الفشار الذي يُكلف العالم مليارات الدولارات.. ما فائدته؟

الذره

 

يتربع الفشار على عرش الأطعمة المقرمشة الأكثر شعبية لدى جميع الأعمار في أنحاء العالم، وخصوصا أثناء مشاهدة الأفلام السينمائية، أو في التجمعات العائلية أمام التلفاز، أو أثناء تمضية الوقت في تصفح الإنترنت، أو حتى لإلهاء الأطفال.

وجاء في دراسة أجرتها جامعة درو الأميركية، أن الفشار تم تقديمه لأول مرة على يد “قبائل الأميركيين الأصليين”، ومنذ ذلك الحين يتم إنتاج معظم فشار العالم في الولايات المتحدة، ويتصدر الأميركيون قائمة عشاق الفشار عالميا بمعدل استهلاك يزيد على 17 مليار لتر في العام، وبلغ حجم سوق الفشار العالمي 5.2 مليارات دولار عام 2021.

والفشار هو نوع من الذرة يتميز عن الأنواع الأخرى بقشرته السميكة التي تظل تضغط على محتواها الداخلي من النشا، بفعل حرارة التسخين؛ حتى يصبح هلاميا وينسكب خارجا بعد انفجار القشرة، متخذا شكل الفشار الهش المُحبب.

 

حقائق غذائية عن الفشار

ذكر فريق الباحثين في الدراسة التي أجرتها جامعة درو، أن “الفشار من أكثر الأطعمة فائدة”؛ فهو من الحبوب الكاملة غير المعالجة بنسبة 100%، ولا يحتوي على إضافات صناعية أو مواد حافظة، كما أنه خال من السكر؛ ويُعد مصدرا مُهما للعناصر الغذائية مثل الزنك والمغنيسيوم وفيتامين “بي” (B). بالإضافة إلى المعادن ونسبة من الألياف “معظمها غير قابلة للذوبان، مما يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالبواسير والتهابات الأمعاء”.

كما ثبت أن الألياف الوفيرة في الفشار “تحافظ على صحة القلب، وتساعد في الحفاظ على وزن صحي، وتعزز صحة الجهاز الهضمي”، وفقا لأخصائية التغذية الرياضية، ليزي كاسباريك.

ووفقا لقاعدة بيانات وزارة الزراعة الأميركية “يو إس دي إيه” (usda)، يحتوي كوب من الفشار المُحضّر بواسطة الهواء على 31 سعرا حراريا (ترتفع إلى 35 سعرا عند طهيه بالزيت، وإلى 80 سعرا بعد إضافة الزبدة)، و6 غرامات كربوهيدرات، و1.2 غرام ألياف، و0.36 غرام دهون.

كما اتضح أيضا أن الفشار أكثر غنى بمادة البوليفينول من الفواكه والخضروات، وهي أحد مضادات الأكسدة القوية للمساعدة في الحماية من السرطان؛ حيث وجدت دراسة أن الفشار “يحتوي على ما يصل إلى 300 مليغرام من مادة البوليفينول لكل وجبة، مقارنة بـ114 مليغراما لكل حصة من الذرة الحلوة، و160 مليغراما لكل حصة من الفواكه”.

الفشار كغذاء صحي

تقول الكاتبة والمؤلفة وخبيرة التغذية، فرانسيس لارجمان روث “بصفتي اختصاصية تغذية، لطالما روّجت للفشار كوجبة خفيفة صحية، تحتوي على أقل نسبة من الكربوهيدرات، وتظل منخفضة الدهون والسعرات الحرارية، بالنسبة لمن يتطلعون إلى إنقاص الوزن؛ كما أنها مناسبة لمعظم الأنظمة الغذائية للجميع، ما لم تكن غارقة في الزبدة، أو مغطاة بكثير من الشوكولاتة أو الكراميل”.

وتوضح ليزي كاسباريك أن “القيمة الغذائية للفشار تعتمد على طريقة طهيه وما يوضع عليه من إضافات”، وتنصح بأن تقتصر قائمة المكونات على الذرة والزيت والملح، لأنه مع الحد الأدنى من المكونات، يُصبح الفشار وجبة خفيفة غنية بالفيتامينات والمعادن، ويوفر الشعور بالشبع أيضا.

ولاحظت دراسة أن “15 سعرا حراريا من الفشار توفر شعورا بالشبع، يعادل 150 سعرا حراريا من رقائق البطاطس”، ولكن كاسباريك لا ترى مانعا -من أجل مذاق أفضل- من “إضافة القليل من جبن البارميزان، أو رشة قرفة أو حفنة من رقائق الكاكاو”. كما توصي باستخدام زيت جوز الهند، “لكونه يتميز بنقطة احتراق أعلى، وتحذر من أسوأ أنواع الزيوت، كالزيت المهدرج جزئيا، أو الدهون المتحولة”.

أما خبيرة التغذية، باربرا أولانشكي، فتقول “إنه على الرغم من أن الفشار قد لا يحقق الكثير من القيمة الغذائية، فإنه لن يكون كثيفا في السعرات الحرارية إذا تناولنا حصة واحدة، وقللنا الزبدة والملح للحد الأدنى”.

وتقول مايا فاديفيلو، من قسم علوم التغذية بجامعة رود آيلاند “إن الفشار المصنوع من كميات محسوبة من الزيوت الصحية للقلب، مثل زيت الكانولا أو زيت الزيتون يمكن أن يظل صحيا”. وبحسب جمعية القلب الأميركية، “عندما يكون الفشار مطبوخا بالهواء ومتبلا تتبيلا خفيفا، فهو وجبة خفيفة صحية وفعالة”.

أما فيما يتعلق بمخاطر حمض “بي إف أو إيه” (PFOA)، التي تبطن معظم أكياس الفشار المطهوة في الميكرويف، والتي سبق أن أعرب الخبراء عن مخاوفهم بشأن تأثيراتها على الصحة؛ فقد أكدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية “إف دي إيه” (FDA) “أن الكمية المستخدمة منها في أكياس الميكرويف آمنة”.

أخطاء تجعل الفشار مؤذيا

تصف الخبيرة كاسباريك الفشار بأنه “طعام يشجع على التهام كميات كبيرة”، وهو ما تؤكده أولانشكي بقولها “إن من سلبيات الفشار، أنه يُغرينا بالاستمرار في تناوله بلا توقف، حتى نتناول 3 أكواب أو أكثر في الجلسة الواحدة، دون أن يخبرنا دماغنا أو تنبهنا أمعاؤنا أننا قد أكلنا ما يكفي”؛ مُعلّلة ذلك بتأثير عامل الطحن (القرمشة) المهدئ نسبيا. وتوصي بطهي الفشار بالهواء وعدم إضافة الملح، “للحد من إغراء الاستمرار في الأكل”؛ وفي الوقت نفسه تنصح مرضى السكري بإضافة الزيت أو الزبدة، “للمساعدة في إبطاء امتصاص الكربوهيدرات في الدم”.

كما تحذر أولانشكي من أننا “إذا أضفنا ملعقة كبيرة من الزبدة والملح إلى الفشار، فسوف نحصل على حوالي 116 سعرا حراريا، و10 غرامات من الدهون”؛ موضحة أن طريقة طهي الفشار “قد تتسبب أحيانا في هضمه بسرعة وتحويله إلى كربوهيدرات في الجسم، وهو ما قد يمثل مشكلة بالنسبة للبعض”.

كذلك “قد يعاني البعض من الانتفاخ بسبب تناول مزيد من الألياف المتوفرة في الفشار”، بالإضافة إلى “احتمال حدوث آثار صحية ضارة، من استعمال دهون متحولة في طهي الفشار، أو مواد كيميائية لتحسين مذاقه”.

أما الفشار الموجود في دور السينما، فقد يتميز بوجود سعرات حرارية كبرى وملح أكثر؛ حيث “يمكن أن تحتوي عبوة الفشار في السينما على ما يصل إلى 1090 سعرا حراريا، و2650 مليغراما من الصوديوم، الذي يُعد أحد عوامل الخطر الرئيسية لارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية”، كما تقول مايا فاديفيلو.

المصدر : مواقع إلكترونية
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار