا
إِذا المُؤَذِّنُ نادى “حَيِّ” تُبْصِرُهُمْ.. خَلْفَ الإِمامِ لَهُمْ دَمْعٌ وَشَهْقاتُ
وَفي الجَنائِزِ لا تَخْبو مَواعِظُهُمْ.. تَرى “مَلائِكَةً” في النَّاسِ قَدْ باتوا
وَكُلُّهُمْ خُشُبٌ تَبْدو مُسَنَّدَةً.. وَسْطَ الجُموعِ لَهُمْ حَجْلٌ وَميقاتُ
وَبَعْضُهُمْ صَنَمٌ في الجَمْعِ يَسْنُدُهُ.. شَبيهُهُ، وَشَبيهُ الشَّيْءِ مِرْآةُ
هُمُ العَدُوُّ فَلا يَغْرُرْكَ ما آتوا.. لَهُمْ مِنَ البَذْلِ غاياتٌ وغاياتُ
هُمُ العَدُوُّ وَهُمْ مِنْ شَرِّ ما حَمَلَتْ.. أَرْضُ الدِّيارِ وَإِنْ طالَتْ عَباءاتُ
فَلا تَغُرَّكَ آياتٌ لَهُمْ ظَهَرَتْ.. كَالمُعْجِزاتِ وَلا تَغْرُرْكَ طاعاتُ
فَآلُ إِبْليسَ لا تُحْصى مَآثِمُهُمْ.. وَكَمْ لِضُرِّهِمُ في الخَلْقِ دَرَّاتُ