زاوية بعنوان: أعيشُك عكا… بقلم: وسام دلال خلايلة

 

ح4 – التجربة
طقوسُ بلوغِ سنّ الرشدِ كانت ذاتَ أهميّةٍ لِدى أهل “ياعيل” .. هي مفصلٌ بيْن البراءةِ والطّهارةِ وبين ما هو لا…
صرْنا إذا جلَسْنا على حافّة الرّصيفِ في شارعِنا .. نستمعُ إلى “ياعيل” تسردُ لَنا تجربتَها الصّاخبةَ معَ صديقِها .. فنُصغي بحريّةٍ تُضاهي كبْتَ مشاعرِنا المتأجّجةِ وقمْعِها.. فتسْترسل بالسردِ ونحن نغوصُ في الخَيالِ .. تصفُ لنا القُبلةَ الأولى .. وأنا أبلَعُ ريقي .. بينما تحثُّها صديقتي على الوصفِ بالتفصيل المُملّ .. جُرأتُها في الوصفِ والسرْد بدَتْ وكأنّها تكبُرُنا سنّا .. ل”ياعيل” التجربةُ ولَنا الأحلامُ … وللْحكاية بقيّة

 

ح5 – خبز فْرنْجي
في وصْفِ بيْتِنا قالوا “بيْت عرَبيّ” .. فهو مبنيٌّ من حجَرِ صوّان يميل إلى الأصفر ذي نُتوءاتٍ حادّة.. وباقي البيوت في شارعِنا ثَكَناتٌ من طوبٍ ترتفعُ عدّةَ طوابقَ .. سقفُ بيتِنا عالٍ .. يبعدُ عن الأرضِ أربعةُ أمتارِ .. بينما الشقّةُ في الثكّنات لا يتعدّى المتريْن ونصف.
نطلّ من شُرفته الشرقيّة على حديقةٍ غنّاء عشوائيّة الشجيْرات عبثيّة الأزهار .. ومن الغرب على البحر .. شبابيكُه ذاتَ دفّتيْن كذلك أبوابُه .. بلاطُ الأرضِ بألْوانِه ونقشاتِه يبدو لوحةً فنيّةً ثمينةً .. فكنّا في بيتِا العربيّ في شارعنا العائلةَ العربيّةَ الوحيدةَ .. كلّ بيْت “عربيّ” كالفتاةِ الجميلةِ مُعجبوها كثُر …عشّاقُها كُثر…حُسّادُها لا يُحصوْن .. والسائلون كثُر..
“فيشر و “تانيا” أصحاب دكّان البقالة تحت البيت على بعد سبعِ خُطواتٍ .. فكانت رائحةُ الخُبزِ تفوحُ لتصلَ غُرفتي كلّ فجرِ يومٍ جديدٍ .. خبزٌ طويلٌ أسطوانيّ مُفلطحٌ، سمّيْناه “خُبز فْرَنْجيّ” .. يباعُ بأنصافٍ لجيرانِنا بحُكْم قلّةِ عددِ أفرادِ الأسْرةِ .. أمّا حصّتُنا قد فاقتْ عددَهم… فكان نصيبُها من الرّغيف كاملًا لا يقبلُ التقسيمَ.
والخبزُ نوعان “خبزٌ فرنجيّ” و “خبزٌ عربيّ” … الأوّل يباعُ خارجَ الأسوارِ والأخيرُ محصورا داخلَ الأسْوار … ولِلْحكاية بقيّة

 

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار