القدس، زهرة المدائن… إعداد: الأستاذ عبد الله قزموز

القدس… زهرة المدائن

إعداد: الأستاذ عبد الله قزموز

.

أ- الوضع الطبيعي:

تعتبر القدس من أقدم مدن التاريخ، ويبلغ عمر المدينة حوالي 5000 سنة.

ترتفع القدس حوالي 750 م. عن سطح البحر المتوسط ونحو 1150 م. عن سطح البحر الميت. تبعد عن البحر الميت مسافة 22 كم و52 كم عن البحر المتوسط. وهناك خط للسكة الحديدية يربط القدس بيافا. وترتبط القدس بالعالم الخارجي عن طريق مطار قلندية الواقع الى الشمال منها.

نشأت النواة الأولى لمدينة القدس على تلال الطور (تل أوفل) المطلة على قرية سلوان الى الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى. ويحيط وادي جهنم (وادي قدرون) بالمدينة القديمة من الناحية الشرقية، في حين يحيط وادي الربابة (هنوم) بها من الجهة الجنوبية، ووادي الزبل من الجهة الغربية. وقد كونت هذه الأودية الثلاثة خطوطا دفاعية طبيعية جعلت اقتحام القدس القديمة أمرا صعبا ألا من الجهتين الشمالية والشمالية الغربية.

هجرت النواة الأولى للمدينة بمرور الزمن وحلت محلها نواة تقوم على تلال أخرى مثل: مرتفع بيت الزيتون (بزيتا) في الشمال الشرقي للمدينة بين باب الساهرة وباب حطة. ومرتفع ساحة الحرم (موريا) في الشرق، ومرتفع صهيون في الجنوب الغربي. وهي المرتفعات التي تقع داخل السور فيما يعرف بالقدس القديمة. وقد بنى السلطان سليمان القانوني سنة 1542م. سورا عظيما يحيط بالقدس محيطه 4 كم وله سبعة أبواب وهي:

1. باب الخليل

2. الباب الجديد او باب عبد الحميد

3. باب العامود (باب النصر)

4. باب الساهرة (الزاهرة).

5. باب الأسباط (ستنا مريم)

6. باب المغاربة

7. باب النبي داوود (صهيون).

لقد اتسعت مدينة القدس خارج السور في جميع الجهات، وأنشئت الأحياء الحديثة فيما عرف بالقدس الجديدة، أضافة الى الضواحي المرتبطة بالمدينة، وكانت في القديم قرى تابعة لها. وقد التحمت قرى مثل شعفاط وبيت حنينا وسلوان وعين كارم بالمدينة وأصبحت ضواحي لها. وزحف العمران على بعض الجبال المجاورة وأقيمت عليها أحياء جميلة مثل: “حي المشارف” على جبل المشارف (mount Scopus) شمالي المدينة، “حي القطمون” على جبل القطمون، وحي المكبر على جبل المكبر.

.

ب. القدس عبر التاريخ:

القدس هي المدينة التي يقدسها أتباع الديانات الثلاث: المسلمون، النصارى واليهود. وتتجلى أحداثها التاريخية من خلال الاسماء الكثيرة التي أطلقت عليها.

1. أوروشالم: نسبة للآلهة “شالم” إله السلام لدى الكنعانيين. وفي التوراة وردت كلمة اورشليم التي تلفظ بالعبرية”يروشالايم” أكثر من 600 مرة. وتطلق التوراة اسماء اخرى على المدينة مثل: شاليم، مدينة الله، مدينة القدس، مدينة العدل، مدينة السلام.

2. يبّوس: أطلق على القدس هذا الاسم نسبة للعرب اليبوسيين وهم من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية. وهم سكان القدس الأصليين وقد هاجروا من الجزيرة العربية مع القبائل الكنعانية سنة 2500 ق.م. واحتلوا التلال المشرفة على المدينة القديمة. وقد بنى اليبوسيون قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من يبوس، سميت”حصن يبوس” وهو أقدم بناء في مدينة القدس.

وعرف حصن يبوس فيما بعد”بحصن صهيون”، ويعرف الجبل الذي أقيم عليه”بهضبة أوفل” وأحيانا جبل صهيون.

وبجوار الحصن نبع ماء غزير في وادي قدرون عرف باسم”جيحون” (نبع العذراء). وقد حفر اليبوسيون نفقا تحت الجبل لنقل مياه النبع الى داخل الحصن.

.

استيلاء اليهود على القدس:

لم يستطع اليهود الاستيلاء على حصن صهيون إلا في عهد داوود الذي اتخذ أورشليم عاصمة له، وأطلق على الحصن اسم ”مدينة داوود”. وكان أكثر سكان المدينة في عهده من اليبوسيين والكنعانيين والعموريين والفلسطينيين. وقد ازدهرت المدينة في عهد خليفته سليمان الذي شيّد الهيكل بمساعدة المعماريين الفينيقيين.

.

قلعة داوود: القدس القديمة:

الحكم الفارسي:

استمرت سيطرة اليهود على أورشليم من عهد داوود 1000 سنة ق.م. الى أن فتحها” نبوخذ نصر” سنة 586 ق.م. ودمرها ونقل السكان اليهود الى بابل (السبي البابلي). وفي سنة 583 ق.م. سمح الملك قورش لمن أراد من الأسرى اليهود بالرجوع الى أورشليم وأمر بإعادة بناء الهيكل.

.

الإسكندر المقدوني:

ظلت البلاد تحت الحكم الفارسي الى أن فتحها الإسكندر المقدوني سنة 332م. وقد تأثر السكان في هذا العهد الهيلينستي بالحضارة الأفريقية. وفي سنة 165 ق.م. قام الملك السلوقي انطيوخس الرابع بتدمير الهيكل وأرغم اليهود على اعتناق الوثنية اليونانية.

.

الرومان:

سنة 63 ق.م. يستولي القائد الروماني”بومبي” على أورشليم. وقد سمح الرومان لليهود بشيء من الحكم الذاتي ونصبوا سنة 37 ق. م. الملك هورودوس الأدومي الذي اعتنق اليهودية ملكا على الجليل ويهودا وظل يحكمها باسم الرومان حتى سنة 4 م.

سنة 135م. قام الإمبراطور”هدريانوس” بأخماد ثورة بار كوخبا وخرب أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية أطلق عليها اسم “أيليا كابيتولينا”. ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد الى المدينة اسم أورشليم. وقامت والدته” هيلانة” ببناء الكنائس فيها. ويبدو أن تسمية أيلياء بقيت متداولة بين الناس حتى في بداية الفتح الإسلامي (العهدة العمرية).

.

الفتح العربي:

بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك سنة 636 م. أصبح الطريق مفتوحا الى بيت المقدس. وطلب أبو عبيدة من الخليفة أن يأتي الى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم ألا أذا حضر شخصيا لتسلم المدينة.

ذهب عمر الى بيت المقدس وأعطى الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وكنائسهم، وبأن لا يسمح لليهود بالعيش بينهم. ومنح عمر سكان المدينة الحرية الدينية مقابل دفع الجزية. ورفض ان يصلي في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده. وذهب الى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ما كان على الصخرة من أقذار وبنى مسجد في الزاوية الجنوبية من ساحة الحرم.

.

الامويون والعباسيون:

بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة سنة 691 م. وأقام الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى بعد ذلك بسنوات قلائل.

وفي العهد العباسي جرت تعميرات وتجديدات في المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذي نتج عن الزلزال.

الطولونيون والأخشيديون:

كان للقدس منزلة خاصة عند الأخشيديين بدليل أن ملوكهم جميعا دفنوا فيها.

.

الفاطميون والسلاجقة:

سنة 969م. يستولي الفاطميون على القدس. وقد تميز الحاكم بأمر الله بالتعصب الديني واضطهاد النصارى فهدم كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس. ويذكر أن الفاطميين أسسوا في عهد الحاكم دار علم في القدس لنشر الدعوة الفاطمية وأول مستشفى في المدينة.

سنة 1070 م. يستولي السلاجقة على المدينة وتعود الخطبة في القدس للخليفة العباسي.

.

الاحتلال الصليبي:

احتل الفرنجة القدس سنة 1099م. واحتفلوا بانتصارهم بارتكاب مذبحة رهيبة خصوصا في منطقة الحرم الشريف. وبلغ عدد ضحاياهم 70 ألفا. ونهب الصليبيون ما كان في الأقصى والصخرة من كنوز. ووضعوا صليبا على قبة الصخرة، وحولوا الأقصى الى مقر لفرسان الداوية. وجعلوا لقدس عاصمة لمملكتهم اللاتينية، ونصبوا بطريركا لاتينيا بدل البطريرك الأرثوذكسي.

سنة 1187 م. وقعت معركة حطين الفاصلة حيث انتصر المسلمون ودخل صلاح الدين الأيوبي القدس، وسمح للفرنجة بمغادرتها بعد دفع جزية بسيطة. وامتازت معاملة صلاح الدين للنصارى بالإنسانية.

أزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة المشرفة. ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي أمر ببنائه نور الدين زنكي. أنشا صلاح الدين في القدس المدرسة الصلاحية وخانقاه للصوفية ومستشفى كبير.

بعد وفاة صلاح الدين حكم القدس أبنه الملك الأفضل الذي وقف المنطقة الواقعة جنوب شرق الحرم على المغاربة حماية لمنطقة البراق وأنشأ فيها مدرسة.

.

المماليك:

دخلت القدس في حوزة المماليك سنة 1253م. وبقيت في أيديهم حتى 1516م. وقد أجروا المماليك تعميرات كثيرة في قبة الصخرة والمسجد الأقصى. وقد أنشأوا زهاء خمسين مدرسة وعشرات الزوايا. ومن أشهر المدارس التي أنشأوها: المدرسة السلطانية، الأشرفية والتنكزية.

.

العثمانيون:

سنة 1516م. نجح السلطان سليم الثالث في الأنتصار على المماليك في معركة مرج دابق، وبذلك سقطت بلاد الشام في أيدي العثمانيين. وبعد السلطان سليم الثالث جاء سليمان القانوني الذي قام ببناء أسوار القدس، ومساجد وأسبلة. وعمر كذلك قبة الصخرة.

وفي سنة 1856 بدأت تنشأ أحياء سكنية خارج سور البلدة القديمة. وتم مد أول سكة حديد بين القدس ويافا.

.

ج) تطور المدينة:

السكان:

قدر عدد سكان القدس عام 1890 بنحو 45000 نسمة. وقبيل الحرب العالمية الأولى بنحو 90000 نسمة. ولكن العدد انخفض في نهاية الحرب الى 50000 نسمة. وارتفع في نهاية عام 1944 الى 157000 نسمة. وفي تشرين الثاني 1947 وصل العدد الى 164500 نسمة موزعين كما يلي: 63600 عربي و11200 في البلدة القديمة داخل السور وفي الجزء العربي من البلدة الجديدة.

بلغ تعداد سكان القدس العربية عام 1961 نحو 80000 في حين كان عدد اليهود في القدس الغربية 167000. ونتيجة لنزوح بعض السكان العرب من القدس الى الضفة الشرقية عام 1967 انخفض عدد السكان الى 73000 نسمة.

.

العمران:

شهدت القدس تحسنا عمرانيا في عهد الرومان، فبلغت مساحتها أكثر من 2 كم. وكان الفتح العربي بداية التطور العمراني الكبير. كان المخطط الهيكلي للبلدة القديمة في هذا العهد يتألف من محورين رئيسيين متعامدين. يبدا أحدهما من باب الخليل غربا الى باب السلسلة في الحرم الشريف. والثاني من باب العامود وينتهي جنوبا قرب باب النبي داوود.

وهكذا قسم المحوران البلدة القديمة الى أربعة أحياء غير متساوية هي:

حي النصارى في الشمال الغربي حول كنيسة القيامة، حي الأرمن في الربع الجنوبي الغربي، وأما الحي اليهودي فيحتل الربع الجنوبي الشرقي. أما الحي الإسلامي فيقع في منطقة المسجد الأقصى في الشمال الشرقي.

.

مسجد عمر بن الخطاب: حارة النصارى، القدس القديمة
مسجد عمر بن الخطاب: حارة النصارى، القدس القديمة

في الصورة أدناه كنيس قدس الأقداس “חורבה”: حارة اليهود، القدس الشريف. تم تفجيره من قبل الجيش الأردني عام 1948, بعد أن تحصن به المقاتلون اليهود. بقي مهدما لأكثر من 50 سنة ثم أعيد بناؤه من جديد قبل عدة سنوات.

بنايات القدس القديمة متلاصقة تفصل بين مجموعاتها حارات أو شوارع مرصوفة بالحجارة ومسقوفة بعقود تربط المباني على جانبيها. وتتصف الأبنية بسماكة جدرانها، وأما سقوف المنازل فمبنية من الحجر بشكل اقواس وقباب.

بدأت المباني تمتد الى خارج السور منذ أواخر القرن الماضي. وأخذت المدينة تنمو في الاتجاه الشمالي الغربي ونحو الغرب في اتجاه مدينة يافا.

بعد حرب 1948 وانفصال القدس الجديدة عن القدس القديمة اتسعت المدينة القديمة بسرعة نحو الشمال والشرق. وامتدت الأحياء الراقية على طريق القدس رام لله (الشيخ جراح – شعفاط – بيت حنينا). على حين امتدت الاحياء الشعبية شرقا على طريق القدس- عمان وجنوبا على طريق القدس – بيت لحم. وأما القلب التجاري فقد تركز في شارعي باب العامود وصلاح الدين.

بعد عام 1967 أعلنت السلطات الاسرائيلية ضم القدس العربية الى القدس الاسرائيلية في مدينة موحدة. وفور الاعلان عن توحيد المدينة المقدسة، قامت السلطات الاسرائيلية بتصميم مخطط هيكل للمدينة الموحدة، والعمل على تنفيذ مشروع القدس الكبرى. وموجب هذا المشروع أصبحت القدس القديمة وما حولها من الأحياء والقرى العربية: كوادي الجوز، الثوري، سلوان، الطور، العيسوية، بيت حنينا، شعفاط، قلندية، بيت صفافا، شرفات، صور باهر، أبو ديس، وجبل المكبر تابعة للبلدية القدس. وتهدف اسرائيل من ذلك المشروع تهويد القدس واقتطاع مساحة من أراضي الضفة الغربية المحتلة لإسكان أكبر عدد من الصهيونيين فيها.

سوق أفتيموس: حارة النصارى، القدس القديمة:
سوق أفتيموس: حارة النصارى، القدس القديمة:

د. التركيب الوظيفي للمدينة:

1. الوظيفة الإدارية:

منذ العهد العثماني كانت القدس مركزا لسنجق القدس. واتخذت عاصمة لفلسطين في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين ومركز لقضاء القدس. وبعد عام 1948 أصبحت القدس العربية العاصمة الروحية للأردن ومركز لمحافظة القدس. وفي عام 1967 خضعت المدينة المقدسة كلها للاحتلال الاسرائيلي الذي أعلنها عاصمة موحدة.

2. الوظيفة الدينية:

مارست القدس وظيفتها الدينية منذ نشأتها الأولى عندما قام اليبوسيون ببناء معابدهم لممارسة شعارهم الدينية. وفي عهد سليمان تم تشييد الهيكل في القدس.

وبعد تعرض الهيكل للخطاب نشأت عند اليهود عادة مجيئهم الى ما يدعون انه بقايا أثار المكان كي يقوموا عند الحائط بالبكاء والنواح.

وفي عام 335 م. جاءت الى القدس الملكة هيلانة أم قسطنطين وبنت كنيسة القيامة التي يحج اليها المسيحيين. كما انتشرت في سفح جبل الزيتون (الطور) وعلى قمته الكنائس والأديرة مثل: كنيسة الجثمانية ومغارة الجثمانية، وكنيسة الصعود وكنيسة مريم العذراء (ستنا مريم). وعلى هذا الأساس تمر بجبل الزيتون المواكب الدينية المسيحية أثناء احتفالات عيد الفصح المجيد وتنتهي في كنيسة القيامة مرورا بطريق الآلام via dolorosa.

ويرجع اهتمام المسلمين بالصخرة المشرفة الى علاقتها الوثيقة بالإسراء والمعراج وكون المسجد الأقصى القبلة الأولى في الإسلام.

3. الوظيفة السياحية:

تعتبر المدينة المقدسة محط أنظار سكان العالم أجمع. يؤمها السياح من مختلف الجهات لزيارة المقدسات. ولذا

انتعشت في القدس منذ القدم صناعة السياحة (فنادق، مقاهي، مطاعم، سيارات، مكاتب سفر وسياحة وخدمات عامة). وكانت هذه الصناعة تساهم بقسط وافر في الإيرادات السياحية للأردن قبل 1967.

4. الوظيفة الصناعية:

تقوم في القدس العربية صناعة خفيفة معظمها زراعي كطحن الحبوب وعصر الزيتون وصناعة الصابون وتعليب الخضر واستخراج زيت السمسم وصناعة خشب الزيتون والصدف.

وهناك صناعات عربية أخرى مثل: صناعات الغزل والنسيج والقاشاني والخزف والشمع وقلع الحجارة والبلاط والقرميد والحلويات والمشروبات الروحية والمياه الغازية، والمعجنات، والأثاث والسجائر. وقد لجأت اسرائيل بعد عام 1967 الى منع أنشاء صناعات عربية جديدة والى المشاركة في راسمال المشروعات الصناعية الكبرى العربية خدمة للاقتصاد الاسرائيلي.

5. الوظيفة التجارية:

تشتمل القدس على أسواق كثيرة تغص بمختلف السلع التجارية. ومما يساعد على رواج الحركة التجارية في المدينة المقدسة سهولة اتصالها بالبحر المتوسط. ولا شك أن الحركة السياحية ساهمت كثيرا في رواج التجارة داخل المدينة ولا سيما في اوقات الاعياد والمناسبات الدينية.

6. الوظيفة الزراعية:

لا تعد الزراعة مصدرا من مصادر الثروة لسكان القدس وأن كانت لا تزال مصدرا هاما لدخل سكان بعض القرى التي ضمت داخل حدود القدس (الزيتون والعنب).

وتحصل القدس على المياه بوسائل كثيرة منها تجميع مياه الأمطار في صهاريج أعدت خصّيصًا.

وعندما ازداد استهلاك السكان من المياه أصبحت الحاجة ملحة لنقل المياه الى مدينة القدس من مصادر بعيدة، فنقلت في عهد الانتداب الى المدينة في أنابيب من نبع رأس العين. وبعد عام 1948 حرمت القدس العربية من هذا المصدر المائي الهام، فزودت بالمياه من برك سليمان وعين فاره.

.

أبرز معالم القدس التاريخية:

أسوار القدس وأبوابها الأثرية:

البلدة القديمة محاطة بسور ضخم محيطه 4 كم. بناه السلطان سليمان القانوني سنة 1539م. وفي السور سبعة أبواب وهي:

1. باب العامود:

المعروف عند الأجانب بباب دمشق (Damascus gate) ويقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس تقريبا. وتعلو هذا الباب قوس مستديرة قائمة بين برجين. ويؤدي بممر متعرج داخل المدينة. وقد أقيم فوق باب من الفترة الصليبية. ووجدت أثناء حفريات سنة 1936 وسنة 1969 بقايا بابين يعود أحدهما الى زمن الإمبراطور هادريانوس الذي أسس مدينة” أيليا كابيتولينا”. والثاني هو الذي بناه هورودوس في منتصف القرن الأول. وقد أضيف عامود داخل الباب في أيام الإمبراطور هادريانوس، وقد بقي هذا العامود حتى الفتح الإسلامي ولذلك سماه العرب باب العامود.

2. باب الساهرة: flowers gate

المعروف عند الغربيين باسم باب هيرودوس. وهو مثل سابقه يقع الى الجانب الشمالي من سور القدس، على بعد نصف كيلومتر شرقي باب العامود. وباب الساهرة بني ضمن برج مربع، وهو يرقى الى عهد السلطان سليمان القانوني.

3. باب الأسباط: lions gate

أو كما يسميه الغربيون”باب القديس أسطفان”. يقع في الحائط الشرقي وهو مثل باب الساهرة في شكله.

4+5) باب المغاربة وباب النبي داوود:

ويقعان في الحائط الجنوبي لسور القدس. وباب المغاربة أصغر أبواب القدس، وهو عبارة عن قوس قائمة ضمن برج مربع. وأما باب النبي داوود أو” باب صهيون” (Zion gate) فهو كبير منفرج يؤدي الى ساحة داخل السور. وقد أنشئ في عهد السلطان سليمان القانوني.

6. باب الخليل: Jaffa gate

والذي يسميه الغربيون باب يافا ويقع في الحائط الغربي. ومن فوقه بنى السلطان عبد الحميد برجا للساعة والذي يعتبر أجمل الأبراج السبعة التي بنيت في مدن فلسطين لذكرى اليوبيل الفضي لجلوس السلطان عبد الحميد على العرش في استانبول.

7. الباب الجديد: New gate

فتح في الجانب الشمالي للسور على مسافة كيلومتر تقريبا غربي باب العامود. وهو حديث العهد يعود الى أيام زيارة الإمبراطور الألماني ويلهلم الثاني (غليوم) لمدينة القدس عام 1898 م.

أما أبرز الأبواب الأربعة المغلقة فهو باب الرحمة والذي يسميه الأجانب “الباب الذهبي” golden gate لجماله ورونقه. ويقع على بعد 200 م. جنوبي باب الأسباط في الحائط الشرقي للسور. ويعود هذا الباب الى العصر الأموي. وهو باب مزدوج تعلوه قوسان ويؤدي الى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثية ضخمة. وقد أغلق هذا الباب في أيام العثمانيين بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك مالها ان الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس عن طريق هذا الباب. وهو من أجمل أبواب المدينة ويؤدي الى داخل الحرم.

.

الكنائس والأديرة:

جبل الزيتون ويسميه العرب ”جبل الطور” أو” طور زيتا” وعليه تقوم قرية الطور. ويقع هذا الجبل شرق مدينة القدس، ويبدو أن اسمه مأخوذ من شجر الزيتون الذي كان موجودا بكثرة. ويرتفع الجبل قرابة 826 م. عن سطح البحر. وكان السيد المسيح عيسى بن مريم يلجأ الى جبل الزيتون هربا من أذى اليهود.

وجاء في إنجيل متى أنه خاطب القدس بقوله:” يا أورشليم يا قاتلة وراجمة المرسلين اليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا هوذا بيتكم يترك لكم خرابا”.

وللمسلمين والمسيحيين على جبل الزيتون مقدسات ومعالم منها:

.

1. الزاوية الأسعدية:

عند قمة الجبل وتضم جامع ومقام العالم الصالح” محمد بن عمر العلي”

وقد سميت هذه الزاوية بالأسعدية نسبة الى مؤسسها مفتي الدولة العثمانية” أسعد المفتي”.

.

2. قبر رابعة العدوية:

ويقع عند أسفل الزاوية الأسعدية، وهي رابعة” أم الخير” بنت اسماعيل العدوية الصوفية الصالحة المشهورة.

ومن المقدسات المسيحية في جبل الزيتون:

.

1. كنيسة” الأبانا: (pater nester)

التي كتبت فيها على الجدران وبكل اللغات صلاة “أبانا الذي في السموات” وبعشرات اللغات.

.

2. كنيسة قبة الصعود:

وهو الموقع الذي ظهر فيه السيد المسيح بعد 40 يوما من صلبه أمام الرسل الأثني عشر حيث باركهم وودعهم وصعد الى السماء. وهذه القبة بنيت في القرن ال 13. وفي داخل هذه القبة توجد صخرة عليها أثر قدم السيد المسيح منذ لحظة صعوده الى السماء.

.

3. كنيسة الدموع: (Dominus flevit)

وهنا في هذا الموقع بكى السيد المسيح بعد أن تنبأ بخراب هذه المدينة. هذه الكنيسة تابعة لرهبنة الفرنسيسكان حيث بنيت سنة 1930

فوق بقايا كنيسة من القرن الخامس ميلادي. بقايا قبور قديمة أكتشفت هنا وفيها نقوشات بالعبرية والأرامية واليونانية.

.

4. كنيسة مريم المجدلية: (Mary Magdalena)

تتميز هذه الكنيسة بقبابها الذهبية. هذه الكنيسة البيضاء الروسية الأرثوذكسية بنيت سنة 1888م. والذي بناها هو القيصر الروسي ألكسندر الثالث لذكرى أمه ماري الكسندروفا. وفي داخلها عدد كبير من الأيقونات الجميلة. هذا بالإضافة الى قبر أميرة روسية (اليزابيث فيودوروفنا) التي أغتيلت سنة 1918م.

.

5. كنيسة الجثمانية: Gethsemane

أو (كنيسة كل الشعوب), وهذه الكنيسة تعتبر من أجمل الكنائس في فلسطين والعالم. أما كلمة الجسمانية أو الجثمانية فهي كلمة ارامية معناها معصرة الزيت أو مخزن الزيت. وهي تقع في بستان مزروع بشجر الزيتون القديم جدا، وفيه معصرة من الحجر، ومغارة يحيط بها السور الذي خرج السيد المسيح منه للقاء الأعداء. لقد بني في هذا المكان هيكل مقدس في القرن الرابع ميلادي. اما الكنيسة ببنائها الحالي فقد بنيت على يد الإيطالي “أنطونيو بارلوزي” بين السنوات 1919- 1924 على أثار الهيكل القديم. في السقف يوجد رمز للشعوب الذين ساهموا في بناء هذه الكنيسة. وعلى الأرض في مقدمة الكنيسة يوجد تاج محاط بالشوك ومصنوع من الفولاذ، وهو يحيط بصخرة، حيث من المعتقد أنه بشر المسيح وهو يصلي بخبر سيء.

أما لوحة الموزاييك في واجهة الكنيسة فقد كتب عليها باللاتينية: “أن المسيح يتعذب” و”ألقاء القبض على المسيح”.

.

6. كنيسة قبر ستنا مريم:

هذه الكنيسة يعود تاريخها الى فترة الصليبيين (القرن الحادي عشر) وهي تحت أدارة الروم الأرثوذكس والأرمن. عند مدخلها يوجد قبور القديسة” حنة” وهي والدة السيدة مريم العذراء، وقبر “أيواكيم” والدها، وقبر “يوسف النجار”.

قبر السيدة مريم العذراء موجود داخل مغارة ومن فوقه عدة قناديل وأيقونات وصور. ومن الجدير بالذكر أن هنالك قبر أخر للسيدة مريم في مدينة أفسوس في تركيا حيث بقيت هناك حتى وفاتها.

الكنيسة الروسية (مريم المجدلانية)

.

درب الآلام: (via dolorosa)

بعد الانتهاء من مشاهدة الكنائس خارج الأسوار، يمكن أن نستمر في السير وندخل المدينة من باب الأسباط lions gate ونمر في طريق المجاهدين حتى نصل درب الآلام

هذه الطريق تبدأ من كنيسة Ecce home = هو ذا الرجل، وتنتهي داخل كنيسة القيامة.

وهذه هي الطريق التي سار فيها السيد المسيح وهو يحمل الصليب على ظهره ابتداءً من “قصر بيلاطوس” (محكمة بيلاطوس) في قلعة انطونيا الى “مرتفع الجلجلة” = golgotha حيث موقع الصلب. وعلى طول هذه الطريق توجد 14 محطة (مرحلة) للصليب. كل مرحلة ترمز الى حدث مقدس للذكرى. ولذلك بنيت الأديرة والكنائس والبازليكا عند هذه المحطات، على طول أقدم طريق عند العالم المسيحي.

المرحلة الأولى:

“المسيح يحكم عليه بالموت”. ولذلك نلاحظ بأن ساحة مدرسة العمرية يتجمع فيها الجمهور كل يوم جمعة بعد الظهر حيث يبدأ رهبان الفرنسيكان بتنظيم مسيرة في درب الألام. وبالقرب منها يمكن ملاحظة المئذنة التي كانت تسمى بقلعة أنطونيا، حيث حكم على المسيح هناك بالموت.

المرحلة الثانية:

“يسوع يبدأ بحمل الصليب”. وفي هذا الموقع توجد كنيستان: كنيسة الاتهام وكنيسة الجلد، ثم كنيسة ثالثة هي Ecce Homo (هو ذا الرجل). وفي موقع هذه الكنيسة قدم بيلاطس السيد المسيح للجمهور بقوله: “هو ذا الرجل”.

المرحلة الثالثة:

وهي مفترق الطريق بين باب الواد وباب العامود ويوجد بالقرب منها دير الأرمن الكاثوليك والبولونيين. وهنا وقع السيد المسيح مغشيا عليه للمرة الأولى.

المرحلة الرابعة:

حيث التقى السيد المسيح بأمه البتول (كنيسة للارمن).

المرحلة الخامسة:

وهي ملتقى طريق باب الواد وعقبة المفتي. وفي هذه المرحلة شعر السيد المسيح بثقل الصليب وكاد يسقط فساعده سمعان القيروان في حمله. وفي هذا الموقع فوق الباب توجد علامة باللاتينية كتب عليها المحطة الخامسة وصليب الفرنسيسكان.

المرحلة السادسة:

وهي عند كنيسة الروم الكاثوليك وفيها منزل وقبر القديسة” فيرونيكا”

اخت المسيح الصغرى التي مسحت عرق السيد المسيح.

المرحلة السابعة:

هنا يسقط السيد المسيح على الأرض للمرة الثانية. وفي هذا الموقع توجد كنيسة للفرنسيسكان. وهذا الموقع يعتبر بداية بداية خروجه من المدينة من خلال بوابة.

المرحلة الثامنة:

هذه المرحلة تقع في” عقبة الخانقاه” عند دير خان الأمبوس للروم الارثوذكس. وفي هذا الموقع خاطب السيد المسيح النساء أللاتي كن يبكيني قائلا: لا تبكين عليّ بل أبكين على بلدكن التي ستؤول الى خراب.

المرحلة التاسعة:

فهي عند دير الأقباط الى الشرق من كنيسة القيامة حيث سقط السيد المسيح تحت الصليب للمرة الثالثة من الثقل وشدة التعب.

المرحلة العاشرة:

السيد المسيح يجبر على خلع ملابسه

وهي تقع داخل كنيسة صغيرة، بعد صعود الأدراج الى اليمين قبل دخول بداية كنيسة القيامة.

المرحلة الحادية عشرة:

حيث تم تعليق السيد المسيح على الصليب أمام مرأى أمه. وهذا الموقع يمكن الصعود أليه من خلال أدراج الى اليمين من بوابة كنيسة القيامة. تم تبليط هذا المكان بالموزاييك سنة 1938.

المرحلة الثانية عشرة:

وهذا الموقع التابع لليونان الأرثوذكس يقع بالضبط على” صخرة الجلجلة”، وفوق المكان الذي تم فيه بناء صليب السيد المسيح واللصان الأخران. وتحت الجلجلة يوجد شق كبير نتج عن الهزة الأرضية القوية التي وقعت خلال عملية صلب السيد المسيح.

وقرب موقع الصلب يوجد تمثال من خشب لمريم العذراء صنع في القرن السادس عشر، وأرسل من لشبونة سنة 1778 م. وهو يبرز مدى حزن وألم السيدة مريم العذراء على ولدها السيد المسيح.

المرحلة الثالثة عشرة:

في هذا الموقع تم وضع جثمان السيد المسيح بعد أنزاله عن الصليب وهو يقابل بداية كنيسة القيامة. وهنا توجد بلاطة من الرخام الاحمر كبيرة تسمى” بلاطة المسح” (stone of unction). توجد حول هذه البلاطة ست شمعدانات فضية للروم الأرثوذكس والكاثوليك والأرمن.

المرحلة الرابعة عشرة:

وهي أقدس موقع في العالم المسيحي: “قبر السيد المسيح”.

.

كنيسة القيامة: (Church of Holy Sepulcher)

تمتد أمام واجهة كنيسة القيامة في الجهة الجنوبية ساحة تقوم شرقها وغربها بنايات مختلفة من أديرة وكنائس صغيرة. تقدر مساحة الأرض القائمة عليها الكنيسة 866 متر مربع وهي أقدس كنيسة في العالم المسيحي.

في سنة 326 م. حضرت القديسة “هيلانة” والدة القيصر البيزنطي قسطنطين الى اورشليم لإظهار المقدسات المسيحية وتطهيرها من الوثنيين.

وقد وجدت القديسة هيلانة المغارة التي فيها الصليب والجلجلة ومحل القبر المقدس. وأرسل البطريرك مكاريوس نصف خشبة الصليب المقدس للإمبراطور قسطنطين. وتولت القديسة هيلانة بنفسها مراقبة بناء الكنائس، فقامت كنيسة القيامة فوق محل الصلب والقبر المقدس.

وفي سنة 335 م. تم تدشين كنيسة القيامة بحضور 300 مطران من جميع أنحاء العالم.

في واجهة المدخل بابان كبيران، الايمن مسدود والأيسر مفتوح. وفوق البابين نوافذ مدببة يعلوها برج الأجراس القوطي الطراز.

.

أقسام الكنيسة:

1. الساحة الخارجية:

وهي ساحة كبيرة تقع أمام أبواب الكنيسة. وهذه الساحة تغص بالجماهير من كل أنحاء العالم في يومي” خميس الغسل” و” سبت النور” من أسبوع الالام الذي ينتهي بعيد الفصح.

2. نقطة حراسة الكنيسة:

وهي عبارة عن دكة يجلس عليها متسلم مفاتيح القيامة وهو من أسرة نسيبة المسلمة التي نالت هذا الامتياز من أيام عمر. (او من اسرة جودي من ال غضية).

3. بلاطة المسح بالطيب:

وهي عبارة عن حجر احمر مستطيل يسمى حجر الزيت أو حجر المغتسل، حيث تم عليه غسل وتكفين جثمان السيد المسيح، ومسحه بالزيت ورش العطور عليه بعد صلبه.

4. مغارة ادم:

وفي هذه المغارة من المعتقد بأنه وجدت جمجمة ادم. وبالقرب منها في غرفة مظلمة نجد قبر” غودفري” ملك الصليبيين الأول في القدس. وبالقرب منه قبر “بلدوين” أحد ملوك الفرنجة في القدس.

5. مذبح مسامير الصلب:

ويتم الصعود أليه بواسطة أدراج. في هذا الموقع تم دق السيد المسيح على الصليب بالمسلمين، وهذا الموقع يسمى” الجلجلة” (golgotha – גולגולתא).

6. مذبح الأم الحزينة: (mater stabat)

وفيه تمثال السيدة مريم العذراء الحزينة على أبنها المسيح الذي تم صلبه أمامها. وعلى رأسها أكليلا من الذهب. هذا الأكليل اختفى من موقعه على أثر سقوط القدس سنة 1967، ثم تم أعادته بواسطة الشرطة. التمثال مرصع بالجواهر الثمينة.

7. مذبح الصليب:

وفي هذا الموقع تم صلب السيد المسيح بعد أن وضع أكليل من الشوك على رأسه.

8. كنيسة نصف الدنيا: catholicon

(خورس الروم). وهي تعتبر أجمل موقع في كنيسة القيامة. وتتميز هذه الكنيسة بفخامة البناء وكثرة الصور والمنقوشات. أما بلاط الارض فهو عبارة عن رسومات مختلفة لأشكال هندسية. وتعلو هذه الكنيسة قبة صغيرة علق فيها ثريا ضخمة وهي غاية في الجمال والروعة والبهاء.

9. الدائرة: Rotunda

وهي عبارة عن ساحة مستديرة تحدق بها أعمدة كبيرة تسند رواقا عظيما. ثمانية عشر عامودا متصلة بأعلاها بأقواس غاية في الاتقان.

10. القبر المقدس:

يقوم هذا القبر تحت قبة القيامة. ويقسم القبر الى غرفتين، يرى في وسط الأولى منهما الحجر الذي يقال انه كان على باب القبر والذي دحرجته الملائكة من فم القبر يوم قيامة المسيح. في هذه الغرفة 15 قنديلا:

خمسة منها للروم الأرثوذوكس وخمسة للاتين وأربعة للأرمن وواحد للأقباط. ومن هناك يوجد بابا واطئا صغيرا يؤدي الى القبر، وهو مغطى ببلاطة كبيرة من الرخام، وقد علق في سقف القبر 43 قنديلا.

11. معبد الأقباط:

وهو عبارة عن معبد صغير بنوه هناك ملاصقا للقبر المقدس سنة 1540م. ثم جدد بعد حريق 1808م. وهناك يصلون.

12. الكنيسة اليعقوبية:

13. قبر يوسف الأرميثي: (Joseph of arimathia)

وهذا الموقع الوحيد داخل كنيسة القيامة التابع لطائفة الاحباش. وهو عبارة عن قبر صخري بارز في جدار الروتوندا. ويقال أن يوسف هذا كان يمتلك القبر الذي فيه دفن السيد المسيح.

14. مذبح مريم المجدلية:

15. كنيسة الفرنسيسكان:

وهي تابعة للأباء الفرنسيسيين (نسبة للقديس فرنسيس الأسيزي). وقد وافق البابا كليمنطس السادس ببراءة بابوية على وجود الفرنسيسيين في الكنيسة على أن يكونوا” حراس الأراضي المقدسة” باسم العالم الكاثوليكي. وللرهبان الفرنسيسيين حصة وافرة في كنيسة القيامة. وفي كل يوم يقيمون الصلاة الى جانب طواف يومي في مختلف ربوعها. وهم المسؤولون عن تنظيم القداديس الكثيرة التي تقام يوميا.

16. السجن المقدس:

وهو عبارة عن مغارة تم فيها سجن السيد المسيح قبل الصلب.

17. كنيسة القديسة هيلانة:

ويتم النزول اليها بواسطة أدراج عديدة. وفيها فسيفساء على الأرض وصور زيتية على الجدران، ومنها يمكن النزول الى “مغارة وجدان الصليب”. بعد فتح الأتراك للقسطنطينية سنة 1453 م. جعل الاكليروس البيزنطي يتردد الى الأراضي المقدسة. وفي عام 1516 م. صار على القدس بطريرك يوناني يدعى جرمانوس، وهو الذي أسس” أخوية القبر المقدس” التي يعد أعضاؤها حراس الأراضي المقدسة باسم العالم الأرثوذكسي. وعند ساحة القيامة شرقا” دير القديس أبراهيم” الذي اشتروه سنة 1660م. من الأحباش، وعثروا تحته على كنيسة قديمة تعرف بكنيسة الرسل. بعد الروم الأرثوذكس يأتي الارمن ولهم بعض المساكن في كنيسة القيامة. ولكن ديرهم الرسمي يقوم في حارة الأرمن. وللأرمن الحصة الثالثة في كنيسة القيامة ومنها قسم الرواق الذي يشرف على القبر المقدس وكنيسة القديسة هيلانة. وتأتي بعد ذلك الطوائف التي لها مكانة ثانوية في كنيسة القيامة وأولها الأقباط ولهم مسكن في الكنيسة. وأما ديرهم وكنيستهم الكبرى المعروفة بدير وكنيسة القديس أنطونيوس فيقومان خارج كنيسة القيامة. وفي “دير السلطان” المجاور، وعلى سطح كنيسة القديسة هيلانة يقيم الرهبان الأحباش في مساكن بسيطة ويصلون في كنيسة صغيرة. وفي سنة 1960 م. بدأت الأديار الثلاثة الكبرى: دير اللاتين، ودير الروم الأرثوذكس، ودير الأرمن، أخيرا بعملية ترميم كنيسة القيامة وما زال العمل مستمر حتى اليوم. كنيسة الفادي الأنجيلية اللوثرية : حارة النصارى ، القدس القديمة

.

الحرم القدسي الشريف:

1. مسجد قبة الصخرة المشرفة: (Dom of the rock)

تعتبر قبة الصخرة المشرفة احدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم. ذلك أنها أضافة الى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية من جهة، ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مرور فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، ولهذا اعتبرت اية في فن الهندسة المعمارية.

يقوم بناء قبة الصخرة في وسط ساحة الحرم القدسي الشريف. وهي ساحة فسيحة مستطيله الشكل تمتد من الشمال الى الجنوب مقدار 480 م. ومن الشرق الى الغرب مقدار 300م. تقريبا. وتكون هذه الساحة 15% من مساحة القدس القديمة. وهذه الساحة التي جاءت الإشارة أليها في القران الكريم في قوله تعالى:” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”. وقد قدس المسلمون هذه البقعة منذ بزوغ الإسلام بصفتها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وفي هذه الساحة الشريفة التي بقيت مدار اهتمام المسلمين وعنايتهم مدة أربعة عشر قرنا، من المباني الفخمة والزخارف الخشبية والجصية والفسيفسائية وغيرها ما يكون تراثا فريدا في نوعه وأهميته، يشهد على الذروة العظمى التي بلغتها الحضارة الإسلامية في مختلف الأزمنة والعصور. شرع في أنشاء قبة الصخرة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة 688 م. حول الصخرة المشرفة الواقعة على صحن مرتفع في وسط ساحة الحرم الشريف. وانتهى البناء سنة 691 م. وقد أشرف على بنائها المهندسان العربيان” رجاء بن حيوة” وهو من بيسان في فلسطين،” ويزيد بن سلام” مولى عبد الملك وهو من القدس.

وقد أقام عبد الملك فوقها بناء مستديرا مكونا من قبة خشبية مرتكزة على رقبة مستديرة الشكل، محاطة بست عشرة نافذة. وهذه الرقبة مستندة على رواق مستدير محمولة على أربعة أركان من الرخام الأبيض المشجر. وأثني عشر عامودا موزعة بحيث يعقب كل ركن ثلاثة أعمدة. ويتكون باقي البناء الذي في ظاهر الرواق الداخلي المستدير من مطافين يحوطان به. وهما منفصلين أحدهما عن الأخر برواق وسطي مثمن الشكل محمول على ثمانية أركان مؤزرة بالرخام المشجر والملون البديع. وستة عشر عامودا موزعة بحيث يعقب كل ركن عامودان. ويربط الأركان والأعمدة التي بينها “بساطل” أي روابط خشبية ملبسه بالنحاس الأصفر المنقوش المذهب. ويعلو البساطل” قناطر” كلها مزينة بالفص المذهب البديع المزين بأنواع التشجير والتنميق. وقد نصب على هذه القناطر سقف مائل من الخشب دهن باطنه بأشكال هندسية ظريفة، وصفح في الظاهر بألواح الرصاص. ويشغل باقي المساحة مطاف خارجي يقع بين الرواق الوسطي وجدران البناء الخارجية التي تكون شكلا مثمنا. وفي كل ضلع من هذا المثمن المقابل للجهات الاربع باب. وعلى بعد بضعة أمتار خارج الباب الشرقي تقوم قبة السلسلة.

زخارف قبة الصخرة:

لقد استطاع الفنان المسلم أن يزين ويحلي قبة الصخرة المشرفة بعدة أنواع من الزخارف نذكر أهمها: الزخارف الفسيفسائية، الزخارف الرخامية، الزخارف الخشبية، الزخارف القاشانية، والخطوط كعنصر زخرفي الى جانب وظيفته التوثيقية.

أ. الزخارف الفسيفسائية:

وهي عبارة عن قطع زجاجية ملونة ومذهبة تميل في شكلها الى المربعات الصغيرة، حيث اشتهرت كعنصر زخرفي في تجميل الأبنية الهندسية في العصر البيزنطي والأموي. ويعود تاريخ فسيفساء قبة الصخرة المشرفة الى الفترة الأموية أي فترة تأسيس وبناء قبة الصخرة. وقد اختار الفنان المسلم ثلاثة ألوان رئيسية ليستخدمها في نسج زخارفه الفسيفسائية هذه. حيث اشتملت الألوان على الأخضر والأزرق والمذهب. وقد استطاع هذا الفنان أن يجسد روح العقيدة الإسلامية من خلال تصميمات للوحات الفسيفسائية هذه. فكان لزاما عليه ألا يجسد أي تصوير لأنسان أو حيوان وذلك تماشيا مع الإسلام الذي يحرم تجسيد الأشخاص والحيوانات. فاستعاض بذلك بعناصر زخرفية أخرى أهمها النباتات والأشجار والفاكهة والأوراق النباتية المختلفة والمجوهرات بجميع أنواعها، والمزهريات، والاشكال الهندسية، والخط. أما النباتات فقد اشتملت على أشجار مختلفة الأنواع، كالنخيل والزيتون، والرمان، والتين، واللوز. وفواكه متنوعة موضوعة في سلال أو صحون. وكأن الفنان يريد أن يذكرنا بتصويراته هذه الأشياء الموجودة في الجنة، التي وعد الله بها المؤمنين، والتي تم وصفها في القرآن الكريم، وجاء فيها من أشجار وثمار مختلفة الألوان ومجوهرات ثمينة. كما انه ركز على تصوير التاج بصورة مكررة، والذي صممه بشكليه البيزنطي الذي يظهر في الوجه الداخلي للتثمينة الداخلية. والفارسي المعروف بالتاج ذي الأجنحة والذي يظهر في رقبة القبة من الداخل. وكأن الفنان اراد هنا أن يذكر بانتصار الإسلام على القوتين العظميين البيزنطية والفارسية في ذلك الوقت، فرمز أليهما بتيجانيهما والتي تشير الى السلطة والملكية.

   

ج. عنصر الخط:

وهو العنصر الثالث الذي استخدمه الفنان المسلم في تصميم لوحاته الفسيفسائية. حيث قام بعمل زنارين بطول 240 م. يقومان أعلى التثمينة من الداخل والخارج، زينهما بكتابات بالخط الكوفي البسيط والمعمول بالفسيفساء المذهب على خلفية زرقاء.

د. الزخارف الرخامية:

لقد استخدم الفنان المسلم المادة الرخامية في زخرفة قبة الصخرة المشرفة بشكل ملفت للنظر، حيث استخدمها في الأعمدة وتيجانها، وفي تغطية الواجهات الداخلية والخارجية للتثمينة الخارجية. وكذلك في تغطية الدعامات الحجرية. ولكن ثمة عنصر اخر شكله من المادة الرخامية أيضا وهو الأفاريز الرخامة (الاطارات) التي علت الدعامات الحجرية المكسية بالرخام. وكذلك الواجهات الداخلية للتثمينة الخارجية، حيث جاءت هذه الأفاريز الرحامية المحفورة بزخارف نباتية وهندسية متجانسة الى حد كبير مع الزخارف الفسيفسائية.

ه. الزخارف القاشانية:

القاشاني هو ذلك الأجر الملون الذي يعرف في بلادنا بالبلاط الصيني. وقد استخدم لأول مرة في عمارة قبة الصخرة المشرفة في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني الذي قام باستبدال الزخارف الفسيفسائية التي كانت تغطي واجهات التثمينة الخارجية منذ العهد الأموي بالبلاط القاشاني. وقد عرف بالقاشاني نسبة الى مدينة قاشان الواقعة في خراسان في بلاد فارس. وقد استطاع الفنان المسلم أن يجسد روح العقيدة الإسلامية أيضا في هذا العنصر الزخرفي وذلك باستخدامه العناصر النباتية والهندسية والخط الإسلامي.

قيل في قبة الصخرة المشرفة:

1. قال المستر فرغوس:

“أن مسجد قبة الصخرة من الجمال على جانب عظيم. لقد زرت كثيرا من القصور والمباني الجميلة في الهند وفي أوروبا، ولكنني على ما أذكر لم أر ما هو، أجمل، ولا أبدع، ولا أفخم من قبة الصخرة. وأن التناسب البديع في الأحجام والألوان لم أجده في أي بناء أخر.”

2. وقال د. غوستاف لوبون وهو طبيب ومؤرخ فرنسي (1841-1931)

“لم تكن قيمة هذا المسجد بما يثيره من ذكريات فقط، بل أنه من أهم المباني العجيبة التي شادها الأنسان.”

أنه أعظم بناء يستوقف النظر، أن جماله وروعته مما لا يصل أليه خيال الأنسان”.

صحن قبة الصخرة:

المقصود بصحن قبة الصخرة هو الساحة الخارجية أو الباحة التي تحيط بمبنى قبة الصخرة، والتي ترتفع عن أرضية الحرم الشريف 4م.

ويتوصل أليها عن طريق أدراج توجد بقناطر حجرية تتألف من مجموعة عقود حجرية تقوم على أعمدة رخامية عرفت باسم “موازين”. وهنالك ثمانية كهذه في صحن قبة الصخرة.

تقوم أيضا على صحن الصخرة المشرفة مجموعة من القباب، تعود تواريخ أنشائها الى فترات أسلامية مختلفة ومتتابعة. كما تقوم في الجهة الشمالية لصحن قبة الصخرة مجموعة غرف صغيرة تعرف بالخلاوي (جمع خلوة) أقيمت على صف واحد، حيث تم أنشاؤها في الفترة العثمانية. وأهم هذه القباب:

1. قبة السلسلة:

تقوم هذه القبة الى الشرق من قبة الصخرة المشرفة، حيث لا يتجاوز بعدها عنها عدة أمتار. بنى هذه القبة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. وقد سميت بقبة السلسلة لوجود سلسلة كانت قد علقت بداخلها وكانت ظاهرة للعيان حتى غدت تعرف بهذا الاسم.

ويميل بعض المؤرخين الى الاعتقاد بأن السبب في بناء قبة السلسلة هو لتكون مقرا للمهندسين والمعماريين الذين أشرفوا على بناء قبة الصخرة لتقيهم من حر الشمس في الصيف وشدة المطر في الشتاء، ذلك أن فترة بناء قبة الصخرة لم تكن قصيرة نسبيا فقد دامت ثلاث سنوات. ومن المحتمل أنها كانت تستخدم كمكتب لإدارة شؤون أعمار قبة الصخرة.

2. قبة المعراج:

تقوم هذه القبة غربي قبة الصخرة الى الشمال. وعلى ما يبدو التاريخ الأصلي لأنشاء هذه القبة يعود للفترات الإسلامية المبكرة. ولكننا اليوم أمام القبة التي أعيد عمارتها في الفترة الأيوبية. وهي قبة مثمنة الاضلاع تقوم على ثلاثين عامودا من الرخام. وقد فتح في جهتها الشمالية بابا، وأقيم في جداره القبلي محرابا.

3. قبة النبي:

تقوم هذه القبة ببن قبتي الصخرة والمعراج. ويقال أنها بنيت في الموقع الذي صلى النبي عليه السلام فيه بالأنبياء والملائكة. هذه القبة محمولة على أعمدة من الرخام ومفتوحة الجوانب. وقد أعيد تعميرها في الفترة العثمانية في عهد السلطان عبد المجيد الأول.

4. القبة النحوية:

تقوم هذه القبة في الزاوية الجنوبية الغربية لصحن قبة الصخرة المشرفة. وقد تم تعميرها في الفترة الأيوبية سنة 1207م. خصيصا لتكون مقرا لتعليم علوم اللغة العربية. هذا وقد لعبت” المدرسة النحوية” دورا هاما وفعالا في دفع الحركة العلمية في الحرم الشريف، حيث اعتبرت معهدا متخصصا لتدريس اللغة والنحو كما يدل عليها اسمها.

5. قبة يوسف:

تقوم هذه القبة بين القبة النحوية ومنبر برهان الدين في الجهة الجنوبية لصحن قبة الصخرة المشرفة. حيث تم أنشاؤها في الفترة العثمانية وذلك استنادًا الى الطابع المعماري والنقش التذكاري في واجهتها والمؤرخ سنة 1092ه. الموافق 1681 م. ويوسف المنسوبة اليه هو صلاح الدين الأيوبي (يوسف بن ايوب).

6. قبة الشيخ الخليلي:

تقوم هذه القبة في الزاوية الشمالية الغربية لصحن قبة الصخرة المشرفة. حيث تم أنشاؤها في الفترة العثمانية عام 1700م. ويتألف مبنى القبة من غرفة مستطيلة الشكل، وفي داخلها كهف أقيم فيه محراب. وقد استخدمت هذه القبة كدار للعبادة والتصوف. حيث اتخذها الشيخ الخليلي كمقر له لقراءة الأوراد (الأدعية الصوفية) والأعتكاف بها. هذا وتقوم في صحن قبة الصخرة أيضا قبة الخضر وقبة الأرواح اللتان أنشئتا في الفترة العثمانية.

وأما القباب الواقعة في ساحة الحرم الشريف فهي:

7. قبة سليمان:

تقوم هذه القبة مقابل باب العتم في الجهة الشمالية بساحة الحرم الشريف. وهي قبة مثمنة الاضلاع محمولة على أربع وعشرين عامودا رخاميا. وقد فتح في جهتها الشمالية بابا، وأقيم في جدارها القبلي محرابا. وعلى ما يبدو أن هيئتها أو شكلها لم يطرأ عليه أي تغيير جوهري يذكر. وهذه القبة بالجانب الشمالي من الحرم. ويدخل من هذا الباب (أي بابها) الى قبة مثمنة. وتتمة التثمينات مسدودة. بها أربعة وعشرون عامودا من الرخام. هذه القبة تعود الى الفترة الأيوبية.

8. قبة أو ايوان العشاق:

تقوم هذه القبة مقابل باب العتم، في الجهة الشمالية لساحة الحرم الشريف. وقد تم أنشاء هذا الايوان في عهد السلطان محمود الثاني سنة 1333 هجري. وعلى ما يبدو أن هذا المكان كان ملتقى للصوفيين والزهاد والذين عرفوا بعشاق النبي.

9. قبة موسى:

تقوم هذه القبة مقابل باب السلسلة في الجهة الغربية لساحة الحرم الشريف، حيث تم تعميرها في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 1249م. والتي عرفت في عهده باسم قبة الشجرة. ويتألف مبنى القبة من غرفة كبيرة مربعة الشكل تغطيها قبة نصف دائرية،يدخل لها من خلال بابها الواقع في جدارها الشمالي. وقد أقيم بجدارها القبلي محراب جميل المنظر.

10. قبة يوسف أغا:

تقوم هذه القبة في الجهة الجنوبية الغربية بساحة الحرم الشريف،بين المتحف الإسلامي والمسجد الأقصى المبارك. حيث تم بنائها في الفترة العثمانية في عهد السلطان محمود الرابع على يد والي القدس” يوسف أغا” وذلك حسب ما ورد في النقشين الموجودين في واجهتها. ويستخدم مبنى القبة اليوم كمكتبة أستعلامات.

منبر برهان الدين:

يقوم هذا المنبر في الجهة الجنوبية لصحن قبة الصخرة،حيث تم تعميره في الفترة المملوكية والتي تبلورت عن فكرة عمل الخير في سبيل الله. علما بأن فعل الكلمة” أسبل” بمعنى صب الماء. تم إنشائه على يدي قاضي القضاة شيخ الأسلام” برهان الدين بن جماعة الكناني” قاضي مصر والشام وخطيب الخطباء وشيخ الشيوخ. وقد استخدم هذا المنبر للخطابة والدعاء في الأعياد الإسلامية وكذلك في صلاة الاستسقاء.

ويعتبر هذا المعلم قطعة معمارية وفنية في غاية الروعة والجمال وذلك لما احتواه من عناصر معمارية وزخرفية صنعت جميعها من الرخام وخاصة اللوحات الرخامية المزينة بالزخارف الهندسية القائمة على جانبي السلم الحجري للمنبر، والتي شاعت في العمارة المملوكية.

.

أسبلة الحرم الشريف:

لما كانت الطهارة أمرا حيويا وضروريا في الأسلام، حيث ربطها سبحانه وتعالى بالعبادات مربطا وثيقا. فكان من أهم مظاهر الطهارة وجوب الوضوء قبل الصلاة. وعليه كان لا بد من توفير مصادر المياه في كل مسجد لتيسير الوضوء للمصلين. ومن هذا المنطلق فقد حرص المسلمون حرصا شديدا على توفير مصادر المياه في الحرم الشريف وذلك من خلال حفر الأبار وأنشاء الصهاريج والأسبلة في ساحة الحرم لتخزين مياه الأمطار، فضلا عن الأهتمام بأيصال المياه من مصادرها الطبيعية (مثل الينابيع المجاورة).

وقد بلغ عدد الآبار الموجودة في ساحة الحرم الشريف والتي تعود في تاريخها للفترات الإسلامية المبكرة، خمس وعشرون بئرا عذبة: ثمان منها في صحن الصخرة المشرفة وسبع عشرة في ساحة المسجد الأقصى.

وقد ظهرت كلمة” سبيل” بمعنى عين المياه وما لحقها من مصطلح معماري في الفترة المملوكية والتي تبلورت عن فكرة عمل الخير في سبيل الله،علما بأن فعل الكلمة أسبل بمعنى صب الماء.

الأسبلة الايوبية:

1. الكأس:

يقوم متوضأ الكأس أمام المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية وهو عبارة عن حوض رخامي مستدير الشكل تتوسطه نافورة تشبه الكأس. فتحت بجانبه صنابير لتدفق المياه منها الى الحوض. كما وفتحت بجانب الحوض أيضا صنابير أخرى لأخراج المياه منها وتمكين المصلين من الوضوء. هذا وقد تم أنشاء هذا المتوضأ في عهد السلطان سيف الدين أبو بكر بن أيوب سنة 1193م.

2.سبيل شعلان:

يقوم هذا السبيل أسفل الدرج الشمالي الغربي المؤدي الى صحن الصخرة المشرفة. وقد أنشأ في عهد الملك المعظم عيسى سنة 1216م.

هذا وقد تم ترميمه وتجديده في الفترة المملوكية في عهد السلطان الملك “ الأشرف برسباي” سنة 1428م.

الاسبلة المملوكية:

1. سبيل البصيري (سبيل باب الحبس):

يقوم هذا السبيل في الشمال الشرقي من باب الناظر المعروف بباب الحبس، حيث اشتهر السبيل بهذا الاسم، كما عرف بسبيل علاء الدين البصيري وسبيل باب الناظر. هذا وقد تم تجديده في عهد السلطان برسباي سنة 1463م. بأشراف نائب السلطنة الشريفة وناظر الحرمين الشريفين.

2. سبيل قايتباي:

يعتبر سبيل قايتباي من أهم اسبلة الحرم الشريف والقدس خاصة وفلسطين وبلاد الشام عامة. ذلك أنه النموذج الوحيد والفريد من نوعه في المنطقة والتي عرفت بالأسبلة القايتبائية. يقوم هذا السبيل مقابل مكتبة الأقصى في الجهة الغربية لساحة الحرم الشريف حيث بني فوق نبع ماء عامر حتى يومنا هذا. ويتألف مبنى السبيل من غرفة قوامها أربع واجهات معمارية تعلوها قبة حجرية كروية أقيمت على مثلثات شكلت رقبة حجرية مضلعة. وقد فتح في واجهاته الثلاث شبابيك مستطيلة الشكل، أما الواجهة الشرقية فقد فتح فيها بابا للسبيل. وقد زخرفت القبة من الداخل والخارج بزخارف نباتية نافرة جاءت في غاية الجمال. وقد اشتهر هذا النمط من القباب في مصر في الفترة المملوكية البرجية.

.

الأسبلة العثمانية:

1. سبيل قاسم باشا: يقوم هذا السبيل الى الجنوب من سبيل قايتباي بالقرب من باب السلسلة. وقد تم أنشاؤه في عهد السلطان سليمان القانوني بأشراف والي القدس قاسم باشا وذلك في سنة 1527م. والى الشمال من هذا السبيل تقوم بركة مربعة الشكل يتوسطها نافورة محاطة بدرابزين حديدي وتسمى” بركة النارنج”وتعود في تاريخ تأسيسها الى الفترة المملوكية. ولكن جرت عليها ترميمات عديدة في الفترة العثمانية وكذلك على يد المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1922م.

2. سبيل السلطان سليمان: ويقوم هذا السبيل في الجهة الشمالية من ساحة الحرم الشريف بالقرب من باب العتم،والذي عرف أيضا”بسبيل باب العتم”. حيث تم أنشاؤه سنة 943 هجرية وفق ما جاء في النقش التذكاري على واجهته.

3. سبيل البديري: يقوم هذا السبيل في الجهة الغربية لساحة الحرم الشريف. وقد تم أنشاؤه في عهد السلطان محمود الأول بأشراف السلطان محمود الأول وبأشراف مصطفى أغا قائمقام القدس سنة 1740م.

8. سبيل حطة: يقوم هذا السبيل على يسار الداخل من باب حطة الى الحرم الشريف، وهو بسيط التكوين ويعود أنشائه الى الفترة العثمانية.

9. سبيل باب المغاربة: وهو من الأسبلة غير المعروفة الاسم. هذا السبيل الذي يقوم مقابل باب المغاربة والذي يعود في تاريخ أنشائه للفترة العثمانية.

المسجد الأقصى المبارك:

كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديما على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشئأت أهمها قبة الصخرة المشرفة. ينسب معظم المؤرخين المسلمين بناء المسجد الأقصى الى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان سنة 709م. ويختلف بناء المسجد الحالي عن بناء الأمويين اختلافا كبيرا. فقد بني المسجد بعد ذلك ورمم عدة مرات. ففي أواخر الحكم الأموي حدث زلزال سقط بسببه شرقي المسجد وغربيه. وقد جرت أعادة بناء المسجد زمن الخليفة العباسي المنصور. وفي سنة 774 م. وقع البناء الذي أقامه المنصور بسبب زلزال اخر، فأمر الخليفة المهدي بأعادة بنائه. وبني المسجد هذه المرة بعناية كبيرة وأنفق عليه أموالا طائلة. وكان يتكون من رواق أوسط كبير يقوم على أعمدة رخام وتكتنفه من كل جانب سبعة أروقة موازية له وأقل منه ارتفاعًا. وفي سنة 1033 م. خرب المسجد الأقصى خرابا كبيرا بسبب زلزال اخر فعمره الخليفة الفاطمي “=”الظاهر” وضيقه من الشرق والغرب بحذف أربعة أروقة من كل جانب. والأبواب السبعة في شمال المسجد اليوم هي من صنع الخليفة الظاهر. وعندما احتل الصليبيون القدس، غيروا معالم المسجد فاتخذوا جانبا منه كنيسة وجانبا أخر مسكنا لفرسان الأسبتارية (المستشفى). ولما حرر صلاح الدين القدس أمر بإصلاح المسجد الأقصى وإعادة البناء الى ما كان عليه قبل الاحتلال الصليبي. وجدد صلاح الدين محراب المسجد وغطاه بالفسيفساء، وأتى بالمنبر الرائع الذي امر “نور الدين محمود زنكي” بصنعه في حلب خصيصا للمسجد الأقصى. وقد أجرى السلاطين المماليك ثم العثمانيون اصلاحات وتعميرات كثيرة في المسجد الأقصى، ولكن شكله العام لم يتغير منذ عهد الأيوبيين. وفي القرن العشرين جرت عمليات تعمير واسعة في المسجد. تمت واحدة منها سنة 1925 واستهدفت تدعيم القبة والبناء بصورة عامة. وأخرى بين السنوات 1938 – 1943 هدم فيها الرواق الشرقي وأعيد بناؤه وقد تم ذلك بأشراف المسجد الإسلامي الأعلى.

يبلغ طول المسجد الأقصى من الداخل 80 م. وعرضه 55م. وفي المسجد سبعة أروقة رواق أوسط وثلاثة أروقة من جهة الشرق وثلاثة من جهة الغرب. ترتفع على 53 عامودا من الرخام و49 سارية. وفي صدر المسجد القبة. وللمسجد أحد عشر بابا، سبعة منها في الشمال وواحد في الشرق وأثنان في الغرب وواحد في الجنوب. أما سقف المسجد الأقصى فهو عبارة عن جملون مصفح بألواح الرصاص وينتهي من الجنوب بقبة عظيمة الهيئة والمنظر، كروية الشكل تقوم على أربع دعامات حجرية تعلوها أربعة عقود حجرية، نتج عنها أربعة مثلثات ركنية لتكون بمثابة القاعدة التي تحمل رقبة القبة. والقبة نفسها زينت من الداخل بالزخارف الفسيفسائية البديعة وأما من الخارج فقد تم تغطيتها بصفائح النحاس المطلية بالذهب، ولكنها استبدلت حديثا بألواح من الرصاص، وذلك للزوم أعمال الترميم التي تمت على يدي لجنة أعمار قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك.

حريق المسجد الأقصى: (1969)

بتاريخ 21.8.1969 تم أحراق المسجد الأقصى بطريقة لا يمكن للسلطان الاسرائيلية أن تكون بعيدة عنها. فقد قامت هذه السلطات بقطع المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق. وحاولت منع المواطنين العرب وسيارات الاطفاء التي هربت من البلديات العربية من القيام بأطفائه. وكاد الحريق يأتي على قبة المسجد لولا استماتة المواطنين العرب. فقد اندفع هؤلاء مسلموهم ومسيحيهم عبر النطاق الذي ضربته قوات الشرطة الاسرائيلية وتمكنوا من أطفاء الحريق. ومع هذا أتى على منبر صلاح الدين، واشتعلت النار في سطحه الجنوبي وأتت على سقف ثلاثة أروقة من هذا القسم. وادعت الحكومة الاسرائيلية أن تماسا كهربائية كان السبب في الحريق. ولكن تقارير المهندسين العرب أوضح بجلاء ان الحريق تم بفعل أيد مجرمة مع سبق الإصرار. الأمر الذي اضطر الحكومة الاسرائيلية الى الادعاء بأن شابا أستراليا يدعى دينيس مايكل روهان ويبلغ من العمر 28عاما هو الذي ارتكب الجريمة. ولم يمض وقت طويل حتى أعلنت السلطات الاسرائيلية أن دينيس هذا معتوه وأطلقت سراحه. بتاريخ 15.9.1969 أصدر مجلس الأمن قرارا رقمه 271 يقضي: بإدانة اسرائيل لتدنيسها المسجد الأقصى ويدعوها الى ألغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس. وجاء في مقدمة القرار: “أن مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق ويدرك الخسارة الكبيرة التي لحقت بالثقافة الانسانية”. لقد كان حريق المسجد الأقصى المبارك كارثة حقيقية، ليس على المستوى الديني فحسب، وانما أيضا على المستوى الفني والأثري. اذ ان الخسائر التي ألحقها الحريق بالمسجد، قد دمرت أبداعا حضاريا صنعته يد الأنسان خلال عقود طويلة من الزمن. وعلى أثر الحادث المؤسف الذي حل بالمسجد الأقصى المبارك قامت لجنة أعمار المسجد الأقصى بإصدار بيان خاص بالأضرار التي نتجت عن الحريق فضلا عن المنبر الذي التهمته النيران. وقد جاء في التقرير:

1) أ. تبين ان السقف الخشبي للجزء الجنوبي الشرقي من المسجد قد احترق كليا ويجب إزالة بقايا العوارض الخشبية التي كانت تحمله لأنها آيلة للسقوط.

ب. تبين ان أعمدة هذا الجزء لم تتأثر بالحريق وهي بالتالي لا تشكل خطرا في وضعها الحالي.

2) القوس الجنوبي القائم مقابل المحراب والحامل للجزء الجنوبي من قبة المسجد:

أ. تبين ان الحجارة المكونة للقوس وخاصة في قسمه الأعلى قد تأثرت بالحريق، وقد بدأ الوجه الجنوبي منها بالتفتت نتيجة للحرارة التي تعرضت لها.

ب. يجب استبدال الحجارة عند أجراء الإصلاحات.

ج. تبين ان العامودين اللذين يرتكز عليهما هذا القوس قد تأثرا بالحريق وبدرجات متفاوتة.

3) حائط المنبر: تبين ان هذا الحائط تضرر من الحريق.

4) قبة المسجد:

أ. نظرًا لارتفاع القبة الخرسانية فقد تبين أن الحريق لم يؤثر عليها لدرجة تدعو للقلق من الوجهة الإنشائية.

ب. قاعدة القبة الحجرية المستديرة تعرضت للنيران في الجزء الاسفل الشرقي.

ج. تبين ان النيران أثرت على الكسوة الخشبية الداخلية للقبة بحيث سبب في تلفها.

5) السقف عند المحراب:

تبين بأن الكسوة الخشبية لهذا السقف قد تعرضت للنيران مما سبب في تلفها.

.

أبواب الحرم القدسي الشريف المفتوحة:

1. باب الأسباط:

وهو من ابواب الحرم الشريف القديمة، فقد أشير اليه في المصادر التاريخية المبكرة التي ذكرناها سابقا. وأما الباب الحالي الذي يقوم اليوم فقد أعيد بناؤه في الفترة الايوبية سنة 1213م.، أثناء بناء الرواق الشمالي. كما تم تجديده في الفترة المملوكية.

2. باب حطة:

وهو أيضا من أبواب الحرم الشريف القديمة. فقد تم ذكره عند أبن الفقيه والمقدسي. ولكن بناؤه الحالي يعود للفترة الأيوبية حيث تم تجديده سنة 1220م. وذلك حسب النقش التذكاري الذي كان موجودا فيه.

3. باب العتم:

ويعرف هذا الباب أيضا بعدة تسميات أخرى وهي” باب شرف الأنبياء” وباب الدوادارية وباب فيصل. وقد تم تجديد بنائه في الفترة الايوبية سنة 1213م.

وأما الأبواب الواقعة في الجهة الغربية فهي كما يلي:

4. باب الغوانمة:

ويعرف أيضا باسم باب درج الغوانمة وباب الخليل ويعود تاريخ بنائه الحالي للفترة المملوكية، حيث تم تجديده سنة 1307 م.

5. باب الناظر:

وفد عرف هذا الباب باسم” باب رباط المنصوري”، وفي الفترة العثمانية “بباب الحبس” وفي الفترة الحديثة “باب المجلس” لوجوده بجوار مبنى المجلس الإسلامي الأعلى. وقد تم تجديده في الفترة المملوكية.

6. باب الحديد:

وقد عرف أيضا “بباب أرجون” نسبة للامير ارجون الكاملي الذي قام بإعادة بنائه في القرن الرابع عشر. ومعنى كلمة أرغون بالتركية = الحديد.

7. باب القطانين:

يعتبر هذا الباب من أكبر أبواب الحرم الشريف. حيث قام بأنشائه السلطان الناصر محمد بن قلاوون.

8. باب المطهرة:

وقد عرف هذا الباب أيضا باسم” باب السقاية” نسبة للسقاية أو المتوضأ التي أقيمت في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك العادل. كما وعرف هذا الباب بباب المتوضأ.

9. بابي السلسلة والسكينة:

يعتبر هذان اليابان من أبواب الحرم القديمة. وقد أطلق عليه على ما يبدو في الفترة المملوكية اسما غريبا وهو باب السحرة.

10. باب المغاربة:

وقد عرف هذا الباب باسم باب حارة المغاربة “وباب البراق” وباب النبي.

هذا وقد أعيد البناء الحالي لهذا الباب في الفترة المملوكية في عهد السلطان الناصر بن قلاوون.

.

الأبواب المغلقة:

يقوم في السور الجنوبي للحرم ثلاثة أبواب مغلقة والتي تم أغلاقها على ما يبدو منذ الفتح الصلاحي وذلك لحماية أمن الحرم الشريف من غزوات الصليبيين وهي: الباب المنفرد، الباب الثلاثي، الباب المزدوج.

اما الأبواب المغلقة في الجهة الغربية فهما اثنان: الباب الذهبي وباب الجنائز.

ويعتبر الباب الذهبي من أقدم أبواب الحرم الشريف واضخمها عمارة قوامه واجهتين معماريتين لرواقين أقيمت على أعمدة رخامية. وقد عرفت الواجهة الخارجية المطلة الى جهة الشرق باسم” باب التوبة”، والواجهة المطلة الى الغرب على ساحة الحرم “بباب الرحمة”.

.

الأقصى القديم:

أن ما اصطلح عليه بالأقصى القديم خطأ هو عبارة عن الباب المزدوج (باب النبي) والذي يتالف من الرواقين القائمين أسفل بناء المسجد الأقصى والممتدان من الجنوب الى الشمال حيث ينتهي الرواق الغربي منها بجدار مغلق. وأما الرواق الشرقي فينتهي بالسلم الحجري الذي يتوصل من خلاله الى ساحة الحرم الشريف. وعليه فأن ما يعرف بالأقصى القديم ما هو ألا باب من الأبواب الرئيسية التي أنشأها الأمويون في الجهة الجنوبية للحرم الشريف، ليوصل ما بين دار الأمارة الأموية وبين المسجد الأقصى.

.

المتحف الإسلامي:

قام بتأسيه المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1923م. حيث كان مقره في بادئ الأمر في مبنى الرباط المنصوري. وفي سنة 1929م. تم نقله الى مقره الحالي بجامع المغاربة الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية للحرم الشريف. ويحتوي المتحف على الكثير من نوادر التحف الإسلامية المختلفة والتي تعكس معظم الفنون التطبيقية التي سادت عبر التاريخ الإسلامي.

فهناك مخطوطات المصاحف النادرة والتي يقدر عددها بحوالي 650 مصحفا مخطوطا، فضلا عن الوثائق المملوكية التي زاد عددها عن 900 وثيقة. وهنالك أيضا العديد من مجموعات الفنون التطبيقية الأخرى، والتي اشتملت على مجموعات من روائع القطع الفنية الإسلامية مثل: الخزف والفخار والزجاج والنقوش الحجرية، أضافة الى مجموعات من العملة الإسلامية المهمة.

باب النبي داوود (باب صهيون)

سقوط القدس القديمة:

(حزيران 1967):

الاثنين 5.6.1967:

في الساعة 11:30 من صباح هذا اليوم فتح اليهود النار على منطقة القدس العربية. وفي الحال قذفت القوات الأردنية نيرانها على مراكز العدو. وعلى أثر قيام اليهود بهجوم واسع اشتبكت القوات الأردنية مع القوات الاسرائيلية جنوبي القدس.

الثلاثاء 6.6.1967:

استخدم اليهود في هجومهم الواسع الدبابات والأليات المصفحة والمدفعية الثقيلة والطائرات القاذفة. وجرى قتال شرس في الشوارع وبالسلاح الأبيض.

تمكنت القوات الاسرائيلية من الاستيلاء على التلال جنوبي القدس.

وأن قوات اخرى أخذت تتم تطويق المدينة من الشمال. وفي هذا اليوم صب اليهود قنابل الموتر على الحرم الشريف، فأصيبت قبابه ومساجده وأرضه في أكثر من عشرين موقعا. كما دمرت قبة كنيسة القديسة حنة للأباء البيض عند باب الاسباط.

الأربعاء 7.6.1967:

اخذ اليهود بمهاجمة القدس بالمدافع والقنابل. وأخذت القوات الأردنية مع المهاجمين من سكان المدينة تقاتل ببسالة وضراوة في كل شبر من القدس. وبعد ان أحتل اليهود في صباح هذا اليوم جبل الزيتون (الطور)

أخذوا يقذفون منه قبة الصخرة بالمدافع القوسية (المورتر).

سقط قطاع القدس العربي قبل الظهر بيد القوات الاسرائيلية. وبقي الأردنيون يقصفون القدس المحتلة في الصباح من مواقعهم في المدينة القديمة. ألا ان المقاومة لم تدم سوى بضع ساعات. ويقول شهود عيان أن جثث العرب كانت ملقاة في شوارع البلدة القديمة وقرب حائط المبكى عندما كان الجنود الاسرائيليون قد وصلوا بعد الظهر للصلاة عند حائط المبكى. ويبدو أن نقطة التحول في معركة القدس كانت في تمكن الاسرائيليون من الوصول الى جبل المشارف: Scopus (הר הצופים)

وبعد ساعات قليلة من احتلال القوات الاسرائيلية لمدينة القدس وصل الجنرال “وشي ديان” برفقة زعماء من اليهود الى حائط البراق (المبكى) وقال الجنرال عند الحائط: “لقد رجعنا ولن نتخلى عن القدس”.

وقد دمرت القنابل مئات من العقارات السكنية والتجارية خارج السور وداخله، كما أحرقت عشرات المخازن خارج السور. وألحقت أضرارا فادحة

بعدد من الكنائس والجوامع والمستشفيات مثل: كنيسة القديسة حنة وكنيسة كلية شميدت خارج باب العامود والمسجدالأقصى ومئذنة باب الاسباط ومستشفى “أوغوستا فكتوريا” على جبل الزيتون وكان مكتظا بالجرحى والمرضى.

الاحد 11.6.1967:

بدأت اليوم أي بعد ستة أيام فقط من الاحتلال، سلسلة من أعمال الهدم والنسف لأملاك عربية داخل السور وخارجه. وفي أقل من أسبوع أزيل الوجود العربي في المدينة بالشكل التالي:

أ. 130 دارا في حي المغاربة يسكنها 650 شخصا.

ب. مسجدان في حي المغاربة.

ج. مصنع البلاستيك قرب حي الأرمن داخل السور يعمل فيه 200 عامل وعاملة.

د. ما يقارب من 200 منزل ومخزن في المناطق المختلفة.

الاثنين 12.7.1971:

دخل الحرم 15طالبا يهوديا عنوة وراحوا يصلون في داخله. ولما طلب أليهم مغادرة الحرم رفضوا بحجة انه كان هناك يقوم هيكل بني اسرائيل. ولم يغادروا المكان ألا بالقوة. ومع ذلك لم يعتقل أي واحد منهم ولم يقدم للمحاكم.

وقال المطران ثيودوروس للروم الأرثوذكس:

أن يهوديا دخل كنيسة القيامة وشوه بعض الأيقونات ورسم السيد المسيح، ولما اشتكى عليه للسلطات الاسرائيلية، ادعت تلك السلطات ان الفاعل مجنون. ومما قاله المطران: ان الفتية والفتيات اليهوديات يدخلن الكنائس والمساجد فيرقصن ويتحرك كأنهن في ملهى أو حانة من الحانات.

.

المصادر:

1. هيئة الموسوعة الفلسطينية؛ الموسوعة الفلسطينية. الجزء الرابع، دمشق 1984.

2. مصطفى مراد الدباغ؛ بلادنا فلسطين. الجزء التاسع، كفر قرع 2002.

3. عارف العارف؛ المفصل في تاريخ القدس. 1961.

4. د. عاطف أنيس عبود؛ على خطى المسيح: دليل الأراضي المقدسة. تموز 2013 شفاعمرو.

5. Giovanni Magi ; JERUSALEM. دليل سياحي عن القدس

6. فلسطين: الأراضي المقدسة، الدليل السياحي لأهم المواقع السياحية والتاريخ. دار الأعلام للنشر والتوزيع، نابلس 2021

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار