“ممنوع… هي اكثرُ الكمات الشائعة في المجتمعات البعيدة كل البعد عن قيمة الإنسان الحقيقية واحترامها” هذا ما تقوله المصورة الموهوبة ولاء أبو حمام ابنة عكا، التي تقدم معرضًا فوتوغرافيًّا فنيًّا جديدًا، اطلقت عليه عنوان “ممنوع” يعرض هذه الأيام في “ابجور” في حيفا. والذي يخوض في الممنوعات التي تقيّد جسد المرأة. ثماني صور فوتوغرافية موضوعة على قطع من الخشب والألمنيوم والكانفاس، التقطت فيها العدسة جسد الفنانة نفسها، وهو ما يميّز أسلوبها الفني في أكثر من عمل. في هذا اللقاء نتعرف على تفاصيل معرضها وصورها.
لماذا اخترت عنوان “ممنوع” لمعرضك الجديد؟
ولاء: ممنوع.. شيء من التعبير المجازي عن حاجتنا، في ظل مجتمع تفسد الحياة بناءً مع حاجاته هو ونواياه، لا بناءً على ما هو سليم وصحيح. ممنوع… هو الشيء الوحيد المسموح من دون أي نقاش.
ما هي الامور التي تمنعين ان تكون بحياتك؟
ولاء: لا شيء، فانا احاول ان اكون انسانة دون قود، لان القيود في النهاية تحدد الإنسان داخل مربع محدود التفكير محدود القوى. ربما امتنع عن تقييد إنسان او اذى انسان. ولكن الممنوع ليس لي.
ما الفرق بين “ممنوع” ومعرضك الاول “ثوري”؟ وما الذي اردت أن توصليه من خلال معرضك الجديد؟
ولاء: معرض “ممنوع” ومعرض “ثوري” الذي قمته منذ عامين في حيفا ويافا، ولدا من نفس الرحم، الفرق بينهما ان ممنوع هو تسلسل لـمعرض “ثوري”، في مجتمعنا دائمًا بعد ان تثور يأتي الممنوع. الفرق الوحيد بينهما هو: في ممنوع الصور في نفس المكان والزمان ويوجد اضافات ملموسة على الصور بعد الطباعة، اما “ثوري” فكان تسلسل أحداث من خلال عدة صور في وضعيات مختلفة. النقطة التي اردت ان اوصلها من خلال المعرض، هي كيفية معاملة جسد المرأة في المجتمعات العربية.
في معرضك “ثوري” كان التركيز على الاجساد، هل يتكرر ذلك في معرض “ممنوع”؟
ولاء: طبعاً، هذا رمزي. تتميز صوري دائمًا بصور الجسد، لانه باعتقادي هذا الجسد الذي خلقه الرب تعبده غرائز الانسان، فكان هدفي ايصال ألم معين من ذلك العبد للغرائز الانسانية.
هل سيكون هناك عرض “لممنوع” في أماكن اخرى؟
ولاء: تم عرضه العام الماضي في “الورشة” في حيفا، حاليًّا لا يوجد تحديد مكان جديد للمعرض غير “ابجور” في حيفا، ولكن بلا شك سوف يعرض في اماكن اخرى.
ليدي: هل تشعرين ان للصورة قوة في التأثير على الناس او بإمكانها تغير آراء ومعتقدات؟
ولاء: في العرض الأول للمعرض، تلقيت العديد من الآراء، كان بينها رأي ناقد واخر كان بناء، احاول دائمًا اظهار صور مؤلمة لكي تعطي تاثيرًا، وانا لا ابحث عن تغيير اراء او معتقدات، فالاراء مبنية مع الانسان من خلال تجاربة، اما المعتقدات فهي شيء يصعب تغييره ولست بحاجة لتغييرها، لي ارائي ومعتقداتي ولكم اراؤكم ومعتقداتكم. اسمع اتمعن احتلن شخصيتي، ابني افكارًا للمعارض ولا اناقش، هذه الاراء والمعتقدات هي السبب لولادة معرض. لقد عملت على الصور مدة سنة كاملة، حتى استطيع اظهار فكرتي ووجهة نظري، ونعم اعتقد بأنها اثرت وتؤثر، كانت هناك ردود فعل من بعد الحاضرين للمعرض من الاجانب واليهود، ولقد وصلت لهم الفكرة بدون ان يقرأوا النص او ان يعرفوا عنوان المعرض.
بشكل عام، ما الذي يميز تصويرك وعدستك؟
ولاء: بصوري توجد بصمتي او المنهاج الذي اتخذته عيني حتى تظهر ما في روحي، جميع صوري تشمل اللون الاحمر، او الوان نارية بشكل عام، مع بعض الاضاءة ودمج الخيالات، واتعامل مع الصورة على انها رسمة، فأنا اخطط كيف واين التقط الصورة، حيث يتم تخطيط الصورة مثل الرسم بالضبط، وايضًا يوجد بعض الصور مدموجة بالرسم.
كيف اكتشفت موهبتك في التصوير؟
ولاء: في البداية كانت لدي موهبة الرسم التي ظهرت منذ الصغر ونميتها، وفيما بعد قررت ان انتقل الى مجال التصوير، حيث فيه من الممكن ان ادمج الرسم مع التصوير، وقررت دراسة التصوير الفوتوغرافي والتحقت في كلية “فيتسو للفنون” في حيفا، حيث درست لمدة عامين حتى أصبحت مؤهلة للعمل في التصوير، ومن هناك بدأت علاقتي الحقيقية مع الكاميرا، حيث بت أمارس التصوير لتوثيق اللحظات التي أحب والأشياء التي تجذبني، وسوف اتابع دراستي في المجال، حيث سأدرس في كلية “تلتان” في حيفا الاخراج ومواضيع اخرى.
هل تحلمين باقامة عرض خارج حدود الوطن؟
ولاء: لدي عرضان سوف اقيمهما خارج البلاد، حاليًّا لا اريد نشر الموضوع حتى شهر قبل العروض. كما عرض علي اقامة معرض في الاردن قبل سنة، ولكن لم اتابع الموضوع بسبب عدم وجود الوقت الكافي.
