دنيا الوطن
أفادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، باغتيال القيادي البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام، رائد سعد، إثر قصف جوي نفذته طائرة مسيّرة استهدفت سيارة مدنية كان يستقلها على طريق الرشيد غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده مع عدد من مرافقيه.
وذكرت مصادر ميدانية أن المسيّرة الإسرائيلية أطلقت أربعة صواريخ بشكل مباشر على سيارة جيب كان يستقلها سعد برفقة عدد من رفاقه، ما أسفر عن استشهادهم على الفور، إضافة إلى وقوع ضحايا آخرين في محيط الاستهداف.
وذكرت مصادر طبية، مساء اليوم، بأن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة منذ ساعات الصباح وحتى الساعة 5:30 مساءً بلغت ثمانية شهداء، جراء القصف والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، إلى جانب عدد من الجرحى، وُصفت حالات بعضهم بالخطيرة.
وفي بيان رسمي، أقرّ جيش الاحتلال بتنفيذ عملية الاغتيال، مؤكدًا أنه استهدف رائد سعد، واصفًا إياه بأنه أحد أبرز قادة الجناح العسكري لحركة حماس والمسؤول عن ملف التصنيع العسكري في كتائب القسام، وأحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من أكتوبر. وأضاف أن العملية جاءت بعد محاولات سابقة لاغتياله جرى إلغاؤها في اللحظات الأخيرة.
من جهته، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن قرار اغتيال سعد جاء بذريعة ضلوعه في إعادة بناء القدرات العسكرية لحركة حماس، مدعيًا أنه أصدر تعليمات مباشرة بتنفيذ العملية لإحباط ما وصفه بـ”مخططات أمنية” ضد قوات الاحتلال.
في المقابل، اعتبرت حركة حماس اغتيال القيادي سعد جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال، مؤكدة أن استهداف سيارة مدنية في مدينة غزة يشكل خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويكشف تعمّد الاحتلال تقويض أي تهدئة قائمة. ودعت الحركة الوسطاء إلى التدخل العاجل لوقف التصعيد والانتهاكات المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
ويُعد الشهيد رائد سعد من أبرز قادة كتائب القسام ومن قدامى عناصرها، إذ تولى في مراحل سابقة منصب رئيس جناح العمليات، وكان من مهندسي خطة “سور أريحا”. وبعد عام 2021، تولى مسؤولية ملف التصنيع العسكري وإعادة بناء وتطوير القدرات القتالية للجناح العسكري، ويُنظر إليه كأحد أهم القيادات العسكرية في قطاع غزة.
وتأتي عملية الاغتيال في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل، شمل غارات جوية على مناطق عدة في قطاع غزة، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، وسط تحذيرات فلسطينية من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار واستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.



