عكا… الزاوية الشاذلية اليشرطية

الزاوية الشاذلية اليشرطية

الزاوية الشاذلية اليشرطية العكيّة: ماضيا وحاضرا

.

د.ليندا سيبراند ووسام خروف – عن مجلة الفنار العكية

.

مقدمة
هنالك مكانة مميزة للزاوية الشاذلية اليشرطية منذ
تأسيسها في عكا عام 1868 . وبالرغم من اهميتها في
تاريخ عكا قبل النكبة, حاليا هناك اقلية من الناس فقط
يعرفون عنها معلومات جيدة.
في هذا المقال سنناقش تاريخ الزاوية, واستمراريتها وفترة
تعطيلها, وما تعنيه لأبناء الطريقة الشاذلية اليشرطية,
حاضرا. ستتم معالجة الموضوع من وجهة نظر تاريخية
وانتروبولوجية )علم الاناسة(.
بشكل عام, الزاوية هي مكان لقاء مركزي لمريدي الطرائق
الصوفية، ومن الصعب فهم هذه الزاوية دون فهم الطريقة
التي اسستها, وهي الطريقة الشاذلية اليشرطية, التي
تعود بسلسلتها الى ابي الحسن الشاذلي ) 1196 – 125 8 م( مؤسس الطريقة الشاذلية, ومن
قبله ترجع السلسلة الى النبي صلى الله عليه وسلم. ابتدأت الطريقة الشاذلية اليشرطية
بالتأسس بعكا منذ سنة 1850 م لحظة وصول شيخها ومؤسسها من تونس, وهو الشيخ علي
نور الدين اليشرطي )ت 1899 م(. بعدها انتقلت مشيخة الطريقة, بين آل يشرط, لابنه
الشيخ ابراهيم ) 1844 – 1928 م(, ومن بعده لحفيده الشيخ محمد الهادي ) 1902 – 1980 م(,
ومن ثم لابن حفيده, الشيخ احمد اليشرطي ) 1928 – 202 1 م( الذي توفى مؤخرا, في تشرين
الثاني عام 202 1 , وحاليا المشيخة هي لعلي ) 1958 م( بن الشيخ احمد*.
انتشرت الطريقة الشاذلية اليشرطية بأرجاء واسعة في العالم العربي والاسلامي, وتم بناء
الكثير من الزوايا لأبناء هذه الطريقة, لكن تبقى زاوية عكا اهم زواياها, وتعتبر الزاوية
الام. وقد كانت زاوية عكا )وبدرجة اقل زاوية ترشيحا( مركزا لزيارة ابناء الطريقة من الشام
وللقادمين من اماكن أبعد, حتى عام 1948 .
من الممكن تقسيم ابناء هذه الطريقة بتلك الفترة الى مجموعتين: المتجردون, وهم
من خصصوا حياتهم للشيخ والطريقة وسكنوا الزوايا, واهل الاسباب الذين عاشوا حياة
اجتماعية عادية ومارسوا اعمالهم وزاروا الزاوية بعد اتمام واجباتهم الحياتية اليومية.
بعضهم سكنوا بعيدا عن عكا بأماكن انتشار الطريقة, وبعضهم كانوا عكيين, وآخرون انتقلوا
للسكن في عكا, ليكونوا قريبين من الشيخ. هاتان المجموعتان هم المريدون, بمعنى المنتمين
للطريقة. وهنالك ايضا اناس احبوا زيارة الشيخ وتعاليم الطريقة, لكنهم لم ينتموا
للطريقة, ويطلق عليهم اسم “المحبون”.
قبل النكبة, كانت الزاوية مكان اقامة الشيخ وفيها القى تعاليمه, وكانت مركز ابناء
الطريقة الشاذلية اليشرطية, وفيها تجسدت قيم الطريقة. لذلك هناك علاقة ثلاثية قوية
بين الشيخ, والزاوية, و” مجتمع ابناء الطريقة”. هذه العلاقة قد تعطلت عام 1948 . فالشيخ
محمد الهادي انتقل الى بيروت مع عائلته, وهكذا اصبحت بيروت مركز الطريقة، واغلب
المريدين اصبحوا لاجئين, واكثر الاوقاف ضاعت, ما عدا زاوية عكا وترشيحا.
زاوية عكا اصبحت مكان سكن وشبه مهملة, كزاوية, بسبب نقص الموارد. وعندما تجددت
العلاقات مع العالم العربي عام 1967 , اصبحت الترميمات بمجال الممكن. وقد قام الشيخ
محمد الهادي ببعض الترميمات بنهاية سنوات السبعينيات. فقط الشيخ احمد الذي اصبح
شيخ الطريقة بعد وفاة والده الشيخ محمد الهادي ) والذي كان مقيما في عمان منذ 1960 (,
هو من شيوخ الطريقة, الذي ابتدأ بتحضيرات واسعة وجدية لإنهاء وضع الزاوية مكانا
للسكن, بهدف ارجاعها لمكانتها السابقة. هذه الترميمات الجذرية ما زالت جارية, ابتداء من
سنة 200 6 . وحاليا, تحضيرا لنقل جثمان الشيخ احمد الى مشهد الزاوية, حيث مقامات
شيوخ الطريقة, وهكذا تبقى الزاوية المكان الذي تتجسد فيه قيم الطريقة.
في هذا المقال, سنناقش اولا, وبشكل مختصر, النقاط الاساسية بفلسفة الطريقة, وكيف
تم التعبير عنها من ناحية اجتماعية. وسنناقش توجهات الطريقة وقيمها, وكيف تجسدت
هذه القيم والتوجهات بالزاوية, ما قبل النكبة )العصر الذهبي للطريقة( وما بعد النكبة.
ايضا سنتطرق, باختصار, الى السؤال التالي, الا وهو: كيف اثر كل ذلك على كاريزما الشيخ
)جاذبيته وحضوره(.
سوف نبدأ بلمحة عامة عن عقيدة الطريقة, كما تم تلقيها عن الشيخ علي نور الدين
اليشرطي, وكيف يفهمها ابناء الطريقة في ايامنا. نحن نعتقد ان النقاط الاساسية في
العقيدة بقيت ثابتة خلال الفترة الممتدة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى الحاضر)

نحن لا ندعي بان كل افكار الطريقة بقيت كما هي منذ القرن التاسع عشر, ونطاق المقال
لا يتسع للخوض في تطور أفكار هذه الطريقة(.
سوف نقص باختصار قصة تأسيس الطريقة الشاذلية اليشرطية, ونتبعها بوصف الحياة
اليومية في هذه الزاوية. والجزء التاريخي من المقال يستند بدرجة اولى الى كتب السيدة
فاطمة اليشرطية ) 1891 – 1978 م(, ابنة الشيخ المؤسس علي نور الدين اليشرطي, لان كتبها
تعتبر من اهم الكتب التي تتحدث عن الطريقة الشاذلية اليشرطية، طبعا مع الاخذ بعين
الاعتبار بان هذه الكتب كتبت بعد مرور اكثر من خمسين عاما على وفاة الشيخ المؤسس،
فقد كان عمرها ثمانية اعوام حين انتقل والدها الى الملأ الأعلى، واغلب معلوماتها مستقاة
ومنقولة عن عائلتها واتباع الطريقة.
وعائق آخر يقف امام الباحث هو عدم اهتمام السيدة فاطمة اليشرطية بذكر التواريخ كلها,
فجل اهتمامها من وراء الكتابة كان الحفاظ على ذكرى والدها وطريقته, وهذا شيء مفهوم
باعتبارها ملتزمة بتعاليم والدها وشيخها.
كثير من التواريخ المذكورة بهذا المقال تستند الى حسابات جوزيف فان اس ) Josef Van
202 1-1934 Ess (, فقد كتب دراسة تحليلية لثلاثة كتب من كتب السيدة فاطمة اليشرطية,
كتبها عام 1975 . كما ان كتاباتها تعطي انطباعا عن صورة مثالية للحياة بالزاوية. هذه
الاسباب مجتمعة توجب علينا الحذر عند استخدام هذه المصادر مصدرا تاريخيا.
كما سنكمل بوصف قصير لما حدث للزاوية بعد عام 1948 ، بعدها سنناقش ما تعنيه
الزاوية لمريدي الطريقة حاليا, وكيف يتم التعبير عن قيم الطريقة بأيامنا. والتحليل
الانتروبولوجيّ عن وضع الطريقة بأيامنا, يستند الى مقابلات اجريت مع اتباع الطريقة
في كل من: عكا, وعمان, وترشيحا, ويافا, وام الفحم, ونابلس, وطوباس خلال عامي 20 12 –
20 13 . وقد وجب التوضيح هنا, ان النقاش عن الوضع الحالي, يعني الوضع خلال العقود
الاخيرة من عهد الشيخ احمد اليشرطي ) 1980 – 202 1 (, لأنه من المبكر التحدث عن تأثير
الشيخ الحالي علي اليشرطي ) ابن الشيخ احمد( على الطريقة.

عقيدة وقيم الطريقة الشاذلية اليشرطية
حسب الشيخ أحمد, في الطريقة يوجد اساس لا يتغير, بينما الشكل والمظهر لهذا الاساس
يتغيران. هذا الاساس هو العقيدة التي يعلمها الشيخ وينقلها لاتباعه, وهي العقيدة
الاسلامية التي تعلمنا بان الله واحد. والعقيدة الصوفية تعلمنا بوجود صلة خاصة بين الله
ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وبأن الله حاضر ابدا, وان الانسان دائم الصلة بالله. فالله
يختار كيفية الصلة بينه وبين عبده, والشيخ بدوره يوجه المريد للحصول على هذه الصلة.
الشيخ هو المربي: ينشئ الاتباع كما يربي الاب ابناءه. العقيدة ليست بمصطلح مجرد, انما
موجودة بقلوب ابناء الطريقة، عندما نعتبره انسانا حسنا او عضوا جيدا بالطريقة, عندها
يوصف ذلك الانسان بانه “يملك العقيدة بداخله”.
حسب تقاليد الشاذلية بشكل عام وشيوخ الطريقة الشاذلية اليشرطية واتباعهم بشكل
خاص: “الطريقة هي الكتاب والسنة”, “الطريقة كلها آداب”. والآداب هي التمثيل الخارجي
الظاهر للعقيدة )الاخلاق والسلوك(, وهي نتاج الوضع الروحي الداخلي للمريد, وهذه
الآداب تظهر بالممارسات الدينية وفي الحياة اليومية العادية. وابناء الطريقة يشددون على
اهمية كون المنتمي للطريقة مسلما, وفوق ذلك كونه انسانا جيدا.
هنالك ايضا اربعة اركان للطريقة: محبة, ذكر, فكر وتسليم. ولهذه الاركان اهمية في
الطريقة, لدرجة انها مذكورة بشعر منقوش داخل مبنى التكية, المبنى الذي تقام فيه الصلوات
والطقوس الدينية )انظر الصورة 1(. فالمحبة هي اول اركان الطريقة وأهمها, “لأنها قطب
تدور عليه الدوائر”. وهي محبة روحانية, “خالصة لله تعالى”, و”المقصود بالمحبة الصوفية
انما هو تسهيل حركة هذا المتصوف في انطلاقته نحو الحق, سبحانه وتعالى, ليسهل عليه
الوصول, وليتمكن بالتالي, من ان تتحقق عنده المعرفة”. ابناء الطريقة يفهمون المحبة
كحب لله, ومنه ينتج حب للشيخ, ومن بعدها حب للعالم ككل. هذه المحبة قوية بين ابناء
هذه الطريقة, الى درجة انهم يشيرون الى بعضهم البعض بمصطلح «اخواننا » ويعتبرون
انفسهم عائلة واحدة. والذكر هو تذكر الله, حسب القرآن,والذكر يمارس من قبل كل الطرائق
الصوفية, كل حسب طريقته وتمريناته الروحية,عند الشاذلية اليشرطية, تشمل الصلاة,
الدعاء, تلاوة القرآن الكريم , قراءة الورد, قراءة الوظيفة )مفردا او جماعة(, الذكر الصامت
والذكر الجماعي )حضرة او حلقة ذكر(. ويشجع ابناء الطريقة على تذكر الله بواسطة ذكر
اسم الله بقلوبهم في اثناء النهار. وسوف نرى لاحقا – في هذا المقال- ان المحبة والذكر يؤديان
الى احساس قوي بالمساواة بين المريدين. الفكر يشير الى طيف متنوع من التأمل, تفكر او
حتى دراسة عادية. واخيرا, التسليم, وهو تسليم لمشيئة الله تعالى كما بالإسلام عامة، كما
انه يعني لأبناء الطريقة, تسليما للشيخ , كما يشرحه الشيخ احمد:
“ان ما يقوله الشيخ باعتباره وارثا محمديا, هو ذاته ما يطلبه سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم, وهو بدوره ينقل لنا تعليمات واوامر الله عز وجل. لذا فان التسليم كما يقوله
الشيخ معناه التسليم لما يريده الله, من الالتزام بآداب الشرع الشريف, وذوقيات التصوف,
التي يعكسها الشيخ في تعليماته”.
التقاليد الشاذلية, عامة, تقيم الاندماج بالحياة الاجتماعية، وهذا التوجه يلقى تشجيعا
عند الشاذلية اليشرطية, بحيث يعطي مرونة للطريقة للتواؤم مع الازمنة الحديثة
والتطور, وبالوقت ذاته الابقاء على القيم الاساسية للطريقة. والشيخ احمد يشرح ذلك
بمثال عن طباعة الكتب; لكتاب معين مظاهر مختلفة بطبعات متعددة, لكنه بالنهاية يبقى
نفس الكتاب مع نفس المحتوى. وبالنسبة الى الزاوية يقول: تصميم المبنى يتغير مع الوقت,
والدور الاجتماعي للمبنى يتغير, لكن العبادات بالزاوية تبقى كما هي, وهذا التوجه مهم
لأبناء هذه الطريقة ايضا.

الشيخ علي نور الدين اليشرطي وانتشار الطريقة الشاذلية اليشرطية
ولد الشيخ علي نور الدين اليشرطي في مدينة بنزرت )في تونس حاليا(, لعائلة ثرية من
الاشراف. كان والده مالك أراض, عمل في عدة وظائف حكومية, وكان القائد الاعلى للجيش
في ايالة تونس الغرب, وامه من عائلة تجار اغنياء. تقول السيدة فاطمة اليشرطية عن والدة
الشيخ انها كانت متعلمة ومثقفة على غير عادة النساء بزمانها. حسب السيدة فاطمة, كانت
ولادة الشيخ عام 1794 , لكن فان اس يقول ان ولادة الشيخ هي سنة 1815 , على الاغلب. لقد
انضم الشيخ علي نور الدين اليشرطي الى زاوية الشيخ الشاذلي, محمد بن حمزه ظافر
المدني ) 1780 – 1847 ( بمسراطة, حوالي سنة 1834 , على الارجح. بقي مع الشيخ المدني ثلاثة
عشر عاما, خلالها كان يتجرد بزاوية المدني, واحيانا يذهب للدعوة في الصحراء.
عند وفاة الشيخ المدني سنة 1847 , ترك الشيخ علي نور الدين مسراطة ورحل الى الحجاز,
ومصر والشام. وقد تعرض المركب الذي استقله من الاسكندرية للشام لعاصفة رمت بالمركب
الى الشاطئ بين بيروت وصيدا قريبا من مقام النبي يونس, حيث بات فيه. وفي المقام رأى
النبي يونس, رؤية حقيقية لا رؤيا منام, وقد قال له النبي يونس: “يا علي, مكن الحربة في
عكا”. وفي قصة اخرى, يذكر, بانه وفي اثناء طوافه حول الكعبة, راى النبي ابراهيم وابناءه,
وقد طلب منه بان يذهب الى عكا.
حال وصوله الى عكا سنة 1850 م اقام بمسجد الزيتونة. وتكتب السيدة فاطمة اليشرطية
ان من اوائل اتباعه كان مفتي عكا, الشيخ قاسم العَرّابي, والتاجر الكبير الحاج احمد دلال,
8
والسيد ابو ايوب القبلاوي. هؤلاء كانوا من وجهاء المجتمع العكي آنذاك. بعد ذلك انضم
اليه اتباع آخرون من اطياف المجتمع: قادة جيش, جنود, علماء, ارباب الاعمال, اصحاب
الحرف وبحّارة. وابتدأت الطريقة بالانتشار لبلدات, وقرى وقبائل بالجليل, البقاع, القدس,
نابلس وغزة .
وانتقل الشيخ علي نور الدين الى قرية ترشيحا, لأسباب صحية, وبنى زاوية فيها, سنة
1862 بالتقريب. والزاوية بترشيحا عبارة عن فيلا مع اقسام لسكن الشيخ وعائلته, مع
مرافق اخرى للضيوف والمتجردين. كل هذه الاجزاء مبنية حول فناء داخلي. وحاليا, عندما
يتجول الشخص في غرفها وقاعاتها, يراوده الشعور بالفعاليات التي حصلت بأرجائها. وما
يثير الاعجاب, بشكل خاص, قاعة المطبخ الكبيرة التي اعد بها الطعام المجلوب من اراضي
وقف الشاذلية اليشرطية من انحاء الجليل, لإطعام ضيوف وسكان الزاوية )انظر الصورة
2(. حتى بعدما سكن الشيخ بشكل متواصل بزاوية عكا فقد واظب على قضاء الصيف
في زاوية ترشيحا. وتصف السيدة فاطمة استقبال اهالي الجبال والقرى لها ولأبيها حال
وصولهم زاوية ترشيحا, بالتهاليل والتكبير, والاناشيد والزغاريد, بالرغم من ان الشيخ
حاول اقناعهم بالعدول عن ذلك.
في تلك الفترة كانت السلطات العثمانية قلقة ومتوترة بشأن الجماعات الدينية بشكل عام.
لقد واكب انتشار الطريقة اشاعات مفادها, قيام الشيخ بتجنيد مئة الف مقاتل, لذلك تم
اعتقاله ونفيه الى جزيرة رودوس مع بعض من اتباعه سنة 1864 . أما تاريخ العفو والافراج
عن الشيخ علي نور الدين اليشرطي فغير واضح, لكن على ما يبدو بقي في رودوس 21 شهرا,
وبعدها زار الامير عبد القادر الجزائري ) 1803 – 1883 ( بدمشق, وبعدها استقر بعكا نهائيا,
سنة 1868 .
عند رجوعه الى عكا اقام زاويتين: فقد سكن ببيت قريب من مسجد ظاهر العمر, والسيدة
فاطمة تدعو ذلك البيت باسم “الزاوية القديمة”. السلطات العثمانية باعته قطعة ارض في
القسم الشمالي من عكا القديمة, والارض كانت سابقا لسرايا عبد الله باشا )والي عكا سابقا
1832 -1818 (, وعليها بنى الشيخ علي نور الدين اليشرطي زاويته الشهيرة سنة 1868 . وعند
الانتهاء من بنائها انتقل للسكن فيها حتى مماته, وقد دفن بمقامه فيها.
انتشرت الطريقة بوتيرة أسرع بعد انتهاء فترة النفي. فقد انتشرت في الشام, واسطنبول,
وشرق افريقية والعالم الاسلامي. وقد جذبت اناسا من جميع الطبقات الاجتماعية, ومن
ضمنهم موظفون حكوميون من كل المستويات، ومنهم موظفون من البلاط العثماني,
اشهرهم علي رضا باشا حامل لقب باشكاتب المابين الهمايون. ايضا في عكا نالت الطريقة
الشاذلية اليشرطية شعبية وانتشارا بين الموظفين والجنود العثمانيين. مصطفى رمزي
باشا, اعلى قائد عسكري للجيش العثماني بفلسطين, سكن عكا, وكان من محبي اهل الله,
وقد احب الطفلة فاطمة اليشرطية ابنة الشيخ علي نور الدين اليشرطي، واعطاها الاذن
بالتجول اينما تريد بعكا, الى درجة ان بعض الناس كانوا يسالونها ان تتوسط لهم لدى
مصطفى رمزي باشا. وهي تذكر بفخر, بان لأبيها مريدين من افندية وعلماء القدس. بينما
كانت تبرز اهمية المريدين من ارستقراطية المجتمع, الا انها اوضحت ايضا, بوجود اتباع من
جميع طبقات المجتمع, وبان احد المبادئ الرئيسة للطريقة, هو المساواة بين جميع ابناء
الطريقة. هذه المساواة تم التعبير عنها بالحياة اليومية في الزاوية, بشكل عام, وبالعبادات
بشكل خاص, بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية, فعندما يزورون الزاوية, كلهم متساوون.
الحياة في الزاوية الشاذلية اليشرطية قبل النكبة
احتوت الزاوية على تكية, وبيت الشيخ وعائلته, واجنحة سكن للمتجردين وعائلاتهم,
واجزاء مخصصة للمرضى والعجزة من المتجردين ومساكين الطريقة. كما انها احتوت ايضا
على مخازن, ومطبخ عام ومساكن للزوار. لقد مولت الزاوية من اموال الشيخ الشخصية)

مكتسبة بالوراثة اوعن طريق الزواج(, وتبرعات اتباع الطريقة، واوقاف الزاوية عبارة عن
24 80 دونماً مؤلفة من اراض زراعية, كمزارع, واشجار زيتون ومواش موزعة على اربع قرى
قريبة من عكا.
الشيخ كان مسؤولا عن الحياة الروحية في الزاوية, واما الامور الدنيوية التنظيمية فقد
تركت للآخرين. هذا التقسيم وجد صداه في فضاء الزاوية, والسيدة فاطمة اليشرطية تذكر
بانه لم تكن هنالك غرفة اجتماعات للشيخ, وقد قابل وافديه بالتكية, لان كل زيارة له
اعتبرت ذات طابع روحي وليس دنيوي.
مسؤولية مصادر الزاوية المادية مثل المباني, والايجارات, والترميمات والتموين كانت من
مسؤوليات الوكيل, واحد هؤلاء الوكلاء كان الحاج مصطفى بن الشيخ سعيد السعدي من
وجهاء عكا ومن اشراف المسلمين, وقد استقال من رئاسة بلدية عكا وتجرد في الزاوية, وعزم
على اعطاء املاكه للزاوية, الا ان الشيخ علي نور الدين رفض اخذ الممتلكات, وامره باعطاء
ثروته لأبنائه, وعينه وكيلا للزاوية.
ان مسؤولية الاعتناء بالأراضي والاعمال المنزلية كانت على عاتق المتجردين، وقد كان
المتجردون من جميع الطبقات الاجتماعية: علماء, وجهاء, فلاحين, عمال وحرفيين.
وكل عمل حسب مؤهلاته. المتجردون ذوو الخلفية العلمية الاسلامية علموا آخرين، اما
الفلاحون فقد عملوا بالأراضي حرثا, وزراعة, وحصادا, وفي عصر الزيتون وتربية المواشي.
وآخرون عملوا بالأعمال المنزلية مثل التنظيف, والتنجيد والانارة. ومجموعة مسؤولة عن
التموين واعداد الطعام للمتجردين والزائرين. هذا التنظيم اعطى الزاوية درجة عالية من
الاستقلال الذاتي. وبالرغم من ذلك, وجب التوضيح, بان الشيخ علي نور الدين لم يشجع
احدا على ترك اعماله, بل على العكس, فقد كان يشجع مريديه على متابعة اعمالهم على
اساس ان العمل عبادة.
احدى الوظائف المهمة في هذه الطريقة, هي وظيفة المقدم، وهو شخص مخول من قبل
الشيخ مسؤولا عن تجمعات ابناء الطريقة اينما كانوا، ولكل مجموعة, قرية او مدينة مقدمها,
وهو مرشدها بالحياة اليومية. وتعطينا ابنته السيدة فاطمة قائمة بأسماء المقدمين في عكا,
اثنان منها مشهوران بالمدينة, وهما: السيد عبد الله السعدي, والمفتي الشيخ عبد الله الجزار
) 1939-1855 (, وهو من اعلام عكا. والاخير معروف جيدا, ولكن القليل فقط يعرفون ان
منصبه ونجاحه كان بدعم من الشيخ علي. بدايته كانت مع ابناء الطريقة المنشدين, اذ بعثه
شيخه ليدرس بالأزهر الشريف، وبعد ان اتم دراسته عمل مدرسا بالمدرسة الأحمدية بجامع
الجزار )الانوار( في عكا, ثم اصبح مقدما للطريقة, وبعدها اصبح مفتي عكا وقاضيها. لقد
قام بكل هذه الاعمال مجتمعة حتى وفاته, حسب اوامر شيخه, الشيخ علي نور الدين.
فاطمة اليشرطية تصف الحياة التعبدية في الزاوية:
“…الايام الجميلة التي قضيتها في رحاب الزاوية في عكاء, مع باقي المريدين والمريدات, كبارا
واطفالا, نسمع آي الذكر الحكيم والمدائح النبوية والاناشيد الصوفية, تتردد بين جنبات
الزاوية, من اصحاب الاصوات الجميلة, سواء اكان في حلقات الذكر, ام في مجالس الانس
بالله في التكية. وهكذا حفظنا الشيء الكثير من الاناشيد والمدائح والموشحات الصوفية.”
تواجد في الزاوية الكثير من القراء اصحاب الاصوات الحسنة، وتلاوة القرآن لم تتوقف ابدا,
ما عدا ساعات الصلاة, الذكر, الدروس الدينية وفي اثناء النوم. نودي للصلاة في الزاوية
خمس مرات باليوم, وقد انضم للصلاة هناك, عكيون, لدرجة انه في احيان معينة لم يكن
متسع داخل التكية. والشيخ علي ورغم شيخوخته, كان يصلي خلف الامام وقوفا. وكانت
الوظيفة تقرأ مرتين بمجموعة بعد صلاتي الفجر والعشاء, وايضا مرتين بالاسبوع, ليلتي
الجمعة والاثنين. وتبع قراءة الوظيفة, حضرة ومذاكرة ووعظ من الشيخ. والمريدون انفسهم
كانوا يسبحون الورد مرتين باليوم, بعد صلاتي الفجر والمغرب, بالاضافة الى ذكر صامت.
امتلأ المكان يوميا باربعمائة الى خمسمائة زائر )دون حساب المقيمين(, يأتون من انحاء
مختلفة, من بدو وحضر, من المدن والقرى, علماء, ووجهاء من جميع الطبقات والاعراق،
وفي المناسبات كان يصل عدد الزائرين الى ما فوق الالفين.
الزائرون قدموا للصلاة, والتعلم والمشاركة بحياة الزاوية, ولكن الهدف الاول والرئيس من
الزيارة هو زيارة الشيخ, فهو مركز الزاوية. ان لم يتواجد الشيخ بزاوية عكا وانما كان يتواجد
بترشيحا او حيفا, مثلا, فالمريدون يذهبون اليه هنالك, فأهمية الزاوية تقوم على اهمية
الشيخ.
والسيدة فاطمة تصف احدى هذه الزيارات, فالزائرون كانوا “يدخلون الزاوية جماعات
وافرادا. وكثيرا ما كان بعضهم يردد قول: الله الله مولانا, لا اله الا الله”, ثم “يرتلون بعض
الاناشيد السهلة البسيطة ذات النغمات الخفيفة, التي تناسب المقام. اما اهل القرى,
فيهزجون الاهازيج الجميلة بانغام بدائية”. بعدها يصلون ويذكرون وينشدون الاناشيد,
وفي النهاية تقام الحضرة. مقيمو الزاوية والزائرون كانوا ياكلون جماعات, والبعض يحمل
اباريق الماء وينشدون الاناشيد الروحية.
مكانة الانسان بالمجتمع لم تكن مهمة في اثناء الزيارة, كل الزائرين متساوون. وهي تذكر:
“وقد نشأ بين ابناء طريقتنا مودة ومحبة وصحبة, بين الطبقات. فالعالم والجاهل, والغني
والفقير, في مجالس العلم والذكر والسماع, كانوا يجلسون, جنبا الى جنب. ولا غرابة
في ذلك, فالتعاليم الصوفية انسانية, تغمر الوجود باسره, بالحب والرحمة, وتقرب بين
الطبقات, وتجمع بينهم بالاخوّة الروحية, ضمن حدود وآداب الشرع الشريف, وتحت حكم
الامر والنهي الالهي.”
فان اس يلاحظ ان هذه المساواة قد تمثلت واعرب عنها بالعبادات الروحية, لان العبادات
ذاتها كانت لجميع الاتباع, كذلك الطبيعة الجماعية للذكر, ان كان جماعيا او فرديا. ان
اشتراك الجميع بحلقة الحضرة, وذكر الله بصوت واحد, والتحرك معا بنفس الحركة
وبنفس الوقت, عزز الشعور بتلك المساواة. لذلك, نحن نقول ان المحبة تؤدي الى المساواة
التي تمثلت بالزاوية, بشكل عام, وخلال الذكر بشكل خاص, وهذه المساواة ما زالت ذات قيمة
عالية حتى يومنا هذا, وعلى علاقة مباشرة مع المحبة.
كان التعلم مهما للغاية في الزاوية، والسيدة فاطمة تصف الزاوية كمكان لقاء لأهل العلم,
والفكر, والمعرفة والتصوف والآداب, وتقارنه ب”معهد علمي”. بيت الشيخ والزاوية, احتويا
على مكتبتين من كتب ومخطوطات. وفي كل مساء اقيمت حلقات تدريس, داخل التكية,
للفقه, والحديث, والتفسير والتصوف. وقد كان الدرس متاحا للجميع ولمن اراد, الى درجة ان
المكان كان مكتظا ومن الصعب ايجاد موضع للجلوس. وقد حضر هذه الدروس علماء وعوام,
غني وفقير. بالرغم من ان الدروس لم تكن اجبارية لاتباع الطريقة, لكن الطبيعة المعرفية
التي صدرت عن المكان, جعلت الاشخاص يتشبعون بالمعرفة, حتى ابسط اهل الطريقة ملكوا
ناصية بعض من العلوم الاسلامية, بسبب طبيعة “الحياة الروحية الثقافية” للزاوية. حتى
ان بعضهم قام بتجربة كتابة الشعر, ومثال على ذلك, علي رضا باشا )ذكر سابقا(, بالرغم
من انه كان تركيا ولغته العربية ضحلة, فقد قام بكتابة بعض الابيات بلغة عربية حسنة.
هذه المشاهدة وهذا الرصد ما زالا صحيحين بايامنا, حتى المريدين ذوي التعليم الرسمي
الضئيل, كانوا يملكون معرفة اسلامية وصوفية الى درجة عالية, وهذا شيء يتباهى به
مجموع ابناء الطريقة الشاذلية اليشرطية. والشيخ احمد – رحمه الله – شجع التعليم بين
المريدين, والطريقة ما زالت تمول تعليم بعض مريديها.
قابل الشيخ علي نور الدين اكابر العلماء, ان كانوا شاذليين يشرطيين ام غير شاذليين
يشرطيين, بمجلس خاص في الزاوية. هنالك مجموعة سكنت عكا, تكونت من علماء, عرب
واتراك, بالاضافة الى مفتي عكا, نقيب الاشراف , مفتي الجيش والقاضي الشرعي, كانوا
يلتقون مساء بجامع الجزار, ومع انضمام معظمهم الى الطريقة الشاذلية اليشرطية,
انتقل مكان لقائهم الى الزاوية, يجلسون “بين يدي” الشيخ, وكان يطلب من احدهم ان يقرأ
درس اليوم, ومن بعدها يعلق الشيخ على الموضوع المطروح, وفي نهاية اللقاء يتلو المقرئ ما
تيسر من القرآن الكريم.
في كتب السيدة فاطمة عدة امثلة عن عمل الاحسان وتشجيع عمل الخير في الزاوية.
فالشيخ علي ساعد الفقراء خلسة, وشجع ابنته فاطمة على عمل الشيء ذاته. الاحسان
دخل ايضا الى مجال المعرفة, بسبب اهتمام الشيخ بالعلم, فقد بعث المبتدئين الواعدين
للدراسة في الازهر الشريف, واشهر مثال على ذلك هو الشيخ عبد الله الجزار, كما راينا
سابقا.
خلال اشهر رمضان, اجتمع خلق كثير بالزاوية للصلاة, والعبادات, وحلق الذكر, والاناشيد
الصوفية والمدائح النبوية. القراء كانوا يتلون القرآن من بعد صلاة العصر حتى غروب
الشمس. الفطور قدم للجميع, ومن بعده وزعت الحلوى. وبعد صلاتي العشاء والتراويح
تلي القرآن, ومن ثم يبدأ المنشدون بإنشاد المدائح النبوية الصوفية, يتخللها تسبيح المؤذنين.
اهالي عكا كانوا يجتمعون بالشارع المقابل للزاوية لكي يصغوا. كل هذا استمر حتى تقديم
طعام السحور. لم يخلد احد للنوم, الا بعد تادية صلاة الفجر وقراءة الوظيفة والاوراد.
خلال الاعياد, ايضا, قدم الكثير من الزائرين. تبدأ الاذكار, المولد )يقرأ اكثر من مرة(,
وتنشد في اثناء الموشحات وقصائد قديمة وجديدة. الشيخ ومريدوه ادوا صلاة العيد “بمسجد
صغير, جوار الزاوية”, على ما يبدو, مسجد المجادلة. وجهاء عكا, رجال دين وعسكر كانوا
يتجهون لمعايدة الشيخ بتكية الزاوية بعد انتهائهم من صلاة العيد بجامع الجزار. وفود
دينية ومدنية من المسيحيين قدمت ايضا للزاوية خلال الاعياد.
هكذا, تبلورت مجموعة صلبة حول الشيخ وزاويته وانتشر تأثيرها لأنحاء عكا. لم تكن
الزاوية منقطعة عن باقي المجتمع في المدينة, بل على العكس من ذلك, كان لها دور بالمجتمع
آنذاك, بتوفير مكان للصلاة, وللتعلم, وتقديم الطعام والاحسان للمحتاجين. وقد كان
للزاوية تأثير بتراث عكا. الاناشيد الصوفية التي الفها المريدون, ان كانت اناشيد قديمة او
حديثة, وتنشد في اثناء الحضرة ايضا, وبمناسبات اخرى, كانت معروفة للمجتمع العكي,
وقد اقتبسوها بمناسباتهم. ومثال على ذلك, كثيرا ما كان يأتي العرسان ليلة زفافهم الى
الزاوية مع كافة المدعوين, ويقرأ المولد النبوي بعد صلاة العشاء وتنشد الاناشيد, وبعدها
يذهبون بمسيرة شموع لبيت العريس مع انشاد الاناشيد. كان هناك نشيد شعبي بشكل
خاص, كتبه الشيخ عبد القادر الحمصي, احد المريدين, يصف وصول الشيخ علي نور الدين
الى البلاد, ومطلعه كالتالي:
يا كوكبَ العصرِ يا نورَ بارينا
لولاكَ لم يَسْرِ نورُ الهدى فينا
وقد سمى العكيون هذا النشيد بنشيد زفة العريس. وقد احتفل ابناء المدينة, ايضا, بختان
الاولاد بالزاوية, وكان يلي الختان حلق الذكر والانشاد.
لقد حظي آل يشرط والطريقة الشاذلية اليشرطية بمحبة واحترام مجمع اهالي عكا,
مسلمين ومسيحيين. وعند وفاة والدها سنة 1899 , تقول السيدة فاطمة, بدأنا نسمع اصوات
المؤذنين من المآذن واجراس الكنائس وصهيل خيول المعزين يصم الآذان. كانت صغيرة وللتو
فقدت والدها وشيخها, والضجيج عارم الى درجة انها خرجت من المدينة. وقد دفن الشيخ
علي في مشهد )مقام( الزاوية في عكا) انظر الصورة 3(.
بعد انتقال الشيخ علي نور الدين اليشرطي الى جوار ربه, اصبح ابنه الشيخ ابراهيم, شيخ
الطريقة. ولد ابراهيم في بنزرت سنة 1844 م من الزوجة الثانية للشيخ علي. كان لابراهيم
ثلاثة اعوام عندما ذهب والده الى المشرق. وعندما اصبح ابراهيم رجلا بالغا, قدم الى عكا،
وعاش وتعلم في الزاوية مع باقي المريدين. تذكر السيدة فاطمة, عدة مرات, بالرغم من
ان الشيخ ابراهيم كان اميا, الا انه كان حكيما ومواكبا للعصر. وقد ادار الزاوية واوقافها
باقتدار وحكمة. لقد احب الحياة البسيطة, وقضى معظم اوقاته بزاوية قرية الكابري,
وايضا مع المريدين كانه واحد منهم. لقد استمرت الحياة في زاوية عكا كما كانت سابقا, الا
انه, بالاضافة لكل زيارة للزاوية, تضمنتها ايضا زيارة لمقام الشيخ علي نور الدين اليشرطي
مؤسس الطريقة الشاذلية اليشرطية.
توفى الشيخ ابراهيم اليشرطي سنة 1928 , وقد دفن بالمشهد مقابل ضريح والده، وقد
ورثه بمشيخة هذه الطريقة ابنه, محمد الهادي. تقول السيدة فاطمة ان ايام مشيخة
الشيخ محمد الهادي, تميزت بالاستمرارية والاستقرار. وهذا شيء مثير, برأينا, علما بان
فترة مشيخته كانت عاصفة بالأحداث في منطقتنا. وتقول انه عاش حياة بسيطة, قضاها
بهداية وتربية المريدين, وبقي بعيدا عن مباهج الحياة. السيدة فاطمة اليشرطية بكتبها عن
الطريقة وتاريخها, تعطي جل اهتمامها وتركيزها لأبيها الشيخ علي نور الدين اليشرطي,
وتكرس صفحات قليلة للحديث عن اخيها وابن اخيها, الشيخ ابراهيم والشيخ محمد
الهادي, لذلك ليس بأيدينا الكثير من المعلومات عن فترة مشيختهما.
للاستنتاج: لقد عُبر عن قيم الطريقة في الزاوية بتلك الفترة على النحو التالي: الاهتمام
بالقرآن والسنة والحفاظ على اركان الاسلام الخمسة, الحضور الدائم لتلاوة القرآن
والاناشيد الدينية, الدروس اليومية للتفسير, حديث, فقه. استعمل الذكر في اثناء هذه
الدروس ومورس الذكر كل الوقت. وقد برز الاحسان من قبل عائلة الشيخ والزاوية باطعام
الزائرين وسكان الحي المحتاجين. قيم التعليم والاحسان اجتمعا مع بعضهما بعادة الشيخ
تمويل دراسة مريديه الواعدين.
الزاوية وابناء الطريقة, كان لهما دور فعال بالمجتمع من خلال العبادات اليومية, والدروس
والاحسان. وبالرغم من وجود الكثير من المتجردين, الا ان الشيخ لم يكن يشجع مريديه
على اتخاذ هذا النمط من الحياة, فاغلب المريدين كانت لهم حياة اجتماعية عادية، وبعض
ابناء الطريقة كانوا من وجهاء مدينة عكا, كالمفتي الشيخ عبد الله الجزار, لذلك فان للزاوية
دورا مهما في المجتمع العكيّ.
ان المساواة المبنية على المحبة كانت جلية في الزاوية, بالأخص في اثناء العبادات, وقد عم
شعور بانعدام الطبقية بين الاتباع, عندما يجلسون او يقفون لقراءة الوظيفة او في اثناء
الحضرة، ولهذه المساواة كان دور كبير لجاذبية طريقة الشيخ علي نور الدين اليشرطي.
هنا نريد القول, ايضا, ان كل تعابير ومظاهر قيم الطريقة في الزاوية, قد عززت من
كاريزما الشيخ علي نور الدين. ومجرد وجود تعاليمه في الزاوية, جعلت هذه التعاليم ذات
صلة وحقيقية, بحيث ان المريدين تشبعوا بطريقته وممارساته. بالرغم من انه كان ممكنا
لكل هذا ان يحصل, حتى لو لم يكن وجود حقيقي للزاوية كمبنى, الا ان الزاوية ساعدت
الشيخ على تقوية طريقته بين اتباعه وكاريزماه الشخصية. فالصلة الثلاثية بين الشيخ
وجماعته والزاوية قوية جدا, حتى ان هذا استمر بعد وفاة الشيخ, فقد دفن بمشهد الزاوية
وحضوره الروحي استمر باعين ابناء الطريقة, واستفاد منه ورثته بالمشيخة واتباعه حتى
النكبة وما بعدها.

الزاوية الشاذلية اليشرطية منذ عام 1948
بعد النكبة انقطع الاتصال بين الشيخ وابناء الطريقة والزاوية, بواقع ان اغلبهم اصبحوا
لاجئين. لقد قيل ان الشيخ محمد الهادي رأى بالرؤيا ان احدى قناطر الزاوية سقطت,
وهذا جعله يعتقد ان البلاد ستسقط, عندها قرر المغادرة الى بيروت مع عائلته ليبقى على
تواصل مع مريديه. بأيامنا يتم الحفاظ على هذه القنطرة, بالرغم من الترميمات الحاصلة.
بعد النكبة اصبحت الزاوية مكان سكن للاجئين الداخليين, مع بقاء بعض السكان
الشاذليين السابقين, يسكنون المكان ذاته. وفي اثناء الحكم العسكري ) 1948 – 1966 (, انقطعت
الزاوية عن اغلب ابناء الطريقة بالعالم, حتى اولئك الذين بقوا في بلادنا, ودخلت لفترة
اهمال كزاوية نتيجة لنقص الموارد.
انتهت فترة الانقطاع بعد انتهاء الحكم العسكري واحتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع
غزة سنة 1967 , وصار للزاوية دور ما كمركز للطريقة في البلاد. فقط مرتين خلال هذه الفترة
اعادت الزاوية مجدها السابق, ولو مؤقتا, اولهما حينما حضر الشيخ احمد اليشرطي من
عمان مع عدد من ابناء الطريقة لاعادة دفن رفات والده, الشيخ محمد الهادي, بمشهد
الزاوية, وكان هذا سنة 1981 . والمرة الثانية عندما عاد الشيخ احمد عام 1996 لاحياء
الذكرى المئوية )هجريا( لانتقال الشيخ علي نور الدين اليشرطي ) رحلة الخير حسب ابناء
الطريقة(.
عندما اصبح ممكنا دعم الزاوية ماديا بعد عام 1967 , اصبح اصلاح الزاوية بمجال الممكن.
اصلاحات اولية بدأت بعهد الشيخ محمد الهادي في نهاية السبعينيات. وبعد تولي الشيخ
احمد مشيخة الطريقة, طلب من سكان الزاوية اخلاءها )مع تعويض مادي لمن اراد(, من
اجل التحضير لاصلاحات وترميمات شاملة, وقد ابتدأ المشروع عام 2006 .

معنى الزاوية الشاذلية اليشرطية اليوم
بالرغم من ان مركز الطريقة حاليا بعمان, الا ان زاوية عكا تعتبر ام الزوايا, لذلك عكا
وزاويتها لهما مكانة خاصة بقلوب ابناء هذه الطريقة.
بداية, هي معلم تاريخي فيه اسست الطريقة الشاذلية اليشرطية, وايضا فيها ولد الشيخ
احمد اليشرطي. عكا والزاوية ابدا حاضرتان في كثير من الاناشيد وقصص عديدة تربى
عليها ابناء الطريقة, شهدتها عكا وزاويتها. فزيارتها تقربهم من ماضي الطريقة, الى
عصرها الذهبي, عندما عقدت العلاقة بين الشيخ وابناء طريقته. للكثير منهم, هي المكان
الذي فيه يتواصلون مع تاريخ عائلاتهم. اغلب ابناء الطريقة في عكا يذكرون حياتهم في
الزاوية ويرون فيها بيتهم، ولكثير من المريدين يوجد آباء واجداد مع علاقة قوية لماضي
الزاوية. وبتعبير احد المريدين المقيم بعمان: “كلها بترد الواحد للاصول”, اصول الطريقة,
المجموعة والعائلة.
وفي الوقت ذاته هي اكثر من معلم تاريخي, وابناء الطريقة يحبون عكا مركزًا للطريقة,
لان جذورهم الروحية بها, وهي مكان التواصل مع الشيخ المؤسس. بالرغم من انهم يعرفون
تعاليم شيوخ الطريقة وسيرتهم من الكتب والتقاليد, لكن في الزاوية ذاتها, هنالك الحضور
الروحي لشيوخ الطريقة, فالمريدون يؤمنون بان شيوخهم ليسوا فقط علماء عقيدة
ومعلميها, وانما يجسدونها ايضا, انهم يجسدون النور المحمدي الذي يشع من مقاماتهم
حتى بعد انتقالهم. يمكن بلوغ نورهم وبركتهم مباشرة في المكان نفسه. في الزاوية يشعر ابناء
الطريقة بمشاركتهم كاريزما الشيخ المؤسس واللحظة الكاريزماتية )التاسيس(.
اضافة لذلك, فالزاوية هي مكان ملموس فيه يجتمع ابناء الطريقة ويمارسون العبادات.
مرة بالاسبوع يلتقي المريدون العكيون في الزاوية للصلاة وقراءة الوظيفة. مرة بالشهر
يأتي منتسبو الطريقة من جميع انحاء البلاد لاقامة الحضرة, ايضا في رمضان والمناسبات
الاسلامية واهمها مولد النبي. بالاضافة لهذه المناسبات, حاليا, بنهايات الاسابيع, يأتي
المريدون للتطوع بالأعمال الجارية في الزاوية, لذلك يؤمها الكثير من ابناء الطريقة ايام
الجمعة ويقيمون الحضرة بالمساء, اسبوعيا. وهكذا تبقى مكانا للمحبة والذكر.
يؤمن ابناء الطريقة الشاذلية اليشرطية بان الزاوية مستمرة ببعث المحبة والراحة لجميع
ابناء عكا, ويأملون بتأسيس موقع الزاوية منارةً للمدينة وجميع سكانها. كتب الشيخ احمد
عما يأمل من وظيفة الزاوية: “نأمل ان ينتهي العمل في زاوية عكا قريبا, حتى تظل معلما
اسلاميا, ومنارة اشعاع فكري وروحي, كما اراد لها حضرة سيدنا مؤسس الطريقة, الشيخ
علي نور الدين اليشرطي, رضي الله عنه. اذ ان للزاوية الام, في عكا, دورا فاعلا في جمع
مريدي الطريقة المقيمين في فلسطين, خاصة, وكذلك استضافة المريدين الذين يؤمونها,
من مختلف اماكن اقامتهم, في بلدان المعمورة عامة; لتأدية العبادات الاسلامية, وشعائر
الطريقة الشاذلية اليشرطية. كما ونأمل ان تقوم الزاوية بدورها المهم كمنبر ارشاد وهداية,
يجسد الدور الرائد للطريق الصوفية, وزواياها, في تنمية المجتمع المحلي في عكا.”
ابناء هذه الطريقة يريدون للزاوية ان تكون مكان لقاء لكثير من الناس, مع مكتبة ومتحف.
لقد كانت الزاوية مكانا لتلقي العلم لاناس من جميع انحاء العالم, ويريدونها كذلك اليوم.
يتمنون استعادة سيرة وقصص الزاوية قديما, وفي ايامنا. تمنياتهم لمستقبل الزاوية تظهر
الاهمية التي يولونها للحياة الاجتماعية, اهمية كون المريد جزءا من المجتمع, واهمية
الزاوية لتحقيق ذلك.
طبعا, في الواقع, كل هذا يبقى محدودا ضمن ابناء الطريقة في بلادنا, فاغلب المريدين
لا يستطيعون الوصول للزاوية. المحظوظون منهم هم الذين يستطيعون زيارة المكان )من
الاردن, والضفة الغربية والقطاع(, فهذا وقتهم للاجتماع بمجموعتهم, تاريخهم واللحظة
الكاريزماتية لطريقتهم. ومن الممكن مقارنتهم بباقي اللاجئين الفلسطينيين, حين يعودون,
ولو مؤقتا, لزيارة قراهم او بيوتهم المهجرة التي خسروها عام النكبة. عند ابناء الطريقة,
زيارة زاوية عكا, هي زيارة مزدوجة: اولا, عودة ولو مؤقتة, للجذور التاريخية كلاجئين
فلسطينيين, وفي الوقت ذاته, عمل روحي للتواصل مع الفترة الكاريزماتية الاصلية.
الزاوية رمز مهم لأبناء الطريقة في عمان, فهي تذكرهم بماضي الطريقة, بالمجموعة
وعائلاتهم. وللمريدين في عكا والبلاد, هي المكان الذي يلتقون فيه بمحبة, للصلاة والذكر
برمضان, وفي المولد النبوي الشريف ومناسبات اخرى, وفي المكان يكونون جزءا من مجموعة.
يعملون بجهد على ترميمات الزاوية, لكي يعطوها دورا اكبر في حياتهم كمجموعة, ومكانة
في المجتمع. وقيمة المساواة المبنية على المحبة, لها دور مهم بهذا, بينما المبنى ذاته يمر
بتغييرات, والحياة في الزاوية تختلف كليا منذ 1948 , لكن القيم ذاتها موجودة كما كانت.
اذا, فللزاوية في عكا مكانة خاصة بقلوب ابناء الطريقة, لكن العلاقة مع عكا ومقامات
الزاوية تبقى ثانوية, مقارنة مع علاقتهم بشيخ الطريقة الحي; كما سمعت اكثر من مرة:
“الحجر غير مهم”.
ان تعاليم الشيخ علي نور الدين اليشرطي وحضوره, تبقى ذات صلة وحية من خلال ورثته
بالمشيخة. فالشيخ الحالي, اساسا, مثل سابقه )الوارث المحمدي, يرسل العقيدة الاسلامية
الحقيقية والنور المحمدي(, وهو ايضا, يلائم التجليات الخارجية للعقيدة, للمجتمع
الحالي. عملية ملاءَمة الاشكال الخارجية للعقيدة للواقع الحالي وفي الوقت ذاته, الحفاظ
على العمق الروحي للتعاليم الاصلية, يعتبر من مبادئ الطريقة وأحد اعمدة قوة الشيخ.
هذه القوة نراها جلية في اعادة بناء وترميم الزاوية من قبل الشيخ احمد من اجل الاتصال
باللحظة الكاريزماتية الاولية, لابقاء ذكرى وتاريخ الزاوية حيا, وتكريما للشيوخ الثلاثة
الذين سبقوه. اضافة لذلك, ليجعل الزاوية تلعب دورا في عكا المعاصرة. ان الاعتناء بالزاوية
واعمارها, وقوة كاريزما الشيخ احمد, قد ساعدوا في تقوية صلته بالعصر الذهبي, اللحظة
الكاريزماتية, وابانت استمرارية المشيخة والطريقة. مع ذلك, وفي الوقت ذاته, فان اعادة
اعمار الزاوية يعطي مجالا للتجديد والمشاركة بالمجتمع, تعبيرا عن قيم الطريقة الاساسية,
والتأقلم مع المجتمع ومواكبة العصر.

خاتمة
لقد وصفنا العصر الذهبي للطريقة الشاذلية اليشرطية, قيم الطريقة كانت حية وعُبر
عنها في الزاوية, وقد اضاف هذا لكاريزما الشيخ علي نور الدين اليشرطي وخلفائه بالمشيخة.
كان في هذه اللحظة الكاريزماتية, صلة ثلاثية قوية, بين الشيخ, ومجتمع ابناء الطريقة
والزاوية. وقد انقطعت هذه الصلة عام 1948 , لكن, بقي للزاوية دور في الطريقة, وقد عمل
الشيخ احمد بكد لاحياء مجدها, بتعميرها واصلاحها, وبالتالي تقوية كاريزماه.
ويؤكد ابناء الطريقة بان اهم علاقة بالنسبة اليهم, هي العلاقة مع الشيخ الحي, بالاضافة
لأهمية مقابلة الشيخ الحي شخصيا, فهم يتعلّقون بزاوية عكا لأنها تصلهم بماضيهم,
والحضور الروحي لشيوخهم والنور المحمدي, ومقابلة ابناء الطريقة, وتعطيهم املا
بالمستقبل. بالرغم من ان علاقة الشيخ, جماعة وزاوية قد عُطلت مع النكبة, لكن ليس
بشكل تام, فالعلاقة قويت بطرائق اخرى, لذلك, فهم ينشدون:
عكا المنى يا سيدي كل الهنا فيها
تشرّفت بعلي الله يهنّيها

