الطبيب الجراح د. أديب نقولا نائب مدير قسم الجراحة: “عمليات شفط الدهون تعتبر الأكثر تعقيدا وعليه لا تجرى كثيرا في البلاد، ويتوجه العديد لإجرائها في تركيا دون التأكد من مؤهلات الأطباء والمعاهد الطبية التي يتفقون معها”
استقبل المركز الطبي تسافون (بوريا) في الأيام الأخيرة متعالجتين عربيتين وهما شابتين في مقتبل العمر، خضعتا لعمليتين في تركيا وذلك بعد ان تفاقم وضعهما الصحي لمرحلة الخطورة، بعد ان عادتا الى البلاد وعانتا من تلوثات عديدة وتعقيدات صحية ما بعد العملية التي اجرتاها. يشار الى ان المركز الطبي قد استقبل أيضا في الأشهر الأخيرة حالة ثالثة مثيلة
وقال الطبيب الجراح د. اديب نقولا نائب مدير قسم الجراحة في المركز الطبي تسافون (بوريا) الذي استقبل هاتين الحالتين، ان الحديث يدور عن عمليات تجميل بالأخص تتعلق بشفط الدهون، وهي عملية تعتبر الأكثر تعقيدا من ناحية طبية، مشيرا الى انه وبسبب تعقيداتها لا تجرى عادة في البلاد، لذا تسافر العديد من الشابات لإجرائها في تركيا.
وأوضح د. نقولا بهذا الصدد ان الحالتين كانتا لشابتين وصلتا الى المركز الطبي تسافون بحالة صعبة عرضت حياتهما للخطر، حيث أشار ان الحالة الأخيرة كانت لشابة عربية من البلاد اجرت عملية جراحية في تركيا، وقد عانت من تعقيدات صحية بعد خروجها، حتى انها انهارت وهي في طريقها الى البلاد، حيث حضرت الى المركز الطبي تسافون بعد وصولها وهي بحالة صحية صعبة حيث تم إدخالها فورا الى غرفة العمليات في المركز الطبي.
وأشار د. نقولا في هذا السياق ان الخضوع لعملية شفط الدهون في البلاد يستوجب على المتعالج ان يستوفي شروطا معينة، منها استيفاء المعادلة الخاصة بين الوزن والطول التي تشترطها وزارة الصحة لتمويل تكاليف العملية، ومن يتم رفضه يتبقى امامه اجراء العملية على نفقته الخاصة في البلاد، حيث تعتبر هذه العملية ذات تكاليف عالية في البلاد، من هذا المنطلق تسافر العديد من الشابات لإجرائها في تركيا دون اية شروط مسبقة وبأسعار اقل بكثير من البلاد”.
ونوه د. نقولا انه يتوجب على من يتوجهون الى تركيا للخضوع لهذه العمليات ان يكونوا على دراية كافية بأهم التفاصيل خاصة التي تتعلق باستيفاء التأهيلات المطلوبة للأطباء والجراحين الذين يجرون هذه العملية واهمية التمتع بالخبرة المطلوبة، والتأكد من مواصفات المستشفى الذي يدخلون اليه لإجراء العملية، ومستوى الرعاية الطبية والعلاج واستيفاء معايير التعقيم المطلوبة. والامر الأهم ان هؤلاء يقومون بالاتفاق مع وكيل لإجراء العملية وتحديد التكاليف مسبقا، دون ان يأخذوا بعين الاعتبار ان هذه التكاليف لا تشمل لا سمح الله التعقيدات التي من الممكن ان يعانوا منها بعد العملية.
وأعرب د. نقولا عن خشيته من اتساع هذه الظاهرة بين الشابات من المجتمعين العربي واليهودي على حد سواء مشيرا الى ان هناك من يحضر الى المركز الطبي تسافون لإزالة الغرز الجراحية (القطب) واللواتين أكدوا امامه ان الحديث يدور عن عشرات الفتيات اللواتي يتوجهن أسبوعيا الى تركيا للخضوع لهذه العمليات.
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت مؤخرا بيانا حول هذا الموضوع مشيرا الى انها تلقت العديد من البلاغات حول تعقيدات خطيرة لمن اجروا عمليات تجميلية في خارج البلاد مشددة على ضرورة اجراء هذه العمليات في معاهد ومراكز تخضع للرقابة اللازمة والمطلوبة بهذا السياق وضرورة التأكد من أهلية المراكز الطبية والرقابة التي تخضع لها وجودة العلاج الطبي الذي تقدمه هذه المؤسسات مع التأكد أيضا من ان اجراء هذه العمليات يتم بحسب الطرق المتبعة.