• 8545141
  • 9814564

ان حرق شجرة عيد الميلاد في جنين عمل مرفوض ومدان 

سيادة المطران عطا الله حنا

من المؤسف والمحزن ان نلحظ ان هنالك من يسعون لاثارة الفتن والضغينة والكراهية في مجتمعنا الفلسطيني وهم في ذلك يخدمون اجندات معادية .
لا نعلم من هم الأشخاص الذين احرقوا شجرة عيد الميلاد في باحة دير اللاتين في جنين ولكن ما نعلمه ونعرفه جيدا ان هذا عمل غير مسؤول وغير حكيم لا بل انه تصرف همجي يجب ان يرفضه كل انسان عاقل ينتمي لهذه الأرض وقضيتها العادلة.
قد تكون خلفية هذا الفعل نوع من التطرف والتخلف وقد يكون طابورا خامسا او جواسيس وفي كل هذه الأحوال فإن هذا الفعل مدان ومرفوض ولا يمثل ثقافة وإنسانية ووطنية شعبنا الفلسطيني.
امام هذه المظاهر السلبية والتي نلحظ وجودها في الاوانة الأخيرة وجب على كافة المرجعيات الدينية وعلى المؤسسات التعليمية بكافة مستوياتها وكذلك وسائل الاعلام وكل انسان حكيم ومسؤول وجب على الجميع ان يعملوا معا وسويا من اجل معالجة ونبذ هذه المظاهر الغير مقبولة والغير مبررة.
اعتقد جازما بأن مكافحة تصرفات من هذا النوع لا يمكن فقط ان تكون من خلال الملاحقة الأمنية او الشرطية والتي لا نقلل من أهميتها ، بل من خلال الاهتمام بشكل اكبر في مسألة التربية والتعليم فمظاهر من هذا النوع انما تدل على ان هنالك خللا تربويا عند فئات معينة دون ان نعمم لان الغالبية الساحقة من شعبنا لا تؤمن ولا تنادي بالعنصرية والكراهية بل تؤمن بالوحدة والتآلف والتآخي بين كافة مكونات هذا الشعب.
نعرب عن رفضنا واستنكارنا لكافة مظاهر الكراهية والعنصرية حيثما كانت واينما وجدت وايا كانت الجهة التي تروج لها.
نعتقد ونؤمن بأن الله محبة ولا يمكن للإنسان ان يكون مؤمنا اذا لم تكن المحبة في قلبه وأولئك الذين فقدوا انسانيتهم ومحبتهم تجاه الاخر ندعو من اجلهم ونصلي من اجل توبتهم وعودتهم الى القيم الإنسانية الوحدوية النبيلة .
نرفض التطاول على الرموز الدينية ونرفض أي فعل يشوه الوحدة والاخوة في ديارنا ونرفض أي خطاب او عمل من شأنه ان يكرس العنصرية والكراهية في ارضنا المقدسة وهي مظاهر يلفظها ويرفضها شعبنا بكافة مكوناته .
ان أولئك الذين احرقوا شجرة الميلاد في جنين ولربما في أماكن أخرى لم يكن هدفهم فقط حرق شجرة عيد الميلاد بل هم يريدون حرق قيم المحبة والاخوة والتسامح في مجتمعنا ويريدون التطاول على الوحدة الوطنية الإسلامية والمسيحية في هذه الديار فجنين هي معقل وطني بامتياز كما ومخيمها وكل هذه الأرض الفلسطينية وما حدث هو خارج عن السياق الإنساني والروحي والوطني.
وعلى الحكماء والعقلاء والمرجعيات الدينية والوطنية ان ترفض هذا العمل وان تسعى لكي لا يتكرر ، ولكي لا تتكرر مظاهر من هذا النوع هنالك حاجة لمعالجة تربوية تثقيفية ومن الأهمية بمكان ان نزرع في نفوس ابناءنا ان هذه هي ارض مقدسة تجمع كافة مكوناتها ولا تفرقهم وعلينا ان نعلم ابناءنا منذ الصغر بأن هذه الأرض هي ارض السلام والاخوة وحاضنة اهم المقدسات المسيحية والإسلامية فلا للغة الاقصاء والتكفير والكراهية أيا كان مصدرها .
نعم لخطاب المحبة والاخوة ، نعم للخطاب الذي يجمع ولا يفرق.
واحتفالات اضاءة شجرة عيد الميلاد في فلسطين أصبحت مناسبة وحدوية يلتقي فيها أبناء الوطن الواحد لكي يؤكدوا على تآلفهم ووحدتهم وتلاقيهم وما حدث في جنين انما هو خارج عن السياق وخارج عن القيم والمبادئ التي ينادي بها شعبنا.
المطران عطا الله حنا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

جديد الأخبار
  • اعلان مربع اصفر
  • عكانت مربع احمر