1 للسلسلة, انظر فاطمة اليشرطية, رحلة الى الحق ) الطبعة الرابعة, 1997 (, ص 189 – 190 .
لملاحظات عن السلسلة, انظر Josef Van Ess, ‘Libanesische Miszellen 6: Die
Yašrutiya’, Die Welt des Islams 16 (1975) pp 30-40. لمعلومات عن الشاذلية, انظر
P. Lory, “Al-S̲h̲ād̲h̲ili”, in Encyclopaedia of Islam, Second Edition (Leiden:
Brill, 1997).
وايضا, P. Lory, “Sh̲ā̲dh̲i̲liyya”, in Encyclopaedia of Islam, Second Edition
.(Leiden: Brill, 1997).
2 تاريخ ولادته غير مؤكد, انظرلاحقا.
3 حسب فان اس وسوافطة, الشيخ ابراهيم توفى سنة Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, p. .1927
69 . وفاء احمد السوافطة, انموذج من الوجود الصوفي في المشرق العربي: المدرسة الشاذلية
اليشرطية وشيخها الشيخ علي نور الدين اليشرطي ) الجامعة اللبنانية, 2003 (, ص 806 – 807 .
على مايبدو خطا حاصل عند التحويل من هجري لميلادي.
4 شجرة العائلة الرسمية تظهر سنة ولادته 1320 ه وحولت الى 1900 م, ولكنها سنه 1902
م. هنالك مصادر تقول انه ولد 1897 م ) Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, p. 69 , ملاحظة دونها
ابناء الطريقة بعمان على نسخة من اطروحتي(.
5 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 254 .
Linda Sijbrand, The Social Role of Spiritual Communication: Authority as 6
a Relationship Between Shaykh and Follower in The Contemporary Tarīqa
Shadhuliyya-Yashrutiyya in Amman, Acre and Jaffa. Unpublished PhD
thesis, University of Exeter, 2014, pp. 223-224.
Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, p. 72, Frederick de Jong, ‘The Sufi Orders in 7
Nineteenth and Twentieth-Century Palestine,’ Studia Islamica 58 (1983),
p. 179. , Frederick de Jong, ‘Les confréries mystiques musulmanes au
Machreq Arabe. Centres de gravité, signes de déclin et de renaissance’, in
Les ordres mystiques dans l’islam. Cheminements et situation actuelle, ed.
Alexandre Popović and Gilles Veinstein (Paris, 1986)p.219.
8 الكتب هي: فاطمة اليشرطية, رحلة الى الحق )الطبعة الاولى 1954 , استخدمنا الطبعة الرابعة,
1997 (; فاطمة اليشرطية, نفحات الحق ) الطبعة الاولى 1963 , استخدمنا الطبعة الرابعة,
1997 (; فاطمة اليشرطية, مواهب الحق )الطبعة الاولى 1966 , استخدمنا الطبعة الثالثة,
1997 (; فاطمة اليشرطية, مسيرتي في طريق الحق ) الطبعة الاولى 1981 , استخدمنا الطبعة
الثانية, 1997 (.
9 مقابلة مع الشيخ احمد اليشرطي ود. علي اليشرطي في زاوية عمان بتاريخ 26 – 3- 2013
)غير مسجلة (; مقابلة شبه رسمية مع الشيخ احمد, د. علي, وخمسة من اتباع الطريقة في زاوية
عمان, 6- 4- 2013 )غير مسجلة(; . Sijbrand,The Social Role,p.247
Sijbrand, The Social Role, pp.247-248. 10
11 فاطمة اليشرطية, نفحات الحق, ) الطبعة الرابعة, 1997 (, ص 57 . جواب نصي من الشيخ
احمد اليشرطي, 14 – 10 – 2013 , ص 1.
Sijbrand,The Social Role, p.61 12
13 المصدر نفسه, ص 514 . شددوا على اهمية ذلك خلال مقابلة جماعية في يافا بتاريخ 16 – 4-
2012 (انظر 502 – Sijbrand, The Social Role, pp.501 (. نوقش موضوع السلوك بشكل
موسع في اثناء اجتماع النساء في زاوية ع م ان بتاريخ 30 – 3- 2013 ; انظر Sijbrand,The
Social Role, pp. 375-376.
ملحوظة: انتقل الشيخ الدكتور علي اليشرطي الى رحمته تعالى في تشرين الثاني
عام 2022 بعد انتهائنا من كتابة هذا المقال. وقد ورثه بقيادة الطريقة ابنه الشيخ
والمرشد هادي اليشرطي.
18
14 اليشرطية, نفحات الحق, ص 64 , اجابة نصية من الشيخ احمد اليشرطي 14 – 10 – 2013 ,
ص 3. خلال لقاءاتي, تم ذكر المحبة كاهم الاركان. – Sijbrand,The Social Role, pp. 318
319, 503.
15 لقد كتب الشعر د. ظافر القاسم, احد ابناء الطريقة.
16 اجابة نصية من الشيخ احمد اليشرطي 14 – 10 – 2013 , ص 2- 4, برجوعه لكتاب السيدة
فاطمة اليشرطية, نفحات الحق, ص 56 , 64 .
17 مثالا, اثناء مقابله في عمان من تاريخ 23 – 11 – 2013 ومحادثة غير رسمية مع احد ابناء
الطريقة في زاوية عمان بتاريخ 24 – 10 – 2013 . انظر . Sijbrand,The Social Role, pp
.318-319
18 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 142 تقتبس: سورة الاحزاب, آيات: 41 – 42 ; سورة آل
عمران, آية: 191 و سورة الرعد, آية: 28 .
19 لمقدمة عامة عن طقوس الذكر بالصوفية, انظر Muhammad Isa
Waley,’Contemplative Disciplines in Early Persian Sufism’, in The Heritage
of Sufism. Volume 1. Classical Persian Sufism from its Origins to Rumi
(700-1300), ed. Leonard Lewisohn, vol. 1 (Oxford: Oneworld, 1999), 497-
548.
20 لنص الورد , انظر اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 152 – 155 . بشكل عام الورد هو تسبيح.
21 عن الوظيفة, انظر اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 155 , اجابة نصية من الشيخ احمد
اليشرطي, 14 – 10 – 2013 , ص 11 . نص الوظيفة ذاته موجود في الكتاب اليشرطية, رحلة الى
الحق, ص 155 – 161 . الوظيفة هي مقتطفات من القرآن الكريم.
22 لمزيد من المعلومات عن العبادات الشاذلية اليشرطية, انظر اليشرطية, رحلة الى الحق, ص
167-152 . لملاحظات, انظر 69 – Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, pp. 58 وايضا
Sijbrand,The Social Role, pp. 324-329.
Sijbrand,The Social Role, pp. 329-331. 23 وقد نوقش الفكر بشكل موسع في اجتماع
لنساء الطريقة في زاوية عمان, بتاريخ 30 – 11 – 2013 , وهذا بحد ذاته يعد ممارسة للفكر.
Sijbrand,The Social Role, pp. 374-379
24 جواب نصي من الشيخ احمد اليشرطي, 14 – 10 – 2013 , ص 4- 6 و 15 – 3- 2014 ص 3 ;
نوقش موقف التسليم عند ابناء الطريقة بمقابلات تمت في عمان 15 – 4- 2013 , وفي يافا بتاريخ
2012-4-16 , لامثلة; انظر .Sijbrand,The Social Role, pp. 332-333 and 504
25 مقابلة ) غير مسجلة ( مع الشيخ احمد اليشرطي ود. علي اليشرطي في زاوية عمان بتاريخ
2013-3-26 ; انظر Sijbrand,The Social Role, p.247
26 دائما تم التعبير عن هذه النقطة خلال مقابلاتي مع ابناء الطريقة.
27 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 171 – 173 .
28 فان اس يقول ان السنة 1208 / 1794 اصبحت تاريخا متبعا, بسبب معناها الرمزي القوي
بحسب سورة القصص, آية: 23 وتحويل بعض الاحرف لتواريخ, هو يعتقد بان عام ولادته
1815 اصح, وذلك بحساب تواريخ مؤكدة من سيرة الشيخ. اليشرطية, رحلة الى الحق, ص
Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, p.3 ; 174-173 ,171
29 اذا اخذنا بالحسبان سنة وفاة المدني 1847 , وفرضنا بان الشيخ علي نور الدين بقي عند
المدني ثلاثة عشر عاما, فهو بذلك يكون قد انضم اليه سنة 1834 )ليس بعد هذه السنة(. Van
Ess, ‘Die Yašrutiya’, p. 10 ملاحظة 29 .
30 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 182 – 189 و 195 – 204 .
31 تقول السيدة فاطمة اليشرطية ان الشيخ علي نور الدين تنقل لمدة اربعة عشر عاما, لكن فان
اس, وعن حق, يصحح هذا الى ثلاث سنين من التنقل, لان وصول الشيخ علي نور الدين الى عكا
19
كان سنة 1850 وهذا يعطيه فقط ثلاث سنين للتنقل, 1847 – 1850 . سوافطة يحل هذا المعضل
بالقول انها قصدت بالتنقل وسفر الشيخ, السنين التي سبقت 1847 ايضا. اليشرطية, رحلة الى
الحق, ص 207 – 212 , 217 – 220 ; . 12 – Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, p. 11 ; السوافطة,
انموذج من الوجود الصوفي, ص 222 – 224 .
32 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 211 – 212 .
33 اليشرطية, نفحات الحق, ص 116 – 117 , 209 .
34 اليشرطية, رحلة الى الحق, 215 – 216 , 285 , فاطمة اليشرطية, مسيرتي في طريق الحق, )
الطبعة الثانية, 1997 (, ص 194 – 195 ; 54 – 52 , 14 – ; Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, p.13
De Jong, ‘The Sufi Orders’, p. 160
35 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 220 – 225 .
36 مقابلة غير مسجلة مع شخصين من عائلة المسؤول في زاوية ترشيحا, 15 – 5- 2013 ; انظر
Sijbrand,The Social Role, p. 258.
37 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 237 – 238 .
38 حسب فان اس, عبد الرزاق بيطار, كتب, ان الشيخ علي نور الدين بقي في رودوس ثلاث
سنوات, واعفي عنه عندما دعاه عبد القادر الجزائري الى بيته بدمشق. لقد لعب عبد القادر دورا
بتحرير بعض المنفيين السوريين في تلك الفترة, لكن من غير المرجح ان الشيخ وبعض اتباعه
كانوا جزءا من ذلك. السيدة فاطمة تذكر زيارة من الشيخ الى عبد القادر, لكنها تقول انها كانت
زيارة شخصية, تمت بعد رجوعه من رودوس. حسب ذلك, فان اس يستنتج, ان الشيخ بقي في
المنفى واحدا وعشرين شهرا, عاد لفترة قصيرة الى ترشيحا, ومن بعدها قام بزيارته لدمشق, ثم
استقر في عكا. اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 225 , Van Ess, ‘Die Yašrutiya’, p. .237
15-21
De Jong, ‘The Sufi Orders’, pp. 159-161.
39 اليشرطية, رحلة الى الحق, ص 237 .
B.G. Martin, Muslim Brotherhoods in Nineteenth-Century Africa 40
(Cambridge: Cambridge

الزاوية الشاذلية اليشرطية

الزاوية الشاذلية اليشرطية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار