بطانة الرحم المهاجرة… مرض شائع يصيب امرأة واحدة من بين كل 10 نساء ولا يستثني المجتمع العربي

جوني يونس

بطانة الرحم المهاجرة..  

مرض شائع يصيب امرأة واحدة من بين كل 10 نساء ولا يستثني المجتمع العربي

–          البروفيسور جوني يونس من المركز الطبي تسافون بوريا: “عوارض هذا المرض قد تكون أليمة وتحول دون ممارسة المرأة لحياتها الاعتيادية وقد تؤدي الى عدم حدوث الحمل والانجاب “

يعتبر مرض “بطانة الرحم المهاجرة” أحد الامراض الأكثر شيوعا في العصر الحالي الذي يواجه النساء، ويُسمى أيضا بـالأندوميتريوزيس، أي نمو بطانة الرحم خارج الرحم، هذه الظاهرة المرضية التي تعتبر من احدى الامراض التي تستوجب مراقبة طبية دائمة وتدخلا طبيا في العديد من الأحيان.

عن هذا المرض يتحدث البروفيسور جوني يونس مدير قسم أمراض العقم وأطفال الانابيب في المركز الطبي تسافون بوريا مشيرا الى انه “بعد سن المراهقة تبدأ العادة الشهرية بالظهور لدى الفتاة، وهي عبارة عن نزوح البطانة الداخلية للرحم وخروجها من الجسم. فكما نعلم فان جسم المرأة يقوم بتحضير الرحم في كل شهر لاستقبال البويضة المخصبة لحصول الحمل. هذا التحضير يكون من خلال بطانة الرحم. عندما لا يحدث الحمل فان البطانة أي الغلاف الداخلي للرحم يسقط وقت العادة الشهرية ويبدأ الرحم بتحضير نفسه مرة ثانية لحصول الحمل في الشهر الذي بعده مرة أخرى”.

“بطانة الرحم تتكون خارج الرحم”

وأضاف البروفيسور يونس عن عوامل تكون هذا المرض وأشار: “نعني ببطانة الرحم المهاجرة انه عند بعض النساء البطانة الداخلية للرحم موجودة ليس فقط في الرحم، انما جزء من هذه البطانة موجود أيضا في أماكن أخرى خارج الرحم، مثل المبيض، قنوات فالوب، في الحوض، على الأمعاء وفي أماكن مختلفة في انحاء البطن، وفي حالات معينة بعيدة عن الحوض مثل الرئتين. عندما تكون هذه البطانة في أماكن خارج الرحم ممكن ان تؤدي الى مشاكل صحية اهمها الاوجاع الأليمة خاصة الاوجاع التي قد تحدث وقت العادة الشهرية او وقت المعاشرة، وأيضا من شانها ان تحول دون حدوث الخصوبة والعقم. هذا المرض شائع جدا حيث تشير الاحصائيات ان امرأة واحدة من بين عشر نساء في سن الخصوبة (15 – 45 عام) تعاني من هذا المرض وهي نسبة عالية جدا”.

“اوجاع تحد من القدرة على العمل اليومي”

وعن العوارض التي يجب على كل امرأة الانتباه لها قال:” الاعراض هي انه وقت العادة الشهرية المرأة التي تعاني من هذا المرض تصاب بأوجاع قوية لدرجة ان هذه الاوجاع تحد من قدرتها على العمل او الخروج من المنزل وممارسة حياتها الطبيعية. لا تكون هذه الاوجاع قوية في كل الحالات المرضية.  وكما ذكرت سابقا هذه الاوجاع تصيب المرأة وقت المعاشرة او وقت التبول. اما عن العوارض الأخرى فممكن الإشارة الى وجود الدم في البول او في البراز، حيث تختلف هذه العوارض ما بين حالة مرضية وأخرى.  في بعض الحالات نجد ان بعض النساء تعانين من هذا المرض، لكن لا يعانين من اية عوارض له. لكن مع هذا، من الممكن ان يواجهوا مشاكل مثل التأخير في الانجاب مثلا، لذا عليهم التوجه للطبيب للإجراء الفحوصات خاصة صور الاولتراساوند الذي يساعد بشكل كبير على تشخيص هذا المرض”.

“رجوع الدم الى الوراء اثناء العادة الشهرية”

وعن اسباب الإصابة بهذا المرض عموما أوضح البروفيسور يونس:” هناك نظريات عديدة في الطب عن أسباب حدوث هذا المرض، احداها ان جزء من النساء اللواتي عند حدوث العادة الشهرية، يقوم الدم المنبثق من بطانة الرحم بالرجوع الى الوراء بدل الخروج الى خارج الجسم. هذا الدم والخلايا التي ترجع الى الوراء عن طريق قنوات فالوب باتجاه المبيض والحوض تستقر في هذه الأماكن من جديد وتبدء بالاتساع والتمدد. كل مرة تحصل العادة الشهرية، الدم الذي يدخل للداخل يسبب التهابات والاوجاع والمزيد من الالتصاقات في الحوض”.

وأشار البروفيسور جوني يونس عن فئات النساء الأكثر تعرض للإصابة بهذا المرض وقال:” هذا المرض بحسب الدراسات العالمية منتشر في انحاء العالم ولدى كل الشعوب. لا يمكن الإشارة بالتحديد الى عوامل الاصابة التي قد تكون جينية وراثية، لكن فيما يتعلق بالمجتمع العربي في البلاد وعلى الرغم من عدم وجود دراسات شاملة توفر لنا صورة واضحة عن معطيات الإصابة، توقعاتي ان في المجتمع العربي نسبة الإصابة تعادل نسبة الإصابة لدى المجتمع اليهودي، بمعدل إصابة امرأة واحدة من بين كل 10 نساء”.

“أعراض قد تختفي اثناء الحمل فقط”

ونوه بهذا السياق: “وقت الحمل، هذا المرض وعوارضه تخف الى درجة كبيرة، الى ان تختفي، لان الحمل يجعل اعراض هذا المرض تدخل الى سبات لمدة 9 أشهر، لكن سرعان ما تعاود الظهور بعد فطام الرضاعة.  دراسات جديدة أظهرت انه بعد جيل الـ 45 عاما من الممكن ان تحدث تغييرات في هذا المرض خاصة في الحالات التي يكون فيها وجود تجمعات الدم (كيس دم) على المبيض نفسه. في حالات قليلة مثل هذا الحالة من الممكن ان يتحول هذا المرض الى مرض سرطاني، لذا على هؤلاء النساء في مثل هذه الحالة المرضية، الخضوع للرقابة الطبية حتى بعد جيل 50 – 55 حسب توصيات الطبيب.

“علاج بالهرمونات لتجميد عوارض المرض”

وعن سبل العلاج المتوفرة لهذا المرض الشائع قال البروفيسور يونس:” هناك العديد من الإمكانيات علاج هذا المرض، وكل حالة لها علاج مختلف مع العلم اننا كأطباء معالجين نأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل منها معاناة المرأة المريضة من الأوجاع، عمر المرأة، إنجاب المزيد من الأولاد، مخزون المبيض، وفي اي منطقة يتواجد المرض لديها وما الى ذلك. في بعض الحالات نكتفي كأطباء بمراقبة المرض عن كثب والعمل على تخفيف الآلام. في بعض الحالات الأخرى نعطي ادوية هرمونية متنوعة لتجميد عوارض المرض لأننا لا نملك القدرة على شفائه.  في كثير من الحالات التي تشكو المرأة من العقم نتجه الى العلاج عن طريق أطفال الانابيب. في حالات اخرى نقرر اجراء عملية قد تكون بسيطة او معقدة لإزالة المبيض والرحم.  مثلا إذا كانت المريضة تعاني من المرض في المبيض فإننا نحاول علاج المريضة مع الاخذ بعين الاعتبار إذا ما كانت ام لديها أطفال ولا تريد الانجاب او تريد المزيد من الأطفال.  مثلا إذا حضرت مريضة في جيل 45 انجبت ولديها أولاد ولا تريد إنجاب المزيد هنا كأطباء نكون أكثر جرأة لإجراء عملية في المبيض دون تردد. هنالك نساء يفضلن الخضوع لعملية لإزالة كيس الدم من المبيض لكن هذه العملية قد تكون اضرارها أكثر من فوائدها. إزالة كيس الدم من المبيض لا يعني اختفاء المرض لأنه مرض مزمن، لذا من المهم دراسة كل حالة واتخاذ العلاج المناسب”.

صورة بروفيسور جوني يونس (تصوير خاص)

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار