اللهُ أَكبر الله اكبر… بقلم: نظير شمالي

اللهُ أَكبر الله اكبر

بقلم: نظير شمالي

بحقد ما بعدَه حقد، حقدٍ دفين مُعلَن سَعَوا الى إصدار قرارهم التّاريخيّ المقزّز المخزي.
الّذي سعوا اليه طويلا!! هي نيّة ساديّة تقضي بمنع رفع الأذان بمبادرة طُغْمَةٍ ظالمةٍ، لوأد ذلك النّداء الرّبانيّ، نداءِ ربّ العِبادِ للعباد، يذكّرهم فيه بأداء فريضة محوريّة من فرائضه الّتي دعت إليها جميعُ الدّيانات السّماويّة.
السّعي الحثيث لهذا المشروع ذي الدّافع الايديولوجيّ العقائديّ السّياسيّ الجائر الحاقد ذكّرني بنصّ رائع من نصوص أديبتنا العكيّة الرّائعة “سميرة قيصر عزّام” لأبيّن كيف كان وقعُ هذا النّداء الرّبانيّ المجلجل في قلب ووجدان اميرة القصّة العربيّة، فكان وَقْعُهُ وقعَ السِّحرِ والتّماهي، وهي الكاتبة الّتي تدين بدين عيسى عليه السّلام، حامِل رسالةٍ ربّانيّة ستجابةً لمشيئة ربّ البشر أجمعين.
تقولُ كاتبتنا المذكورة في مجموعتها القصصيّة “العيدُ من النّافذة الغربيّة” في حوار بين الاب وبنه في غربة ولّدتها نكبة لئيمة، واصفةً أذان جامع الانوار (الجزّار) في مدينتها عكّا عند بزوغ كلّ فجر جديد مطلٍّ على هذه الدّنيا: “قال- يا ابي حَدِّثني عن هذا المسجد الذي تظلّ تَذكُرُه.. قال: ماذا أقول مِئذَنَةٌ (١) عاليةٌ يُنْشَر منها في كلّ فجر صوتٌ يُعَلِّمُكَ أن تُحِبَّ اللهَ.. ويملأُ نَفْسَكَ خُشُوعًا لمولِدِ نهارٍ جديد. صوتُ المؤذّن يقع في الفجر نديًّا مَأْنوسًا في آذان السّامرين (الصّلاةُ خَيرٌ مِنَ النّوم). ومع صَوتِهِ تَدِبُّ الحياةُ في مدينتي، يتحرَّك الخَبّازونَ والكسَبَةُ، وتتناغمَ أصواتُ باعة التَّمْرِيَّة في أصابيح الشّتاء.. ثمّ تبدأ خَطواتُ العمّال تَدِبُّ على الطّريق المرصوفةِ يَسْعَوْنَ الى حيثُ كُتبَ لكلٍّ منهُم رزقُهُ”.
هذا ما دوّنته كاتبتنا العكيّة الرّائعة. أمّا ربُّ العباد فيقول في كتابه الكريم:
“وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (البقرة: ١٤)
نعم- ذلك النّداء الرّبانيّ المجلجلَ في فضاءات الكون والرّوح وفي أعماق النّفوس البشريّة- سيبقى بإذن الله- عاليا مجلجلا الى ان تقومَ السّاعةُ ويرثَ اللهُ الارضَ وما عليها، رغمَ انوف الحاقدين.. الله اكبر الله اكبر على كلّ من طَغَى وتَجَبَّر.

(١) في النّصّ الاصليّ كُتبت همزة هذه الكلمة على ألف (مأذنة).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار