وصف المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاغوبال، جرائم الاحتلال في قطاع غزة بأنها مجزرة مساكن، مؤكّدًا أن استمرار هدم المنازل في القطاع “بأعذار واهية يشكّل جزءًا من جريمة الإبادة الجماعية”.

وقال راجاغوبال إن إسرائيل “تواصل عمليات الهدم حتى خلال فترة وقف إطلاق النار”، معتبرا أن الهدنة “باتت مجرد حبر على ورق”، إذ “لا تزال القوات الإسرائيلية تمارس القتل، وهدم المنازل، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي”.

وأشار إلى أن أيًّا من بنود الهدنة لم يُنفّذ فعليًا، مضيفًا: “كان ينبغي وجود جهة دولية تراقب الانتهاكات وتحاسب الأطراف في حال خرقها، لكن الوضع الحالي لا يختلف كثيرًا عمّا كان عليه قبل توقيع الهدنة، باستثناء توقف الغارات الجوية واسعة النطاق”.

وفي السياق، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إن المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها “لا تتجاوز 200 شاحنة يوميًا من أصل 600 متفق عليها”، واصفًا ذلك بأنه “دليل على استمرار سياسة التجويع المتعمّد”.

وقال المقرّر الأممي إنّ إسرائيل تبرير عمليات الهدم بالادعاء أنها “أهداف عسكرية”، مضيفًا أن السلطات الإسرائيلية “تفشل في معظم الحالات في تقديم أي دليل على ذلك”، وأن عمليات الهدم “تتم على نطاق واسع وعشوائي”.

ووصف راجاغوبال تلك الممارسات بأنها “انتهاك جسيم لقوانين الحرب وجريمة ضد الإنسانية”، مضيفًا: “استمرار تدمير المساكن جزء من فعل يشبه الإبادة الجماعية… إنه وضع مأساوي”.

وأوضح أن عمليات الهدم غالبًا ما تُنفّذ “بعد أن تفرض القوات الإسرائيلية سيطرتها الكاملة على المناطق”، مشيرًا إلى أن القوات “تدخل الأحياء، وتزرع المتفجرات، ثم تدمر المنازل”، معتبرا أن هذه الأعمال “ليست مرتبطة بالاشتباكات، بل أعمال انتقامية غير مشروعة تُعدّ خرقًا للقانون الدولي”.

وأكد راجاغوبال أن “مجزرة المساكن” يجب اعتباره “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”، لافتًا إلى أن أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية باتت من دون مأوى مناسب.

وعن أوضاع النازحين، قال المقرّر الأممي إن الخيام المتوفرة قديمة وغير صالحة للسكن، وإن العديد منها غارق تحت المياه بعمق يصل إلى 60 سنتيمترًا، ما يجعل الأطفال والنساء وكبار السن عرضة لأخطار كبيرة، مشيرًا إلى تفشّي الأمراض، بما فيها تلك المرتبطة بتلوث المياه.

وأشار إلى أن إسرائيل لم تسمح بدخول العدد الكافي من الخيام والمساكن المتنقلة رغم وجود شاحنات مساعدات جاهزة على المعابر.

وختم راجاغوبال بالقول إن إبقاء السكان “في حالة نزوح دائم” يُعدّ “جزءًا من استراتيجية عدم الاستقرار التي تنتهجها إسرائيل لترسيخ سيطرتها على غزة”، معتبرًا أن استمرار هذا الوضع أمر مؤسف للغاية.