مدينة حيفا… جنة الله… اعداد: الأستاذ عبدالله قزموز

مدينة حيفا … جنة الله

اعداد : الأستاذ عبدالله قزموز

1- الموقع الجغرافي :

تقع مدينة حيفا على قمة سفح جبل الكرمل الشامخ , وهو يكون الجزء الغربي من جبال نابلس , وينتهي على شاطيء البحر المتوسط عند حيفا . ويبلغ طوله 15 كم وعرضه 8 كم , اما اعلى قمة فيه فترتفع ما يقارب من 550 كم عن سطح البحر.

ومدينة حيفا هي نقطة التقاء البحر المتوسط بكل من السهل وجبل الكرمل . وقد جعلها البحر اكبر الموانئ في فلسطين . في حين جعلها السهل منطقة زراعية منتجه لجميع محاصيل البحر الابيض المتوسط . واما جبل الكرمل فأكسبها منظرا بديعا خلابا ومناخا معتدلا .

ظل موقع حيفا هاما معظم الأوقات فهي وجه فلسطين البحري ومنفذها الرئيسي الى العالم الخارجي ولا شك في ان وقوعها على خليج بحري عميق جعل منها مرفأ طبيعيا محميا يصلح لرسو السفن الكبيرة .

ويعد سهل ” مرج بن عامر “  وهو ظهير مباشر لميناء حيفا , وحلقة وصل طبيعية بين الميناء وظهيره البعيد , لأنه يرتبط  بالميناء بفتحة طبيعية يجري عبرها وادي المقطع ( الكيشون ) في طريقه الى مصبه في خليج حيفا البحري ويمكن القول ان حيفا انتقلت منذ أوائل القرن العشرين من قرية متواضعة لصيادي الأسماك الى مرفأ بحري للسفن .

وقد زادت أهميتها عندما وسعت حكومة الانتداب البريطاني عام 1928م الميناء وأقامت المنشآت الضخمة فيه وجهزته بكل الوسائل الحديثة. وبحلول عام 1933م الذي افتتح فيه ميناء حيفا الحديث أصبحت حيفا الشريان الحيوي لفلسطين والأردن وسوريا والعراق وايران , وفي ذلك العام افتتح خط ” التابلاين  tapline-” , وهو أنبوب يصل ابار النفط  في كركوك في شمال العراق بمستودعاته في حيفا ( الريفينري ) حيث يتم تكريره وتصديره الى الخارج .

وقد ارتبطت حيفا بظهيرها القريب والبعيد بشبكة من الطرق المعبدة والسكك الحديدية , ففي عام 1905م افتتح الفرع الغربي للخط الحديدي الحجازي في حيفا , وهو الفرع الذي يصل بين حيفا والعفولة وبيسان وسمخ ودرعا .

وفي عام 1919م وصل خط سكة حديد القنطرة – غزة – اللد الى حيفا – عكا ومنها الى بيروت .

2- اصل كلمة حيفا :   

ذكرت المدينة في مخطوطات توراتية تحت اسم شكمونة ( שכמונה ) . لم يظهر اسم حيفا الحديث حتى زمن الإمبراطورية الرومانية حيث اطلقت التسمية اللاتينية ” efa ” على مستوطنه رومانيه وحصن روماني في موقع المدينة الحالي .

دعاها الصليبيون حيفا او ” خيفاس ” واطلق عليها هذا الاسم نسبة للكاهن الكبير قيافه من عهد يسوع المسيح . كما ورد ذكر المدينة في معجم البلدان لصاحبه ياقوت الحموي , والذي ذكر اسم التسمية مأخوذ من حيفاء بمعنى الجور والظلم .

وفي القرن الخامس هجري زارها الرحالة ” ناصر خسرو”  وقال : “  بها نخل واشجار وعمال يعملون السفن البحرية المسماه  ” الجودي  ” . وفي بداية القرن التاسع عشر زارها سفير النمسا فقال ان العرب يسمونها حيفا ” Hipha ” وقد اطلق هذا الاسم على حيفا الجديدة التي بناها ظاهر العمر الزيداني في منتصف القرن الثامن عشر .

3- النشأة والنمو:

أ- في التاريخ القديم : اكتشف العلماء في كهوف الكرمل بقايا هياكل بشرية ترجع الى العصر الحجري القديم ( الانسان النيندرتال ) كما عثر على جماجم حيوانات وعلى رسوم منحوتة في الصخر وورد في الاساطير المصرية القديمة ان الإلهة  “ايزيس” خرجت تبحث عن زوجها ” اوزوريس ” في احد كهوف جبل الكرمل , فرأت القمح ناميا في مدخل الكهف , وهي إشارة تدل على ان القمح قد عرف للمرة الأولى في فلسطين وبوجه خاص على هذا الجبل .

اول من سكن منطقة حيفا هم العرب الكنعانيون الذين بنوا مدينة حيفا على بعد كيلومترين جنوبي حيفا الحالية .

ارتبطت مدينة حيفا بعدة احداث ومناسبات دينية جعلت لها مكانة خاصة , اذ يقال ان النبيين الياس واليشع علما تلاميذهما الديانة في المكان الذي اصبح يطلق عليه اسم الخضر او مدرسة الأنبياء قرب الفنار (المنارة) – ( مغارة داخل كنيسة مار الياس- Stella Maris ) , والموقع بناء إسلامي قديم وسط حديقة يضم مسجدا فيه مغارة فيها كتابة يونانية .

وقد اشتهر جبل الكرمل أيام انبي الياس ( ايليا – الياهو ) لانتصاره فوق قمته على اعدائه الوثنيين الذين عبدوا اله البعل الفينيقي . وكنيسة مار الياس فيها قطع معمارية وبقايا كنيسة منقورة في الصخر .

ويذكر الانجيل ان السيد المسيح وطيء ارض حيفا وباركها حين مر بها مع مريم العذراء في طريقه من مصر الى الناصرة , اما كلمة كرمل ذاتها فهي كنعانية الأصل وتعني ” كرم الله او جنة الله ” . حيث كسا الله هذا الجبل بأشكال مختلفة من الأشجار منذ قديم الزمن مثل : الصنوبر , السريس , البلوط , السنديان , العبهر , الخروب , الجميز , الزيتون , إضافة الى الرياحين والازهار.

ب- بعد الفتح العربي الإسلامي :  لم يكن لحيفا أهمية في الفتح العربي ولا ورد اسمها في مصادر الفتح الإسلامي , وجاء اقدم ذكر لها في المصادر الإسلامية في القرن الخامس الهجري حين وصفها ناصر خسرو في كتابه ” سفر ناميه ” بقوله : ” ثم غادرتها ( أي عكا ) الى قرية التي تسمى حيفا في طريق به كثير من الرمل . وحيفا مشيدة على البحر وبها نخل واشجار كثيرة . وهم عمال يصنعون السفن البحرية المسماة  ” جودي”.

ج- خلال الحروب الصليبية : في عام 1110م أصبحت حيفا تحت حكم الأمير ” تنكريد ” وعرفت باسم  ” كايفاس ” او “كايفا”. والى العهد الصليبي تعود بقايا قلعة بناها الفرنجة جنوبي المدينة خربة رشميا غربي ” نفيه شعنان ” وتضم انقاض بناء مستطيل فيه برج ومدافن منقورة في الصخر وصهاريج .

وفي عام 1291م , قام الاشرف خليل بن قلاوون باسترجاعها من ايدي الصليبيين وبذلك انتهى الوجود الفرنجي في فلسطين .

د- في عهد المماليك : أوقع المماليك الخراب في حيفا , كما بغيرها من المدن الساحلية حتى لا يستفيد منها الأعداء . وكانت حيفا خلال العهد المملوكي جزء من عمل ( ولاية ) ” اللجون ” الذي كان تابعا لصفد .

ه- في العهد العثماني : انتقلت حيفا الى العثمانيين عام 1516م . وبدأ العثمانيون يعمرون الساحل الشامي وفيه حيفا . وقد جعلها بعدها عن السلطة في دمشق مركزا للتجارة المهربة حتى اصبح يطلق عليها اسم مالطا الصغرى . فأصدرت الدولة العثمانية فرمانا ببناء الأبراج حول ميناء حيفا لوضع حد للتهريب ولهجمات القراصنة . وعملت الدولة على تعميرها وتعمير الساحل كله .

وفي منتصف القرن الثامن عشر خرب الشيخ ظاهر العمر حيفا القديمة وبنى في الجنوب الشرقي منها عند نهاية الخليج بلدة سماها ” العمارة الجديدة “  (حيفا الجديدة ) . وأقام فيها برجا, وبنى حولها سورا له بوابتان , وقلعة على نتوء صخري يشرف على المدينة من الناحية الجنوبية .

وشيد أبناء الشيخ ظاهر العمر الجامع والسراي . واقام الكرمليون ديرهم على قمة الجبل عام 1767م على مسيرة 3 كم من حيفا .

سنة 1799م احتلها نابليون وأقام قيادته على جبل الكرمل , واتخذ الدير مشفى لجرحاه ولمرضى الطاعون اثناء حصار عكا.

ظلت حيفا حتى القرن التاسع عشر قرية ضئيلة الشأن حيث بلغ عدد سكانها 4000 نسمة تقريبا . ولكنها اخذت بعد ذلك تنمو بسرعة . وقد سمح لقرابة 100 عائلة المانية من فرسان الهيكل ” الداوية ” جاءوا من جنوب غرب المانيا بالنزول في ارض حيفا واقاموا في حي خاص بهم شمال غرب المدينة , وكان ذلك عام 1868م وبلغ عددهم حوالي 800 نسمة .

وقد اقام الالمان مدارس خاصة بهم , وعبدوا الطرق وبنوا الحدائق , وبذلك ساهموا في بناء مدينة حيفا من خلال ما جلبوه من وسائل وأساليب زراعية حديثة .

كانت حيفا في مطلع القرن مركزا ثقافيا مرموقا في فلسطين , وكان فيها عام 1901م مدرسة حكومية وأخرى للروم الأرثوذكس , وخمس مدارس اجنبية , ثلاثا منها المانية واثنتان فرنسيتان. وفي عام 1924م ارتفع عدد المدارس الحكومية الى 10 مدارس وارتفع عدد المدارس الخاصة ( الاهلية ) 18 مدرسة.

ومنذ أواخر العهد العثماني اصبح في المدينة مطابع كانت تصدر الصحف الكثيرة , ومنها الصاعقة والنفير والكرمل . واشتملت المدينة على المكتبات العامة والمتاحف والمسارح . وقد ساهمت الجمعيات التبشيرية في فتح المدارس والكنائس والمستشفيات والنوادي الثقافية.

وفي عام 1905م تم الافتتاح الرسمي لخط سكة حديد دمشق – حيفا ( طوله 989كم) . وبهذا اخذت المدينة تنمو وتتسع في عمرانها وتجارتها على حساب عكا , وزادت وارداتها الجمركية.

وتزايد اعداد المهاجرين الى حيفا وجوارها من اليهود الاشكنازيين بعد 1908م . وفي عام 1925م  تم افتتاح المعهد التقني العلمي اليهودي ” التخنيون” , وتم في العام  1913م افتتاح خط سكة حديد حيفا – عكا , وبدأ الاعداد لتمديد فرع اخر لسكة حديد الحجاز من حيفا الى القدس عبر العفولة وجنين ونابلس .

بلغ عدد سكان حيفا حسب إحصاء 1916م  نحو 10.477 نسمة وكان معظم السكان المسلمين يتجمعون في المنطقة المنخفضة من المدينة ( حيفا القديمة ) , وتركز معظم المسيحيين في الجهة الغربية من حيفا وبعضهم في الضاحية الألمانية . اما اليهود فقد تركزوا في شرق المدينة , ثم بدأوا منذ أوائل العشرينات يستوطنوا حي هدار هكرمل ( הדר הכרמל ) .

أقيم في المدينة في تلك الفترة : عشرة مطاحن , ومعمل للثلج , سبعة مصانع خشب, اربع معاصر زيتون , مصانع عصير عنب للألمان , مصنع صابون لليهود . وقد صدرت في حيفا الصحف ومنها : الكرمل , الوطنية والنفير .

و- فترة الانتداب البريطاني 1918م – 1948م : احتل البريطانيون حيفا في 23.9.1918 بعد معركة مع بقايا الجيش العثماني التي كانت تدعمها المدفعية المتمركزة في غابات جبل الكرمل . وفي العام نفسه أوصل البريطانيون خط السكة الحديدية من مصر الى حيفا فغدت المدينة بذلك عقدة مواصلات داخلية وخارجية . وكذلك ربط البريطانيون حيفا ببيروت وطرابلس بالسكة الحديدية , فرحل اليها تجار الشام ومصر وتدفق عليها الاف العمال .

وقد افتتح ميناء حيفا رسميا في 31.10.1933 , وبلغت نفقة انشائه 1.250.000 جنيه فلسطيني. وقد اصبح ميناء حيفا من اكبر موانئ البحر المتوسط ( الثاني بعد مرسيليا )وفاقت المدينة يافا في التجارة.

واهم شوارع حيفا : شارع الملوك ( هعتسمئوت اليوم ) طوله 3 كم وعرضه 40م , ويضم معظم المؤسسات التجارية والحكومية . وفي الجهة الغربية من المدينة شاطئ الخياط ووادي الجمال والكولونية الألمانية ( حي الألماني ) . وفي الجهة الشرقية شارع الناصرة , فمحطة توزيع الكهرباء وبالانحراف الى الشمال جسر وادي رشميا , ثم الكرمل حيث الأبنية الحديثة . وعند سفحه قبر عباس افندي ( قبة عباس ) وهو من الأماكن السياحية الهامة .

وفي نهاية الصعود الى الجبل بأتجاه الغرب دير مار الياس والفنار (المنارة) المطل للبحر. واما البلدة القديمة وفيها المسجد الكبير ( مسجد النصر الكبير او ” مسجد الجرينة” ) وسوق الشوام والمحلات التجارية التي احتفظت بطابعها الشرقي .

ز – حيفا في ظل الاحتلال الإسرائيلي : وصل عدد سكان حيفا الى حوالي 140000 نسمة

( شكل العرب % 60 من السكان ), وبعد النكبة هبط مجموع سكانها الى 97544 نسمة واصبح اليهود يشكلون حوالي 96% من سكان المدينة . وفي عام 1973 وصل عدد سكانها الى 225800 نسمة .

واصلت حيفا امتدادها منذ الخمسينات حتى الوقت الحاضر على طول شاطئ البحر وفوق منحدرات جبل الكرمل . وقد زادت كثافة السكان في حي ” هدار هكرمل ” , وأنشئت مشروعات إسكان ضخمة وظهر عدد من الضواحي مثل : ” كريات اليعيزر على الساحل      ” وروميما الجنوبية ” على حافة الكرمل . ونتج عن هذا التوسع زيادة مساحة المدينة من 54 كم مربع قبل عام 1948 الى 181 كم مربع .

4- سقوط حيفا : ( 22 نيسان 1948) :

لم يكن الحصول على السلاح امرا سهلا بالنسبة للعرب في حيفا , وقد تسلم القيادة امين عز الدين بعد استشهاد القائد محمد حمد ومساعده سرور برهم , عندما هاجم اليهود شاحنتهما المحملة بالسلاح وهي في طريقها من عكا الى حيفا .

وفي 21 نيسان دعا الميجور جنيرال ستوكوول قائد فرقة الشمال بعض المسؤولين العرب الى مكتبه فحضر القائد امين عز الدين ويونس نفاع وجورج معمر وسلمهم بيانا حول رغبة الجيش البريطاني في عدم زج جنوده في الاصطدامات الدائمة بين العرب واليهود وكل ما يهم الجيش هو تأمين الطريق والأماكن الضرورية لجلاء الجيش البريطاني عن فلسطين خلال الأشهر الثلاثة القادمة عن طريق ميناء حيفا . وفي الوقت نفسه ابلغ القائد البريطاني الوفد بأن 10000 مسلح يهودي قد دخلوا المدينة يوم امس .

وكان هذا الإعلان إشارة البدء للقوات الصهيونية لتطبيق الخطة التي وضعتها منذ مدة للاستيلاء على حيفا , واطلقت عليها اسم ” مسبرايم ” (المقص) , وتتلخص فكرتها في تمزيق الحي العربي الى ثلاثة اقسام توطئة لاحتلاله .

وما ان انبلج صباح يوم 23.4.1948 حتى كان الحي العربي قد تم تقسيمه الى ثلاثة اقسام . وبدأت قوات ” كارميلي ” تهاجم كل قسم على حدة , ناسفة كل منزل تصدر عنه أية مقاومة , مدمرة إياه على ساكنيه .

عند ذلك تدخل الجنرال البريطاني “ستوكويل” بعد ان تأكد من سيطرة القوات الصهيونية على المدينة , وبعد ان بذلت قواته كل جهودها لمنع وصول النجدات العربية ولا سيما مناضلي الطيرة ( وصل منهم 300 مناضل ) , عندها تدخل الجنرال ” ستوكويل” وطلب من الطرفين عقد هدنة بينهما .

اجتمع العرب بعد ذلك في دار البلدية مع الجانبين اليهودي والإنكليزي للبحث في تعديل الشروط المذلة التي حاول اليهود فرضها على العرب . وحضر من العرب : فريد السعد , فيكتور خياط , انيس نصر , الشيخ عبد الرحمن مراد , الياس كوسا , جورج معمر .

طلب الوفد العربي عندها امهاله حتى الساعة السادسة والنصف مساء , عندها قال الجنرال البريطاني بأنه اذا لم توقع هذه الشروط حتى السادسة والنصف مساء فأنه لن يكون مسؤولا عن ذبح الاف العرب .

عندها قرر العرب بالإجماع رفض هذه الشروط وفضلوا اخلاء المدينة على تسليم أسلحتهم , وسقطت حيفا في اليوم التالي في 22 نيسان 1948 .

وفور سيطرة التنظيمات الصهيونية على المدينة قاموا بتحويل مساجدها الى اسطبلات , ونزعوا شواهد القبور الرخامية ليستخدموها في عمليات البناء . والقوا جثث الشهداء على الأرصفة إشاعة للرعب في نفوس من بقي من العرب في حيفا , وهكذا غادر المدينة 70000 عربي , وكان سقوط حيفا خسارة كبيرة اثرت بعد ذلك في سير الحرب بكاملها .

5- ابرز معالم حيفا التاريخية :

1- حدائق البهائيين وقبة عباس .

وتسمى أيضا بحدائق حيفا المعلقة , وهي حدائق تقع حول ضريح ” مقام الباب – قبة عباس ” على سفح جبل الكرمل بناها المهندس الإيراني ” فريبرز صهبا ” وقد تم افتتاحها عام 2001 , طول الحدائق 1كم وتغطي مساحة 200 دونم من الجبل , وهي لمسات فارسية كالتي توجد في مدينة شيراز الإيرانية .

وفي وسط هذه الحدائق يقع المبنى الشامخ ذو القبة الذهبية ويسمى ” قبة عباس ” . وفي داخل القبة مقام الباب وهو احد المبشرين بالبهائية والذي أعدم في ايران عام 1850م وتم نقل رفاته الى حيفا . وبجانبه مقام عبد البهاء ( عباس افندي ) وهو ابن بهاء الله , ومن خلال هذه الحدائق الرائعة التي تطل عللى منطقة الكرمل بأكمله توجت حيفا بلقب عروس جبل الكرمل وادرجتها منظمة اليونيسكو بقائمة التراث العالمي .

2- دير وكنيسة ستيلا ماريس – نجمة البحر( Stella mares) .

وتسمى أيضا دير سيدة ” جبل الكرمل ” وهو دير يتبع للرهبنة الكرملية ويقع على سفوح جبل الكرمل ويضم الدير المغارة التي اعتكف فيها النبي إيليا ( الياس ).

تأسس الدير سنة 1631م على قطعة ارض صغيرة بجانب المنارة . اما الكنيسة فقد تم تدشينها عام 1836م بعد ان هدمت على يد عبد الله باشا ( والي عكا ) عام 1821م .

ويغطي جدرانها الداخلية الرخام الأبيض اللامع . اما القبة فأنها مزينة برسوم فنان ايطالي , وتمثل مقاطع من الكتاب المقدس , وابرزها القديس إيليا الصاعد الى السماء في مركبة من نار , اما تمثال العذراء مريم فهو موضوع في مركز الهيكل الأساسي على منصة منحوتة من ارز لبان .

تحت الهيكل نجد كهف إيليا النبي الذي فيه عاش فترة من الزمن حسب العهد القديم ( التوراه ) , اما على شريط الاعمدة ذات التاج في البازيليكا فهناك اربع نقوش مكرسة لأربع قديسين كرمليين : القديسة تيريز من بلدة افيلا , والقديس يوحنا الصليبي , القديسة اديت شتاين والقديسة مريم بواردي .

مقابل مدخل الكنيسة مباشرة هنالك نصب تذكاري هرمي الشكل مخصص لذكرى الجنود الفرنسيين الذين ماتوا خلال انسحاب جيش نابليون عام 1799م . وفي الجانب الأخر من الشارع ومقابل بناية المنارة هنالك عامود يحمل تمثالا يمثل ” الحبل بلا دنس ” مقدمة من الشعب التشيلي .

3- المستعمرة الألمانية – الكولونيا الالمانية .

هي حي من احياء حيفا , اسستها طائفة الهيكليين ( Templers   ) البروتستانتية وكانت هذه المستعمرة الألمانية الأولى في فلسطين , ففي ربيع 1869م قام الالمان بشراء قطعة ارض مساحتها 100 دونم بتشجيع من قنصل بروسيا , وقد تم الافتتاح الرسمي لها عام 1870م .

كانت هذه المستعمرة تحتوي في البداية على 12 منزلا ومدرسة وكنيسة , كلها على الطراز المعماري الأوروبي . ثم بدأت بالتوسع اكثر حتى ضمت الف مستوطن والكثير من ورش العمل , كما كانت مكتفية ذاتيا .

استمر الوجود الألماني في هذه المستعمرة وفي باقي فلسطين لحوالي 80 عاما حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية . حيث أقدمت السلطات البريطانية على ترحيل المستوطنين الالمان الى خارج فلسطين . الا ان نهاية المستوطنات الألمانية في فلسطين بشكل نهائي كان بعد وقوع النكبة وتأسيس دولة إسرائيل , حيث أقدمت السلطات الإسرائيلية على ترحيل آخرهم عام 1950 , وذلك بعد ان اتهمت عددا منهم بالوقوف الى جانب الفلسطينيين اثناء حرب 1948.

اطلقت إسرائيل اسم ” جادة بن غوريون ” ( שדרות בן גוריון ) على الشارع الرئيسي في هذا الحي بعد ان كان يطلق عليه ” جادة الكرمل ” . ويعد اليوم نقطة جذب سياحي بالمدينة ومركز الحياة الليلية فيها .

4- ساحة الحناطير  ( الخمرة ) :

المسماة اليوم ” ساحة باريس ” وهي ساحة البلدة التحتية في حيفا . بنيت خلال العهد العثماني وشكلت المركز التجاري في البلدة . سميت أيضا بساحة الحناطير نسبة للحناطير التي كانت تصطف في هذه الساحة كوسيلة التنقل الشعبية في حيفا .

كانت ساحة الخمرة جزء مركزي من حياة الناس في حيفا فضمت دكاكين ومقاهي . كان الناس يستعملون الحناطير كوسيلة لنقل حاجياتهم التي اشتروها من سوق الشوام . وفي هذه الساحة غنت ام كلثوم في احد عروضها في حيفا .

وقد سميت بساحة الخمرة نسبة لعائلة الخمرة الحيفاوية التي امتلكت الساحة والعديد من العقارات والبيوت حول هذه الساحة . اما اليوم فقد بنيت على انقاض ساحة الحناطير برجا تجاريا , وفي جوانب الساحة دكاكين يهودية ومبنى المدخل للقطار السفلي ” الكرمليت ” لمدينة حيفا الذي يربط البلدة التحتا بمركز الكرمل .

5- عمود فيصل ( نصب تذكاري ) :

وهو نصب تذكاري أقيم تخليدا للملك فيصل الأول ابن الشريف حسين – ملك العراق . يقع في البلدة التحتا محاذيا لوادي الصليب قرب محطة سكة حديد الحجاز . حيث أحضر جثمان فيصل من سويسرا عام 1933 لينقل بعدها الى العراق . وقد تم تنظيم احتفال تأبيني في حيفا , اذ سجي جثمان الملك فيصل في هذا الموقع والقى الآلاف النظرة الأخيرة وقد سمي الميدان بميدان فيصل . وقد كتب باللغة العربية ” الحرية تؤخذ ولا تعطى , وحرية الشعوب بأيديها ” .

اما موقع العامود الحالي فهو خلف جامع الاستقلال وهذا ليس مكانه الأصلي . اما رأس العامود المكسور على شكل درجتين فيرمز الى وفاة الملك فيصل قبل آوانه , وحسب راي اخر يرمز الى انكسار الحكم العربي منتظرا من يبنيه من جديد .

6- سوق الشوام :

كان هذا السوق يقع قرب حارة الكنائس ( البلد التحتا ) وبالقرب من ساحة الجرينة مقابل الجامع الكبير , في قلب مدينة حيفا . وقد غلب عليه , حضور ووجود التجار من مدينة دمشق .

كان السوق يختص ببيع المنتوجات : الاقمشة المختلفة , القطنيات , المناشف والملابس , الأحذية , مطاعم الحلويات  ( وافضل محل حلويات في حيفا كان في سوق الشوام وهو حلويات النامرو).

كانت معظم المحلات تعود للعائلات الدمشقية التالية : ملط , ملص , التابري , حجار , حجازي , حوارنة , كشورة , السروجي , الزعيم , الحموي , دوماني , آغا , العسلي , النجار …

قامت السلطات الإسرائيلية بهدم وتجريف السوق بعد قيام الدولة .

7- مسجد النصر الكبير ( مسجد الجرينة ) :

هو مسجد اثري يعود للحقبة العثمانية في فلسطين ويقع في البلدة القديمة حيفا . قام العثمانيون بإنشائه بعد القضاء على حاكم الجليل الشيخ ظاهر العمر الزيداني عام 1775 كجزء من التكريم للقائد ” حسن باشا الجزائري ” الذي قام بهذه الحملة . وهو ثاني اقدم مساجد حيفا بعد المسجد الصغير .

في عام 1901 بنى العثمانيون برج الساعة بمحاذاة هذا المسجد تخليدا للسلطان عبد الحميد الثاني . وقد اطلق عليه اسم الجرينة بسبب وجود ساحة حجرية كبيرة امامه مخصصة للحبوب المعدة للتصدير الى الخارج عبر ميناء حيفا في ذلك الوقت .

8- مسجد الاستقلال :

هو واحد من ثلاثة مساجد مفتوحة للصلاة في حيفا , وهو مسجد اثري يعود للحقبة العثمانية في فلسطين . يقع وسط المدينة القديمة , وتم تشييده عام 1924 اثناء الانتداب البريطاني . ويعتبر من الآثار المعمارية الإسلامية والعربية القليلة في المدينة , بعد ان قام الاحتلال الإسرائيلي بهدم المعالم العربية بأكملها , وهو على الطراز العثماني .

ارتبط اسم الجامع بالشيخ عز الدين القسام , حيث كان الناس يأتون الى المسجد من القرى والمدن العربية لسماع دروس الشيخ ومواعظه . وبعد استشهاده عام 1935 تولى شقيقه فخري الدين القسام امامته من عام 1935 حتى 1948 .

9- المسجد الصغير :

هو مسجد اثري يعود بنائه للحقبة العثمانية , يقع في البلدة القديمة لمدينة حيفا . قام ببنائه حاكم الجليل الشيخ ظاهر العمر الزيداني عام 1761 , ويعتبر اقدم مساجد المدينة على الاطلاق . وبعد معركة حيفا سنة 1948 أقدمت السلطات الإسرائيلية على تدمير معظم المنازل بالبلدة القديمة التي يقع فيها المسجد , الا انها حافظت على بعض المساجد والكنائس بما في ذلك هذا المسجد .

يتكون المسجد من غرفتين مترابطتين بغرفة الامام وفيه ثلاثة اقواس , كما يحتوي على منارة مخروطية واحدة ذات طراز عثماني .

10- مسجد الحاج عبد الله أبو يونس ( حي الحليصة ) :

أنشئ هذا المسجد حوالي عام 1933 على ارض اميرية . وقد انفق على بنائه الحاج عبد الله أبو يونس من ماله الخاص . ولكنه هاجر عام 1948 الى سوريا . وبعد سقوط حيفا اغلق المسجد وأهمل , وأجرت السلطات الإسرائيلية التسوية والطابق الأول لأغراض السكن , وقد تمكن سكان حيفا عام 1981 من اخراج المستأجرين منه وترميمه وإقامة الصلوات فيه , وأجرت مؤسسة الأقصى  عدة ترميمات فيه , وهو عامر اليوم بالمصلين .

11- كاتدرائية مار الياس للروم الكاثوليك :

تم تصميم الكنيسة من قبل المهندس المعماري سميح عطا الله وانتهى بنائها عام 1939 . ومنذ عام 1861 كانت مقر ابرشية عكا في كاتدرائية مريم العذراء في حيفا , وبعد عام 1948 انتقل معظم الكاثوليك الملكيين الذين كانوا يعيشون في المنطقة الى المدينة التحتا في حيفا , وانتقل كرسي مطرانية عكا لكنيسة مار الياس .

وضع امام الكنيسة صليب على بعد امتار قليلة من برج جرس الكنيسة , وتصور البوابة قصة النبي ايليا .

12- كاتدرائية القديس لويس الملك :

تعرف أيضا بكنيسة القديس لويس المارونية وتقع في البلدة القديمة بمدينة حيفا . ويعود اول ذكر لوجود الموارنة في حيفا في سنة 1677 . وقد بنيت هذه الكنيسة في سنة 1880 زمن السلطان عبد الحميد الثاني وفي عهد البطريرك الماروني ” بولس مسعد ” وكان اول راعي لرعية حيفا هو الاب ” بولس كساب “.

13- المستشفى الإيطالي ( ospedale italiano ) :

تأسس المستشفى عام 1935 ويدار من قبل راهبات الفرنسيسكان لقلب مريم الطاهر . والمستشفى متخصص في علاج الأورام والطب الباطني والجراحة والطب الطبيعي وإعادة التأهيل .

تم تصميم المبنى المكون من أربعة طوابق من قبل المهندس المعماري الإيطالي ” أنطونيو بارلوزي ” ويحتوي على حوالي 100 سرير للمرضى . ويتكون طاقم التمريض من راهبات الفرنسيسكان اللواتي يقمن في المستشفى .

14- مستشفى الدكتور حمزة ( مستشفى رمبام ) :

في 22 كانون الأول 1938 تم الاحتفال بتدشين المستشفى الحكومي على شاطئ البحر بحضور المندوب السامي البريطاني ورئيس بلدية حيفا حسن شكري ونائبه ” شبتاي ليفي ” .

كان المستشفى مكون من ثلاثة اقسام :

1- قسم الامراض الداخلية ورئيسه د. فريد إسكندر حداد , وقبل النكبة بقليل ذهب الى بيروت واصبح رئيسا للجامعة الامريكية .

2- قسم الجراحة  ورئيسه د. نايف امين حمزة الذي كان نائبا لمدير المستشفى .

3- القسم الإنكليزي الخاص بالجنود البريطانيين .

وفي الاربعينيات من القرن العشرين كان د. حمزة جراحا رئيسيا والمدير الفعلي للمستشفى الحكومي في حيفا .

وقد منح وسام الشرق في حزيران 1943 بمنسبة عيد ميلاد ملك بريطانيا , وقد اطلق الناس على المستشفى اسم مستشفى د. حمزه , وذلك لذياع صيته في شمال فلسطين .

بقي د. حمزة في البلاد بعد سقوط حيفا والنكبة ثم هاجر الى لبنان وتوفي في قريته ” اعبية ” في جبل لبنان عام 1977 .

15- البنك الفلسطيني – الإنكليزي :

كان بمثابة البنك المركزي في فلسطين أيام الانتداب البريطاني والذي كان يصدر العملة الفلسطينية ( الجنيه الفلسطيني ) . وكان له فرع في حيفا بالإضافة الى كل من الخليل وصفد وطبريا وغزة وبيروت , وكان الفرع الرئيسي في القدس . تحول المبنى بعد النكبة عام 1948 الى قنصلية البرتغال .

7- ابرز عائلات حيفا

عابدي, الحاج , القلق , نفاع , زهران , مياسي, حوا , عودة, المختار, العضم , الحسن , الخوري , الخطيب , القسام , الخمرة , الخياط , الديك , شبلاق , المختار , ديب , قرعاوي , حاج إبراهيم , أبو يونس , طوبي , مصطفى صليبا , الصلح , أبو رقبة , مخلص , توما , التعمري , سويدان , المغربي , شلحت , الخالدي , الصباغ , حداد , عباسي , الحاج خليل , جبران , دحبور , البستوني , زريق , نقارة , أبو رحمة , حبيبي , منسى , حوراني, صيقلي , سابا , المجدلاني .

عائلات من اصل سوري :

القوتلي , كشورة , حوارنة , دوماني , آغا , العسلي , النجار , الزعبي , المنصوري , صهيون, هذا بالإضافة الى مئات العائلات من صيدا وطرابلس وصور .

8- شخصيات بارزة من حيفا :

1- نجيب نصار ( 1862 – 1948 ) :

هو كاتب وصحفي تولى اصدار جريدة الكرمل الأسبوعية في حيفا سنة 1909 , وكان اول من حمل لواء المعارضة للصهيونية في فلسطين . في عام 1940 أقفلت السلطات البريطانية جريدته , فنزل بيسان حتى اواخر ايامه . توفي في آذار عام 1948 في مدينة الناصرة , ومن مؤلفاته : الصهيونية – ملخص تاريخها , غايتها وامتدادها حتى سنة 1959 .

2- رشيد الحاج إبراهيم ( 1889 – 1953 ):

ولد في حيفا سنة 1889 , مثل بلده في معظم المؤتمرات الفلسطينية التي عقدت ضد الانتداب البريطاني والوطن القومي اليهودي .

نفته بريطانيا الى جزيرة سيشل عام 1937 , ولما اطلق سراحه استأنف جهاده في سبيل وطنه ,  وقاد عملية المقاومة في حيفا عام 1948 , توفي عمان في آذار 1953 .

3- عبد الله مخلص ( 1878 – 1947 ) :

ولد في عام 1878 في مدينة ” عينتاب ” جنوب شرقي تركيا . جاء عبدالله مع ابيه محمد وهو طفل الى حيفا , اتقن اللغات العربية والتركية والفارسية , جمع بين دراسة الدين والادب والتاريخ وقد اشغل وظيفة مدير الأوقاف الإسلامية العامة في فلسطين  ( 1938 – 1944 ) , وتوفي سنة 1947 .

4- وديع البستاني ( 1886 – 1954 ) :

وهو لبناني الأصل استقر في حيفا  اكثر من ثلاثين سنة , مجاهدا مع اخوانه الفلسطينيين في مقاومة الخطرين الصهيوني والبريطاني . ولد في قرية  ” الدبية “  في لبنان . اتم دراسته في الجامعة الامريكية في بيروت . اقام في يافا ثم حيفا وفيها انصرف الى العمل في دفع الخطر الصهيوني عن البلاد , وبقي في حيفا الى سنة 1953 وعاد الى بيروت وتوفي في القرية التي ولد فيها .

5- ليلى خالد ( 1944 – ) :

ولدت في حيفا سنة 1944 , عضوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , تعتبر اول امرأة تقوم بخطف طائرة العال الإسرائيلية في اب 1969 . انضمت الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1968 .

تعيش اليوم في العاصمة الأردنية في عمان مع زوجها وما زالت نشيطة في العمل السياسي .

6- احمد دحبور (1946 – 2017 ) :

هو شاعر فلسطيني ولد في حيفا , نشأ ودرس في مخيم حمص لللاجئين الفلسطينيين بعد ان هاجرت عائلته الى لبنان عام 1948 ثم الى سوريا , عمل مديرا لتحرير مجلة ” لوتس ” حتى عام 1988 ومديرا عاما لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين . حاز على جائزة توفيق زياد في الشعر سنة 1998 . كتب العديد من اشعار فرقة أغاني العاشقين . توفي في ابريل 2017 في رام الله عن عمر يناهز 71 عام .

7- نوح إبراهيم ( 1913 – 1938 ) :

لقب بالشاعر الشعبي لثورة 1936 وتلميذ القسام . وهو شاعر شعبي ومغني وملحن ومناضل فلسطيني , ولد في مدينة حيفا ( حي وادي النسناس) , وكتب الشعر في سن مبكرة .

نتيجة لوفاة والده بجيل مبكر وقلة المدخولات عاشت عائلة نوح إبراهيم في فقر وحاجة . انهى دراسته الثانوية في مدرسة دار الايتام الإسلامية الصناعية في القدس , حيث تعلم هناك مهنة تجليد الكتب والطباعة . بعد تخرجه عمل في شركة الدخان في حيفا  ثم سافر الى يافا وعمل محررا في كثير من الصحف وساهم في تأسيس المطبعة التجارية الاهلية في يافا .

خلال عمله في يافا التحق بعز الدين القسام وكان يرافقه في رحلاته الى قرى حيفا وجنين ويتأثر بتعاليمه في جامع الاستقلال .

زجت حكومة الانتداب البريطاني عام 1937 نوح إبراهيم في سجن المزرعة ثم سجن عكا على اثر انتشار قصيدته ” دبرها يا مستر دل … ” ثم اخرج من السجن بعد خمسة اشهر .

استشهد نوح إبراهيم هو وثلاثة من رفاقه وكان عمره لا يتجاوز ال25 عاما مساء يوم الجمعة 28 \ 10 \ 1938 في منطقة الصنيبعة قرب طمره في الجليل , والقى الإنكليز جثث الشهداء في بئر , ثم جاء اهل طمرة ودفنوهم في المقبرة القديمة في البلدة .

ابرز قصائده : ” من سجن عكا ” ,  ” يا خسارة يا عز الدين ” ,  ” دبرها يا مستر بل ” ,      ” حطة وعقال بعشرة قروش ” ,  ” بحرية يافا الله يحيي المعتقلين ” , ” ملايكة الرحمة هالنارسات ” , ” تحيا شباب الخليل ” .

8- المحامي حنا نقارة ( 1912 – 1984 ) :

ولد في قرية الرامة لعائلة ميسورة الحال , انتقلت عائلته للعيش في حيفا بعد الاحتلال البريطاني عام 1919 بالقرب من شارع الجبل ( شدروت هتسيونوت ) .

سافر الى بيروت وتقدم للتسجيل في جامعة بيروت الامريكية , ثم قدم لاحقا طلبا للانتساب لمعهد الحقوق في دمشق .

هو من كبار مؤسسي الحزب الشيوعي الفلسطيني , دافع نقارة منذ عام 1948 عن حقوق الفلسطينيون الذين تعرضوا للطرد والتشرد .

التقى مع عدد من القيادات الفلسطينية كرشيد الحاج إبراهيم واحمد الخليل من كبار قضاة حيفا والمحامي احمد الشقيري والشاعر أبو سلمى عبد الكريم الكرمي الذي يلقب بزيتونة فلسطين واميل حبيبي وتشاوروا في ما يمكن ان يفعلوه بالنسبة الى المشاكل التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .

صادف وجوده في عكا اثناء اشتداد المعارك في مدينة حيفا , وحاول مرارا هو وزوجته العودة الى حيفا فبقي عدة سنوات في عكا ثم عاد الى حيفا بعد انتهاء الحكم العسكري . توفي عام 1984 ودفن في حيفا .

9- د. اميل توما ( 1919 – 1985 ) :

ولد اميل توما لعائلة عربية مسيحية غنية , تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة المطران جوبات في القدس  ( كلية صهيون ) وهي تقع على جبل صهيون , وتتلمذ على يد الكاتب اللبناني الشيوعي رئيف خوري الذي ترك اثرا بالغا على توجهاته الفكرية .

في عام 1937 توجه الى بريطانيا لدراسة الحقوق في ” جامعة كامبريدج البريطانية ” ولكنه عاد الى البلاد عام 1939 بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية .

عام 1939 انضم الى الحزب الشيوعي الفلسطيني السري ” P.C.P  ” , وقام بالتعاون مع ابن خالته توفيق طوبي وبولس فرح بتأسيس نادي العمال في حيفا ” شعاع الامل ” .

في أيلول عام  1943 بادر مع عدد من رفاقه الى تأسيس ” عصبة التحرر الوطني ” . وفي 14 أيار عام 1944 اصدر اتحاد  نقابات العمال العرب صحيفة الاتحاد , وما زالت تصدر حتى اليوم في مدينة حيفا .

ومن خلال نشاطه في عصبة التحرر الوطني عرف عنه رفضه مشروع إقامة الدولة اليهودية في فلسطين بوصفه مشروعا امبرياليا . وكان من المعارضين لقرا التقسيم 181 .

هاجر الى لبنان مع عائلته ابان نكبة 1948 , وهناك سجن في معسكر اعتقال في بعلبك بسبب نشاطه السياسي بين اللاجئين , ومعه سجن أيضا المحامي حنا نقارة والشاعر عبد الكريم الكرمي .

تمكن بعدها بالعودة الى حيفا وانخرط في صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي , ومنع من اشغال مناصب قيادية بسبب مواقفه السابقة في قضية التقسيم .

وفي عام 1968 نال شهادة الدكتوراه من قسم التاريخ في معهد الاستشراق في موسكو . اشغل منصب محرر جريدة الاتحاد لسنوات طويلة . توفي في 27 اوغسطس عام 1985 بعد مرض عضال ودفن في مقبرة الروم الارثودوكس في حيفا . وفي عام 2004 اطلقت بلدية حيفا تسمية شارع على اسمه في منطقة وادي النسناس .

10- توفيق طوبي ( 1922 – 2011 ) :

ولد في حيفا عام 1922 لعائلة مسيحية ارثوذكسية . انضم الى الحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1941 وكان احد مؤسسي عصبة التحرر الوطني عام 1943 . ومنذ تكوين الحزب الشيوعي الإسرائيلي عام 1948 شغل طوبي منصب عضو كنيست وحرر صحيفة الاتحاد لفترة قصيرة .

اعلن استقالته من الكنيست عام 1990 بعد ان كان عضوا فيه لمدة 42 عاما .

عاش توفيق طوبي في حيفا , ابنه الياس طوبي يحمل لقب بروفسور في الطب , وهو مدير مستشفى الايطالي في حيفا .

11- مصطفى باشا خليل :

اشغل منصب رئيس بلدية حيفا بين السنوات 1885 – 1903 ( وهو ابن إبراهيم اغا خليل ) . وفي عهده زاد عدد أعضاء بلدية حيفا من ستة أعضاء الى أربعة عشرة عضوا بما فيهم الرئيس.

وكان هذا الرئيس صاحب نفوذ واسع في المدينة , حيث اعتبر من كبار الملاكين فيها وفي القضاء . حيث امتلك مساحات واسعة في أراضي قرية كفر لام والطنطورة . واشتغل بتجارة الحبوب ومنتجات الالبان والاجبان , ولما تيسرت حالته انتقل الى حيفا حيث اشترى قطعة ارض واسعة وبنى بيته الفخم في حي وادي الصليب , الذي لا يزال قائما حتى اليوم ويحمل اسم قصر الباشا ( حالة البيت اليوم يرثى لها جراء الإهمال ), حيث وضعت السلطات الإسرائيلية يدها على هذا المبنى منذ عام 1948  .

لعب هذا الرئيس دورا بارزا في تحسين شبكة العلاقات بين السكان في المدينة , حيث ساعد الجالية اليهودية السفارادية على بناء كنيسين في الحارة الشرقية , بالإضافة الى زيادة الأوقاف الإسلامية , كما ان بناء برج الساعة في واجهة مسجد الجرينة ( النصر الكبير) تم في عهده .

توفي عام 1903 ودفن في مقبرة البيكوات المحاذية لسور محطة القطار ومقابل لعامود فيصل في البلد التحتا بحيفا .

9- أسماء شوارع حيفا العربية :

أ- الشوارع العربية التي استبدلت اسمائها بعد 1948 :

الاسم العربي

الاسم العبري

1

أبو بكر

رزيئيل

2

أبو هوام

حيلتس

3

الاخطل

4

الفرزدق

ههيغي

5

المـأمون

اني مأمين

6

ارسوف

رشفون

7

البشير

زئيف

8

العراق

كيبوتس غالويوت

9

الجبل

شدروت هؤوم او شدروت هتسيونوت

10

المخلص

ي. ل. بيرتس

11

الناصرة

بار يهودا

12

خالد بن الوليد ( ادراج )

ميلر ناحوم

13

خالد بن الوليد ( شارع )

يحيئيل

14

ساحة الخمرة

كيكار باريس

15

الرمل

اوفير

16

رأس الكروم

دولفين او روتشيلد

17

صلاح الدين

هغيبوريم

18

شوقي

الراب القلعي او

19

النخل

هديكليم

20

الافغاني

هراب باروخ ماركوس

21

الملوك

هعتسمئوت

22

زقاق الفرير

ساحة الهغاناه \ هباطريا

23

اليازجي

درج شيفرا

24

الطنطورة

شارع دور

25

جرير

هطورن

26

نعمان

بوعا

27

البرج

معليه هشحرور

28

الكرمل

جادة بن غوريون

29

أمية

نتنزون

30

حسان

حوسن

31

حاتم

حوتام سوفر

32

الحجاز

حطيفات غولاني

33

ابن الاثير

ايال زيسو

34

المستشفى

مئير روتنبرغ

35

عمر المختار

نفتالي امبار

36

البوتاجي

هزغاغ

37

عبد الله

عوفاديا

38

جورج الخامس

همغينيم

39

النفط

ارييه شنكار

40

الصنوبر

شدروت هنسي

41

لوحامي هغيطئوت

42

المركز \ الجديد

موشي اهرون ماخلص

43

نزعه

راب نسيم اوحنا

44

ستيلا مارس

نشار نيخوفسكي

45

ستانتون

شيفات تسيون

ب- الشوارع التي أطلقت عليها أسماء عربية بعد 1948 :

1- شحادة شلح : أقتطع من شارع الوادي ( وادي النسناس) عام 1977.

2- ظاهر العمر : أقتطع من شارع رينا ( محطة الكرمل ), عام 1987 .

3- سليم جبران : يربط بين شارعي بار يهودا وشيزل , عام 1995.

4- المطران غريفوريوس حجار : بدلا من شارع شيزاف , عام 1996 .

5- جميل شلهوب : المقطع الأخير من شارع عباس ابتداء من رقم 88 , عام 1999 .

6- السرايا : قرب جامع الجريني في المقطع الذي كانت سرايا الحاكم التركي عام 1999.

ج- الشوارع التي بقيت اسماؤها عربية بعد 1948 :

عباس , عجلون , العقبة , العريش , الاصفهاني , البحتري , الفارابي , الغزالي , الحريري , الهلال , الخنساء , الادريسي , السلط , عتليت , الطغرائي الزمخشري , الباشان , البشير , البصرة , الكنائس , عين دور , عقرون , امير , زقاق فيصل , فيصل , زقاق غزة , طريق غزال , حداد , حجاج , حمام الباشا , هارون الرشيد , حسن شكري ( الدواوين ) , درج شكري , الخليل , ( حبرون ) , الحجاز , ابن المقفع , ابن رشد , ابن سينا , ايران , اربد , يافا , الجلمه , شارع الجرينة , ساحة الجرينه , الموصل , الخطيب , الخياط , الخوري , كيشون , منصور , درج الموارنه , الراهبات , نجد , عمر بن الخطاب , عمر الخيام , زقاق الأنبياء , الفالق , درج البستان ( بوابة الدير ) , جدعون , المصري , المتنبي , صهيون , السلزيان , سلمان , روبين , وادي رشميا , العتيقة , المهدي , جلال الدين , عودة ندى , اليرموك , القشلة , القديس لوقة , زقاق وادي الصليب , درج الوادي , شارع الوادي , ياقوت , اللنبي ( الزيتون ) , اليرموك , الخياط , امين , عسفيا , الكنيسة , ظاهر العمر , الافغاني .

د- لمحة عن بعض الاحياء العربية في حيفا :

1- حي وادي الجمال : يقع في جنوب غرب جبل الكرمل . أقيم الحي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على ايدي عائلات عربية مسيحية من مدينة حيفا . اليوم يطلق عليه “عين هيام ” .

عدد سكان الحي اليوم 2700 نسمة تقريبا . استخدم في السابق كمحطة استراحة لقوافل الجمال المسافرة من الساحل السوري واللبناني باتجاه مصر مرورا بعكا وحيفا . تمز الحي بتسيير القوافل التجارية , ورأي اخر يقول بأنه سمي بهذا الاسم لجمال المكان وطيب العيش فيه.

2– حي عباس : يمتد شارع عباس من حي الهدار الى سفوح جبل الكرمل , ويتشعب منه شارعي المتنبي والمطران حجار . هذه الشوارع الثلاثة تشكل حي عباس .

اطلق على الشارع اسم عباس في عام 1940 وسمي بهذا الاسم تيمنا بعباس افندي ابن بهاء الله مؤسس الديانة البهائية الذي اتخذ حيفا مقرا دينيا له .

وفي فترة زمنية معينة تركزت الطائفة البهائية في هذا الحي , والمعروف بأن عباس افندي توفي عام 1921 ودفن في قبة عباس .

يعتبر حي عباس من الاحياء العربية العريقة في مدينة حيفا , وقد حافظ على طابعه المعماري التقليدي الخاص واستخدم الحجر العربي المدقوق في بناياته . وقد سكنت الحي قبل عام 1948 عاملات عربية ثرية .

3- حي وادي النسناس : هو حي عربي في البلدة التحتا لمدينة حيفا .

عدد سكان الحي يقارب 8000 نسمة . وبين المعالم المركزية في الحي : سوق وادي النسناس, بيت الكرمة , مدرسة الاخوة, ومدرسة مار يوحنا الإنجيلي . يقام كل سنة في الحي عيد الأعياد.

تربى في الحي وعاش فيه شعراء وكتاب ومفكرين, منهم الشاعر الشعبي نوح إبراهيم تلميذ القسام , والكاتب الفلسطيني حسن البحيري صاحب كتاب ” حيفا في سواد العيون ” , والكاتب اميل حبيبي , ومن الذين قطنوا الحي ولم يولدوا فيه : الشاعر محمود درويش وكذلك سميح القاسم والمحامي صبري جريس واميل توما .

وكان في الحي مقر الحزب الشيوعي وجريدة الاتحاد .

4- حي وادي الصليب : يقع الحي خارج اسوار حيفا التاريخية الى الجهة الشرقية . تم الشروع ببنائه في نهاية القرن التاسع عشر , وسكنت فيه مئات العائلات الفلسطينية والسورية لقربه من الميناء ومحطة السكة الحديدية والمنطقة الصناعية . وصل عدد سكان هذا الحي حتى وقوع النكبة اكثر من عشرة الاف مواطن .

تعرض الحي الى قصف مكثف من مدفعية الهاغانا , وقد تم ترحيل سكانه عنه باتجاه الميناء ومن ثم الى لبنان , وهكذا اصبح الحي فارغا من السكان الى ان بادرت البلدية وحارس أملاك الغائبين (شركة عميدار ) في مطلع القرن الحالي الى بيع العقارات لمستثمرين يهود ليقوموا بهدم البيوت وبناء مباني جديدة مكانها او ترميم بعض البيوت واضافة طوابق عليها . وهكذا بدأ الحي يشهد سياسة طمس معالمه العربية الفلسطينية وتشويه موقعه .

5- حي وادي السياح وبستان الخياط : سمي بهذا الاسم نسبة لكلمة ” سائح “  التي تعني الراهب المتنسك في البرية .

يقع هذا الوادي جنوب غربي حيفا ويحيط به جبل الكرمل وتنتشر حوله أشجار البطم والسنديان ويقع في غربه البحر المتوسط جنبا الى مقبرة كفار سمير اليهودية . وعلى قمة جبل الكرمل من الجهة الشرقية يقع حي كرمليا اليهودي , ومن الجهة الشمالية حي الكبابير العربي .

يحوي الوادي على اثار كنيسة صليبية ودير للرهبان الكرمليين عند سفحه الجنوبي يعود تاريخه للقرن السادس عشر . وتقع اسفل الوادي “عين السياح ” , وهي مياه نقية تتوزع باتجاه بستان الخياط .

يعاني سكان حي وادي السياح من عنصرية إسرائيلية حيث تنوي الحكومة هدم جميع البيوت التي بنيت ما بعد عام 1965 بحجة انها غير قانونية . ويعاني سكان الوادي من اهمال ونقص في الخدمات . وتسعى سلطة حماية الطبيعة الى تحويل الوادي الى محمية طبيعية.

6- بستان الخياط : يمتد هذا البستان على مساحة سبعة دونمات وتنتشر فيه أشجار التين والرمان والتوت والزيتون والنخيل .

هذا البستان الذي بناه عزيز الخياط  ( 1875 – 1943 ) , وهو بستان يعود تاريخه الى أوائل القرن العشرين , حيث قام بإنشائه عزيز الخياط على طريقة فن البساتين العربية الإسلامية , حيث يحوي بداخله على برك تجميع مياه وشلالات ونوافير ومدرجات وقنوات متشعبة , تربط أجزاء البستان وتسقي أشجار الرمان والتين والتفاح والتوت والحمضيات وغيرها .

شارع يافا

حيفا، شارع الخياط سنة 1920

ساحة الخمرة، (الحناطير)

 

المصادر:

1- هيئة الموسوعة الفلسطينية : الموسوعة الفلسطينية , الجزء الثاني , دمشق , الطبعة الأولى 1984 .

2- مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين , الجزء السابع , دار الهدى للطباعة والنشر , كفر قرع 2002 .

3- بيان نويهض الحوت : القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين : 1917 – 1948 . دار الاسوار, عكا 1984 .

4- د. جوني منصور : شوارع حيفا العربية , جمعية التطوير الاجتماعي للعرب , حيفا 1999.

5- نبيل خالد الأغا : مدائن فلسطين: دراسات ومشاهدات , المؤسسة العربية للدراسات والنشر الطبعة الأولى , 1993 .

ملاحظة : شكر خاص للأستاذ محمد دوخي ذياب على مساعدته في اعداد المقال .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

فكرتين عن“مدينة حيفا… جنة الله… اعداد: الأستاذ عبدالله قزموز”

  1. هشام عبد الرءوف

    نسيتم الحديث عن حسن البحيرى ومسلسل مدينة وشاعر لهارون هاشم رشيد الذى خلد كفاح المدينة .

التعليقات مغلقة.

جديد الأخبار