كشفت معطيات حديثة صادرة عن شركة “Trip Guaranty” أن نسبة إلغاء حجوزات السفر بالطائرات ارتفعت بنسبة 90% خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالنصف الثاني من عام 2024، وذلك لأسباب مالية بالأساس، ما يعكس بشكل واضح حالة الضيق الاقتصادي التي يعيشها المواطنون في البلاد.
أسباب الإلغاء: من الأمن إلى الاقتصاد
وتُعتبر “Trip Guaranty”، التي تأسست عام 2015، من الشركات الرائدة في تأمين حجوزات السفر الجوي، حيث تتيح للمسافرين إلغاء رحلاتهم واسترداد أموالهم ضمن شروط محددة، بالتعاون مع شركات بطاقات الائتمان أو بشكل مباشر.
وقالت المديرة العامة للشركة، مور ببكين:
“المعطيات التي نرصدها من خلال تأمينات إلغاء السفر تعكس بشكل واضح نبض المجتمع. صحيح أن الحرب الأخيرة أدت إلى ارتفاع حالات الإلغاء لأسباب أمنية، ولكن ما نراه مؤخرًا هو ازدياد كبير في الإلغاءات لأسباب اقتصادية بحتة“.
وأضافت ببكين:
“الكثير من الناس حجزوا رحلاتهم قبل أشهر طويلة للحصول على أسعار جيدة، ولكن حين جاء وقت الدفع النهائي، اصطدموا بواقع اقتصادي صعب جعلهم يتراجعون عن السفر، رغم خسارة جزء من المبلغ المدفوع”.
الخبراء: مؤشر إضافي على تفاقم الأزمة الاقتصادية
يرى خبراء اقتصاديون أن هذه المعطيات تنضم إلى سلسلة مؤشرات تؤكد أن القدرة الشرائية لدى المواطنين آخذة في التآكل. فالمواطن الذي اعتاد على السفر ولو مرة في السنة، أصبح اليوم غير قادر على تغطية تكلفة الرحلة، حتى وإن كانت مدفوعة جزئيًا منذ أشهر.
ويقول أحد المحللين:
“الإلغاء بسبب ظروف مالية ليس مجرد رقم، بل يعكس قلقًا حقيقيًا في الشارع الإسرائيلي، خصوصًا مع استمرار ارتفاع الأسعار في قطاعات أساسية كالغذاء، الطاقة، والسكن“.
خلفية اقتصادية: تضييق الخناق على الطبقة الوسطى
يتزامن هذا التقرير مع معطيات أخرى مثيرة للقلق نُشرت مؤخرًا، مثل:
-
تقرير “مؤشر بعمونيم” الذي أشار إلى أن حوالي نصف الإسرائيليين تدهور وضعهم الاقتصادي خلال العام الماضي.
-
ارتفاع نسبة المواطنين الذين يعيشون على وقع السحب الزائد من حساباتهم البنكية.
-
ارتفاع ملحوظ في الطلبات للحصول على قروض جديدة لتغطية مصروفات أساسية.