لم يجد الفلسطيني عبد الناصر محمود حصري ابن مدينة عكا من قرية الكابري قضاء عكا، والتي دمرها الاحتلال، خلال حرب عام 1948، بعد أن قامت العصابات الصهيونية، بقصف القرية بشكل شديد، ومهاجمة سكانها سوى الذكرى.
وقال حصري "لقد اعتقد الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض وهجّرَو السكان وهدموا القرى ومسحوا بيوتها مع الأرض واقتلعوا أشجار الزيتون .. أنهم بمثل هذه الإجراءات، يطردون من ذاكرتنا معالم قرانا، وأننا مع الزمن سننسى بيوتنا وأراضينا وأقاربنا".
وأضاف عبد الناصر حصري أن الإسرائيليين قاموا بتغيير المعالم الجغرافية للقرى الفلسطينية، بعد احتلالها وطرد أصحابها منها "وهذا كان دافعي لبناء مجسم لقريتي، حيث أن الكبار يصفون لأبنائهم الصغار والأجيال القادمة شكل البيوت ومواقعها والأرض، فإذا قاموا بزيارة بلدتهم يصطدمون بواقع آخر .. فأنا لم أرغب فقط بنقل قصة التهجير، وطردنا من قريتنا ومعاناتنا لأحفادنا، بل قمت برسم بيوت وطرقات وحارات ومطاحن ومعاصر القرية على لوحة كبيرة، ووضعت كل منزل في مكانه، ومن ثم وبمساعدة مختصين قمت ببناء ذلك المجسم وكتابة اسماء العائلات العربية التي عاشت في تلك القرية الجميلة
وأوضح حصري، أن العمل في مجسم القرية استغرق نحو ثلاثة أشهر "واضطررت للعودة إلى الكابري عدة مرات لأتأكد من دقة ما أقوم برسمه، إذ لم يعد شاهدا على القرية غير المقبرة والمسجد، وبعض الطرق المؤدية إلى تلك القرية.
وأكد عبد الناصر حصري، فيما كان ينظر إلى المجسم "إن اليهود جرفوا الأرض وغيروا معالم البلد، ومهما أصف الأمر للأحفاد فلا أستطيع شرحه كما هو بالمُجسّم، ومن يسألني من أولاد الكابري ممن أهاليهم بقوا في أبو سنان عن بيتهم أشير لموقعه على المُجسم، ولا شك بأنه يزداد عشقا لبيته وأرضه وبلده، وهكذا، وأنا في مثل هذا السن المتقدم أساهم في ترسيخ: أنه لا بد من العودة إلى ديارنا وإعادة بنائها من جديد.