صدور: «الـمنظومة الـمرعيَّه في أحرف العربيَّة»
للشَّاعر العَروضيِّ محمود مرعي
صدر هٰذا الأسبوع كتاب “المنظومة المرعيَّه في أحرف العربيَّه” للشَّاعر العَروضيِّ محمود مرعي، وهو عبارة عن منظومة مطوَّلة 140 بيتًا في أحرف اللُّغة العربيَّة، مع بيان مخارج الحروف، وقالت الدُّكتورة هيفاء مجادلة في تقديمها للكتاب:
«اللّغة العربيّة واحدة من أغنى اللّغات، تنماز بثراء مفرداتها وأصواتها، تضمّ 29 حرفًا (يشمل الهمزة) يتميّز كلّ منها بصوته الفريد، وموقع نُطقه الخاصّ. تتنوّع هٰذِهِ الحروف بين المفخّمة والمرقّقة، وبين الأصوات الجَهْريّة والهمسيّة، مِمَّا يمنح عربيّتنا طيفًا صوتيًّا واسعًا يُعبّر عن مختلف الأحاسيس والمواقف.
من خصائص اللّغة العربيّة أنّها لغة موسيقيّة بطبيعتها، حيث إنّ إيقاع الحروف والكلمات والعبارات يمكن أن يكون نغمًا متراقصًا. وللحرف العربيّ خصائص تدلّ على السّليقة الشّاعرة في اللّغة العربيّة. حَتّٰى إنّ عبَّاس محمود العقّاد يرى في كتابه، اللّغة الشّاعرة، أنّه لا توجد لغة تبلغ مبلغ العربيّة في الوفاء بالمخارج الصّوتيّة على تقسيماتها الموسيقيّة.
تكمن الشّاعريّة في أبجديّة العربيّة وفي تقسيم حروفها، فهي لغة إنسانيّة ناطقة تستخدم جهاز النّطق الحيّ استخدامًا يقود إلى الانجذاب في الإيقاع الموسيقيّ. هٰذِهِ الطّبيعة الموسيقيّة تُحفّز على توظيف الشّعر والأناشيد التّربويّة في تعليم الحروف. ولا شكّ أنّ اعتماد البيداغوجيا القائمة على الشّعر والألحان في التّعليم يمكن أن يساعد المتعلّمين على تذكّر الحروف ونُطقها بشكل صحيح، وَذٰلِكَ لأنَّ الشّعر والإيقاع يسهّلان عمليّة الحفظ، ويجعلان التّعلّم أكثر مُتعة وجاذبيّة وتشويقًا، وهو ما ينسجم مع متطلّبات التّعليم في القرن الحادي والعشرين.
يأتي كتاب المنظومة المرعيَّهْ في أحرف العربيّهْ ثمرة إبداع للشّاعر العَروضيّ محمود مرعي. وفيه يتنقّل بين حروف العربيّة بنَظْمٍ اختار له أن يسير على أكثر الأوزان الشّعريّة سلاسة، وهو بحر المتدارك الَّذي يتميّز بإيقاع موسيقيّ سَلِس ومتناغم، ممّا يُسهّل استيعاب البيت الشّعريّ لدى المتعلّمين، وتثبيته في ذاكرتهم.
استُهلّ الكتاب بمفتتح شامل ضمّ جميع حروف الهجاء بِلَفظها، تتبعها بمتن مُخصّص لكلّ حرف منها. في كلّ قسم، سنجد أربعة أبيات تعليميّة تُوضّح ماهيّة الحرف وخصائصه. هٰذِهِ الأبيات ليست تعليميّة فقط؛ بل تهدف أيضًا إلى تقديم الحرف في سياق جماليّ منظوم، مِمَّا يساعد على فَهْمِه وتذكّره بشكل أفضل وأنجع.
هٰذا الكتاب، يُمثّل، بِنَظري، أداة فعّالة لتعليم وتعلّم الحروف العربيّة وفَهْم أصولها، وهو بالتّالي يُجسّد مرجعًا مهمًّا للمتعلّمين، سواء كانوا مبتدئين في تعلّم اللّغة العربيّة، أو يَسْعَوْن إلى تعزيز معرفتهم بها. وسواء كانوا من أبناء العربيّة أو من غير النّاطقين بها. والكتاب مرجع مهمّ أيضًا للمُعلّمين، إذ يمكن لهم أن يُعلّموا الحروف بطريقة مُبسَّطَة وسلسة. لا سيّما إذا ما دمجوا الـمتون المُضمّنة في الكتاب مع ألحان بسيطة، ووظّفوا الألعاب الشّعريّة والأنشطة الموسيقيّة في عمليّة التّعليم لتنشيط بيئة تعليميّة تفاعليّة. هذه الأنشطة لا تُعزّز مهارات النُّطق والقراءة فحسب؛ بل تُشجّع أيضًا على التّعاون والتّفاعل بين المتعلّمين، ممّا يجعل عمليّة التّعلّم تجربة ماتعة وناجعة.
بهذه الطّريقة، يمكن تحويل تعليم الحروف العربيّة إلى رحلة ممتعة وحافلة بالإبداع، تُساهم في تعزيز حبّ المتعلّمين للّغة العربيّة، وتطوير مهاراتهم اللّغويّة بطريقة فعّالة ومستدامة».
أمَّا المؤلِّف فجاء في تقديمه: «هٰذا تَقْديمٌ لِكِتابِ “اَلْـمَنْظومَةُ ٱلْـمَرْعِيَّهْ في أَحْرُفِ ٱلْعَرَبِيَّهْ“، نَهَجْتُ فيهِ نَهْجَ ٱلْأَجْدادِ في ٱلْـمَنْظوماتِ التَّعْليمِيَّةِ، مَعَ التَّأْكيدِ أَنَّ ٱلْـمَنْظوماتِ التَّعْليمِيَّةِ لا تُعَدُّ شِعْرًا، وَقَدْ نَظَمْتُها عَلى بَحْرِ ٱلْـمُتَدارَكِ وَهُوَ وَزْنٌ راقِصٌ سَهْلُ ٱلْإِيقاعِ لِيَسْهُلَ حِفْظُ ٱلْأَبْياتِ، وَقَدْ بَدَأْتُ بِمُفْتَتَحٍ جَمَعَ كُلَّ
حُروفِ ٱلْهِجاءِ بِلَفْظِها، ثُمَّ نَظَمْتُ ٱلْـمَتْنَ وَخَصَّصْتُ لِكُلِّ حَرْفٍ أَرْبَعَةَ
أَبْياتٍ، هِيَ في مُجْمَلِها تَعْليمِيَّةٌ، وَقَدْ أُعِدَّ ٱلْكِتابُ في ٱلْأَصْلِ لِلْمُشارَكَةِ
في مَشْروعٍ عالَـمِيٍّ لِتَعْليمِ ٱلْعَرَبِيَّةِ لِغَيْرِ ٱلْعَرَبِ.
كانَتْ فِكْرَةُ ٱلْـمَنْظومَةِ بِطَلَبٍ مِنِ ٱبْني أَحْمَدَ، حَيْثُ كانَ يُشارِكُ في
مَشْروعٍ عالَـمِيٍّ ضِمْنَ مَشاريعِ «مَرْكَزِ ٱلْقاسِمِيِّ لِلْاِبْتِكارِ وَرِيادَةِ
ٱلْأَعْمالِ»، قَبْلَ تَخَرُّجِهِ مِنْ أَكاديمِيَّةِ ٱلْقاسِمِيِّ 2025م، وَهَدَفُ
ٱلْـمَشْروعِ تَعْليمُ اللُّغَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ لِغَيْرِ النَّاطِقينَ بِها؛ لٰكِنْ في النِّهايَةِ ٱرْتَأَيْتُ
إِصْدارَ ٱلْكِتابِ مُسْتَقِلًّا، دونَ ٱرْتِباطٍ بِأَيِّ جِسْمٍ أَوْ هَيْئَةٍ لِيَكونَ مُتاحًا
لِلْجَميعِ، وَلا أَعْلَمُ هَلْ تابَعَ مَرْكَزُ ٱلْقاسِمِيِّ ٱلْـمَشْروعَ أَمْ لا“.
الكتاب صدر عن أ. دار الهدى، عبد زحالقة، بدعم من صندوق يهوشوع رابينوفيتش للفنون، ووزارة الثَّقافة والرِّياضة. يقع الكتاب في 81 صفحة من القطع الكبير، وقد صدر بغلاف سميك وورق مصقول.



