عكا… بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن أئمة‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬عكا حول‭ ‬الاوضاع‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭

الجزار

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬ائمة‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬عكا
حول‭ ‬الاوضاع‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬

أهلنا‭ ‬الاحباب‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عكا‭ ‬الحبيبة‭…
لا‭ ‬يخفى‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬بلادنا‭ ‬المباركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الايام‭ ‬من‭ ‬أجواء‭ ‬الحرب‭ ‬المقيتة‭ ‬وما‭ ‬خلفته‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬كبير‭ ‬وسفك‭ ‬للدماء‭ ‬وهدم‭ ‬للبيوت‭ ‬وتشريد‭ ‬للآمنين‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬حتى‭ ‬اصبح‭ ‬العراء‭ ‬هو‭ ‬المأوى‭ ‬الوحيد‭ ‬لهم‭ ‬،‭ ‬هذا‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬تسببت‭ ‬به‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬سلب‭ ‬لافراح‭ ‬كان‭ ‬يستعد‭ ‬لها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنكوبين‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬حولت‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬فرحتهم‭ ‬الى‭ ‬بيوت‭ ‬للعزاء‭ ‬،‭ ‬وحولت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬الى‭ ‬ارامل‭ ‬،‭ ‬وحولت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاطفال‭ ‬الى‭ ‬ايتام‭ .‬
ومن‭ ‬هنا‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم ( ‬مثل‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬توادهم‭ ‬وتراحمهم‭ ‬وتعاطفهم‭ ‬كمثل‭ ‬الجسد‭ ‬الواحد‭ ‬ان‭ ‬اشتكى‭ ‬منه‭ ‬عضو‭ ‬تداعى‭ ‬له‭ ‬سائر‭ ‬الجسد‭ ‬بالسهر‭ ‬والحمى ) ‬ونظرا‭ ‬لأجواء‭ ‬الحزن‭ ‬التي‭ ‬تطغى‭ ‬وتسيطر‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬فاننا‭ ‬نهيب‭ ‬باهلنا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عكا‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬،‭ ‬والوقوف‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ ‬المنكوبين‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعاء‭ ‬والتضرع‭ ‬الى‭ ‬الله‭ ‬بان‭ ‬يرفع‭ ‬عنهم‭ ‬الهم‭ ‬البلاء‭ ‬والغمة‭.‬
وإن‭ ‬أقل‭ ‬القليل‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬تجاه‭ ‬المنكوبين ‬الذين‭ ‬حرموا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الايام‭ ‬العصيبة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬والمأوى‭ ‬والامن‭ ‬والامان‭ ‬،‭ ‬ان‭ ‬نقوم‭ ‬بالغاء‭ ‬جميع‭ ‬مظاهر‭ ‬الفرح‭ ‬التي‭ ‬تعودنا‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬افراحنا‭ ‬من‭ ‬طبل‭ ‬ورقص‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬نقتصر‭ ‬بجمع‭ ‬المدعوين‭ ‬على‭ ‬الوليمة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بالاصل‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬اوصى‭ ‬بها‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬حيث‭ ‬قال ( ‬اولموا‭ ‬ولو‭ ‬بشاة ) ‬،‭ ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬ايها‭ ‬الاخوة‭ ‬الاحباب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬انظار‭ ‬العالم‭ ‬باسره‭ ‬تتجه‭ ‬الى‭ ‬هؤلاء‭ ‬المنكوبين‭ ‬بقلوب‭ ‬حزينة‭ ‬واعين‭ ‬باكية‭ ‬،‭ ‬ونكون‭ ‬نحن‭ ‬منشغلون‭ ‬بافراحنا‭ ‬بكل‭ ‬طقوسها‭ ‬التي‭ ‬تعودنا‭ ‬عليها‭ . ‬كلنا‭ ‬أمل‭ ‬ان‭ ‬يجد‭ ‬هذا‭ ‬النداء‭ ‬اذانا‭ ‬صاغية‭ ‬وقلوبا‭ ‬راضية‭ ‬بقدر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ .‬
واخيرا‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬عنا‭ ‬جميعا‭ ‬الهم‭ ‬والغم‭ ‬والحزن‭ ‬والبلاء‭ ‬،‭ ‬ونسأله‭ ‬الامن‭ ‬والامان‭ ‬والسلام‭ ‬انه‭ ‬سميع‭ ‬قريب‭ ‬مجيب‭ ‬الدعاء‭ . ‬

إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ [email protected]
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار