أضاءت شاشات عملاقة الميادين والشوارع في مختلف محافظات مصر والتف ملايين حول أجهزة التلفزيون في ليلة ربما لن ينساها المصريون لعقود قادمة لمتابعة افتتاح أكبر متحف في العالم للحضارة المصرية القديمة والذي استغرق بناؤه نحو 20 عاما.
وأعلنت السلطات المصرية يوم السبت إجازة رسمية بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير المقام بجوار أهرامات الجيزة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن 79 وفدا رسميا من بينهم 39 وفدا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات جاءوا للمشاركة في حفل الافتتاح.
وضعت مصر حجر أساس المشروع في 2002 لتبدأ أعمال التمهيد والتأسيس في 2005 لكن المشروع الضخم المقام على مساحة نحو 500 ألف متر مربع ويتسع لأكثر من 100 ألف قطعة أثرية تعرض لعقبات تمويلية وتأثر بالأحداث السياسية بعد الانتفاضة الشعبية في 2011 حتى استغرق اكتماله فترة زمنية أطول مما خطط له سلفا.
وتعد المجموعة الضخمة من كنوز الملك توت عنخ آمون من أكثر عوامل الجذب السياحي للمتحف حيث تعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، بما في ذلك القناع الذهبي الذي دُفن به الملك الشاب، وكرسي الحكم، والتابوت، وآلاف القطع الأخرى.
وينتصب في بهو المتحف تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني كان قائما لعقود من الزمن في ميدان بوسط القاهرة.
كما يشمل المتحف مركز ترميم وصيانة للآثار، يعد من أكبر المراكز العالمية المتخصصة في هذا المجال، أقيم على مساحة 32 ألف متر مربع.
ووقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقرينته في باحة المتحف يوم السبت ليستقبلا ملوك ورؤساء الدول العربية والأجنبية الحاضرة قبل التقاط صورة تذكارية تخلد هذه المناسبة ليبدأ بعدها حفل الافتتاح الرسمي المذاع على الهواء مباشرة عبر معظم وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وقال السيسي في بداية الحفل “اليوم ونحن نحتفل معا بافتتاح المتحف المصري الكبير، نكتب فصلا جديدا من تاريخ الحاضر والمستقبل.. فهذا أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة”.
وأضاف “هذا الصرح العظيم ليس مجرد مكانا لحفظ الآثار النفيسة، بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري الذي شيد الأهرام ونقش على الجدران سيرة الخلود”.
وتوجه في ختام كلمته بالحديث إلى الضيوف الحاضرين قائلا “أدعوكم إلى أن تجعلوا من هذا المتحف منبرا للحوار، ومقصدا للمعرفة، وملتقى للإنسانية، ومنارة لكل من يحب الحياة ويؤمن بقيمة الإنسان”.
الجذب السياحي
تأمل مصر أن يحقق المتحف طفرة في قطاع السياحة الذي يعد أحد روافد العملة الأجنبية إلى جانب قناة السويس وتحويلات العاملين المصريين في الخارج. ويتوقع المسؤولون أن يرفع المتحف وحده عدد زائري البلاد بما يصل إلى سبعة ملايين سنويا بعد افتتاحه، وهو ما يرفع بدوره إجمالي عدد الزائرين إلى نحو 30 مليونا بحلول 2030.
وقال رجل الأعمال حسن علام رئيس مجلس إدارة شركة حسن علام القابضة التي تدير الخدمات بالمتحف عبر شركتها التابعة (ليجاسي للإدارة والتنمية) في مؤتمر صحفي في وقت سابق من يوم السبت “خلال العام الماضي بلغ عدد الزائرين للمتحف ما بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف زائر في اليوم، ومنتظرين أن نصل إلى 15 ألفا فما فوق بعد الافتتاح الرسمي”.
وكان التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية بالمتحف بدأ في أكتوبر تشرين الأول 2024 قبل أن يغلق أبوابه مؤقتا في منتصف أكتوبر تشرين الأول 2025 استعدادا للافتتاح الرسمي.
وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في المؤتمر الصحفي “كلنا بيدور في خيالنا وكلنا بنحلم أن هذا المشروع هل فعلا هيتحقق هل كلنا هنشوفه فعلا موضع التنفيذ”، ووصف المتحف بأنه صرح عالمي “يُقدم من مصر كهدية لكل العالم، من دولة يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف عام”.



