يصفُ تقريرٌ تنشره منظمة بتسيلم كيف تطوَّر في إسرائيل “نظام إبادة جماعية يعمل على تدمير وإبادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة”. وتنشر منظمة أطباء لحقوق الإنسان تحليلًا قانونيًا، من الناحية الطبية، يوثق الإبادة المتعمَّدة والمنهجية للجهاز الصحي في قطاع غزة.
تدعو المنظمتان الإسرائيليتان الإسرائيليين والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية، بكل الوسائل المتاحة بموجب القانون الدولي.
يعرض التقرير معطيات، إفادات ومعلومات ترسم صورة قاسية لسياسة متعمَّدة موجَّهَة لتدمير المجتمع تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، إلى جانب التحريض السافر على الإبادة الجماعيّة من جانب قادة مسؤولين، في الجيش وفي المجتمع الإسرائيلي. وتحذّر “بتسيلم” من أنَّ إسرائيل قد بدأت، فعليًا، بنسخ أنماط التدمير والإبادة، التي يجري تطبيقها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى الضفة الغربية أيضًا وإنْ على نطاق أضيق، وأنَّ هناك خطرًا حقيقيًا لامتداد الإبادة الجماعية وانتقالها إلى خارج قطاع غزة.
“لا شيء يهيّئك لإدراك حقيقة أنك جزءٌ من مجتمع ينفّذ إبادة جماعيّة. إنها لحظة صعبة جدًا بالنسبة لنا. ولكن، كإسرائيليين وفلسطينيين نعيش هنا وننكشف يوميًا على الإفادات والواقع – من واجبنا أن نقول الحقيقة بأوضح صورة ممكنة: إسرائيل ترتكب إبادة جماعيّة بحق الفلسطينيين”، تقول يولي نوفاك، المديرة العامة لمنظمة بتسيلم. “ثمة سياق للإبادة الجماعيّة التي ننفذها. بعد عقود من الفصل وتجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية، ولّدت فظائع 7 من تشرين الأول قلقًا وجوديًا عميقًا بين الإسرائيليين. وتقوم الحكومة اليمينية المتطرفة ذات النزعة الدينية المجيئية باستغلال هذه المشاعر للدفع قُدُمًا بأجندة الإبادة والتهجير. أصبحت حياة جميع الفلسطينيين، من النهر إلى البحر، مستباحة. بالإمكان تجويعهم وقتلهم وتهجيرهم من مكان إلى آخر. والوضع يزداد سوءًا باستمرار. على العالم أن يوقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل الآن”.
يعرض تقرير منظمة أطباء لحقوق الإنسان، تحليلًا قانونيًا طبيًا شاملًا للهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ويخلص إلى استنتاج بأنّ هذا الهجوم يستوفي معايير تعريف الإبادة الجماعية، وفقًا لاتفاقية الإبادة الجماعيّة التي وقعت عليها إسرائيل. كما تدعو منظمة أطباء لحقوق الإنسان، أيضًا، هيئات الصحة والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى التحرك بشكل عاجل حيال الكارثة الإنسانية الخطيرة التي تتطلب ردًا فوريًا وتضامنًا عالميًا.
“تشير الأدلة إلى تفكيك متعمَّد ومنهجي للجهاز الصحي في قطاع غزة ولغيره من المنظومات الحيوية لبقاء السكان، بما في ذلك الهجمات المباشرة على المستشفيات، عرقلة المساعدات الطبية وعمليات الإجلاء الطبي، إضافة إلى قتل واعتقال أعضاء الطواقم الطبية”، حسبما ورد في تقرير أطباء لحقوق الإنسان. “ليس الحديث هنا عن أضرار جانبية للحرب، بل عن سياسة متعمَّدة غايتها هي المس بالسكان الفلسطينيين كمجموعة”.



