ان وحدة الفلسطينيين هي قوة لهم في مواجهة التحديات والمؤامرات
الناجون في القطاع يعودون وسط دمار هائل وانتشال للجثامين التي طمرت تحت الأنقاض .
وبعد ان توقفت حرب الإبادة ظهر وسيظهر لاحقا مدى الكم الهائل من الهمجية والعدوانية التي عومل بها اهل القطاع .
نحن سعداء بوقف حرب الإبادة ولكننا في نفس الوقت لا نثق بالاحتلال وسياساته الغدارة وهو الذي لا يحترم المواثيق والاتفاقيات سواء الموقعة او غيرها .
وهو مدعوم من الإدارة الامريكية حيث سيأتي ترامب يوم الاثنين الى مدينة القدس حيث سيتحدث في الكنيست الإسرائيلي ولكي يؤكد دعمه المطلق لإسرائيل .
ان الإدارة الامريكية الحالية ومن سبقها كانوا شركاء في الجرائم المرتكبة بحق شعبنا فهم يتغنون بحقوق الانسان لا بل وبحقوق الحيوان ولكنهم يتجاهلون المظالم التي تعرض لها شعبنا خلال عشرات السنين المنصرمة .
يجب ان يعرف القابع في البيت الأبيض بأن القضية الفلسطينية هي قضية حية لشعب حي وكل انسان عنده قيم أخلاقية او إنسانية يجب ان يدافع عن هذا الشعب المظلوم ويسعى لحل القضية الفلسطينية حلا عادلا .
ترامب يتجاهل الحقوق الفلسطينية فكيف يمكن له ان يصنع سلاما بتجاهل وجود شعب مظلوم ويجب ان تزول عنه هذه المظالم .
نحن مع السلام ونرفض الحروب وآلة الإرهاب والموت والدمار ولكن السلام الحقيقي هو الذي يكون ضامنا لحرية الانسان وكرامته وحقه في ان يعيش بحرية وامن وامان.
الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية والاقتحامات المستمرة والمتواصلة لا توحي اننا قريبين من مرحلة سلام حقيقي ، كما ان هنالك تخوفات من عودة الحرب مجددا في القطاع وهذا ما يقوله بعض المحللين المختصين وان كنت أتمنى ان نبقى في حالة التفاؤل فنحن بحاجة الى ان نكون متفائلين ولو كان هذا من الناحية النفسية ولكن دون ان نتناسى اننا امام احتلال لا يحترم المعاهدات والاتفاقيات.
منذ اتفاقية أوسلو وحتى اليوم لم تحترم إسرائيل اية اتفاقية وقد ازدادت المستوطنات والاقتحامات والتعديات على الفلسطينيين في الضفة الغربية كما وفي القدس .
من يريد السلام عليه ان يقول لإسرائيل وبصريح العبارة بأنك يجب ان تتوقفي عن سياساتك القمعية الاحتلالية الظالمة بحق الشعب الفلسطيني .
من يريد السلام يجب ان يقول لإسرائيل كلاما واضحا وليس كلاما دبلوماسيا بأنها يجب ان توقف تآمرها على الشعب الفلسطيني واعتداءاتها المستمرة والمتواصلة.
اعان الله أهلنا في غزة وهم يحاولون لملمة جراحهم والعودة الى منازلهم المدمرة لكي يعيشوا مؤقتا بين الركام ريثما تتم إعادة الاعمار ولكن الأهم من هذا هو وصول المعونات والاغاثات الغذائية والطبية الضرورية لاهل القطاع المنكوبين والمكلومين .
كم نحن بحاجة للسلام في هذه الأرض وكلنا نعرف من الذي يعرقل السلام انها إسرائيل التي تعتقد بأن السلام يأتي من خلال شطب وجود فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية وانهاء حق الفلسطينيين في أن يعيشوا أحرارا في وطنهم .
وعلى الفلسطينيين جميعا ومن كل الأحزاب والفصائل ان يكونوا اكثر وعيا وحنكة ورصانة وإدراكا للمخاطر المحدقة وان يعملوا من اجل توحيد الصفوف لان وحدة الفلسطينيين هي قوة لهم في مواجهة التحديات .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 11/10/2025