رياضَة عَلى حافة الانقِراض!

لفت نظري خبر قد نُشر في موقع مدينتنا الحبيبة (عكانت) يتحدث عن فريق الملاكمة العكية وأزمته. ظهرمن خلال الخبر, المدرب المُخضرم أبو خالد ترشحاني صارخا ومستنجدا لعدم الحصول على المراتب والميداليات التي لطالما حققها هذا الفريق.
لم أعقب حينها بصراحة لأنني رأيت أن هذه القضية تستحق خوضا عميقا وحلا جذريا وهذا ما حثني على الكتابة عنها من خلال صفحة واحدة رغم كونها تستحق صفحات لا تُعد.
مع كل الإحترام للمركز الثقافي الذي أقيم على حساب فريق رياضي عكي, وعلى أنقاض مكان لطالما كان مكانا بسيطا جدا للتدريب وبرغم بساطته كان منبعا للفخر في هذه الرياضة.
للتوضيح: أنا مع الندوات التي تقام داخل أروقة هذا المركز وأنا مع الثقافة ومع كل عمل خيري ومُفيد ورائع يتم عمله في هذا المركز, ولكن السؤال الذي يطرح, ما فائدة كل هذا ما دامت الرياضة قد انقرضت تقريبا في مدينتنا؟
هذا ليس بالعدل أبدا وهناك ظلم قاس قد وقع على أحد الأطراف المهمة.
قد تم بناء المركز وافتتاحه وكل الإحترام للقائمين والفعالين به حاليا.
هذا ما قد حصل, وهذا واقعنا الآن وبما أن المحور هنا هو أن المركز يعود بالفائدة الثقافية للمواطنين العكيين فلن نتحدث فيما مضى.
بالمقابل, لا يجب أن ننسى الرياضة وبأن هناك فريق رياضي يعاني من أزمة حادة على الصعيد المادي والمعنوي أيضا.
فريق المُلاكمة العكي الذي طالما خاض أصعب التحديات من أجل الحصول على الجوائز والمراتب المشرفة والميداليات في المسابقات لرفع أسم مدينتنا عاليا من خلال هذه الرياضة رغم أنه عرف دائما وعلى مدار سنوات عديدة وطويلة ببساطة معداته وأمكانياته, لا نستطيع إنكار إنجازاته ولا يجب أن نُناظره حتى يهوي إلى الحضيض أكثر دون حل أو دون مساعدة على الأقل معنويا!
**فريق المُلاكمة العكي يعاني من عدم وجود مكان ملائم ومريح للتمارين!
**فريق المُلاكمة العكي يعاني من عدم الدعم المعنوي والمادي معا! (باستثناء من يدعمون الفريق بشكل شخصي رغم أنهم غير مجبرين على ذلك فكل الاحترام والتقدير لهم).
**أين المشكلة في إيجاد مكان صغير ملائم بين أروقة المدينة القديمة يحوي المدرب والمتدربين معا؟ (بما أن المدرب والعم أبو خالد أطال الله بعمره كبر بالسن والأسهل له أن يدرب في عكا القديمة عوضا من المسافة التي يقطعها للمدينة الجديدة).
**أين المشكلة في دعم الفريق ماديا بصورة مُنتظمة من قبل البلدية؟ (مثلما يتم دعم إنشاءات وفرق رياضية عديدة في المدينة).
**لما لا يتم خوض مباريات ملاكمة على أرض مدينتنا كباقي أنواع الرياضة في المدينة؟ (التواجد في المباريات والتشجيع هو دعم معنوي من الدرجة الأولى بحد ذاته).
المُحفز هو الشيء الجوهري للهدف ولهذا الفريق هناك أهداف لطالما تحققت على مدار سنوات عديدة من خلال المحفزات والتقديرات ومن خلال مكان جيد وملائم للتمارين والتدريبات على الأقل فكيف له أن يحصد المراتب ما دام مُهملا؟!
عدم وجود مكان ملائم للتمرينات بالإضافة إلى عدم الاكتراث بالفريق ماديا ومعنويا سوف يؤدي إلى انقراضه!
إنعدام المحفزات وعدم الدعم الكافي للفريق سوف يقلل من حب هؤلاء الشباب العكيين لهذه الرياضة وبهذا قد نخسرهم وبالتالي سوف نخسر فئة شبابية رياضية خيره وسيتم حينها ظهور الآخرين من المستهترين والمنحرفين أخلاقيا وهذا ما لا نرجوه أبدا لشبابنا العكيين.
مقارنة مع مجتمعات أخرى هناك ما يسمى خدمات للمسن أو دعم للمسن, من بين هذه الخدمات التي تقدم هو أنه في جيل معين هذا المجتمع يحتضن كبير السن وبالأخص من لا يزال لديه عطاء كالمدرب أبو خالد ترشحاني عوضا من ركله جانبا! هم يعملون على دمج مثل هؤلاء الأشخاص في شتى المجالات.
هؤلاء الأشخاص المعطاءين لا يتم إقصائهم فهم يشعرون أنه لا يزال بمقدورهم العطاء أكثر فأكثر, وبذلك بالإمكان تعيين مدرب شاب لهذه الرياضة بالإضافة إلى الإرشاد من قبل المدرب المخضرم مثل أبو خالد وهنا يتم ضرب عصفورين بحجر واحد: رفع معنويات المدرب الرئيسي للفريق وبالتالي رفع معنويات الشباب المتدربين أيضا من خلال الروح الشبابية التي ترافقهم وبذلك حثهم على التقدم والاستمرارية في هذه الرياضة وإحراز بطولات.
الرياضة رغم أنها شيء جميل إلا أنها تحتاج إلى مجهود كبير, وهذا ما يُصعب على شبابنا خوض مثل هذه الرياضة فإذا اتخذوا روح التحدي ودخلوا هذا المجال فكل الإحترام لهم وبذلك يجب دعمهم حتى النهاية حتى نضمن مستقبلا مضيئا لأبناء بلدنا.
على المسؤولين أجمع في البلدية وخاصة العرب النظر في هذا الموضوع وعدم اللامبالاة فهناك مصير ينتظر هؤلاء الشباب إما النجاح المجتمعي وإما الفشل والهاوية!
أيهما تفضلون ضميريا؟؟؟؟

بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عكا

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار