الشيخ يوسف ابو صغير: اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام عى سيد الانبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله واصحابه باحسان الى يوم الدين:

 يقول الله عز وجل في كتابه العزيز “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” ويقول ايضا سبحانه وتعالى “يا ايها اللذين آمنو كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” فهذه دعوة من الله سبحانه وتعالى لنا بان نصوم هذا الشهر العظيم شهر الخيرات وشهر الرحمة، هذا الشهر الذي به يتقرب المؤمن الى الله سبحانه وتعالى بالكثير من الطاعات والعبادات العظيمة التي حث الاسلام عليها التي من خلالها يتقرب المؤمن الى الله سبحانه وتعالى اكثر فاكثر، فالصلاة والصيام والصدقة وصلاة التراويح (قيام الليل) والدعاء في السر والعلن وشد الرحال الى الأقصى لأداء صلاة التراويح هناك والذكر والاستغفار وصلة الأرحام واجر تفطير الصائم وتلاوة القرآن وغير ذلك من الطاعات العظيمة التي لا بد للمؤمن ان يقضي هذا الشهر وهو منشغل بفكره وقلبه في ادائها، فحال المؤمن في هذا الشهر انه يكون بين الرجاء وبين الخوف فهو يرجو من سبحانه تعالى ان يغفر له ذنوبه وان يكفر عنه سيئاته وان يتقبل منه جميع هذه الطاعات فالمؤمن يرجو الأجر والثواب من الله والمغفرة والرحمة منه سبحانه فهو يتوسل الى الله توسل العبد الذليل المحب لله ورسوله ويطلب من الله ان يرزقه سعادة الدنيا والآخرة، ولكن المؤمن بنغس الوقت يطلب من الله يخاف من سخطه ومن عذابه تراه دائما يتوجه الى الله بقلب صادق خائف ولسان حاله يقول “اللهم اني اسألك رضاك والجنة واعوذ بك من سخطك والنار”.

 وعلى المؤمن ايضا كما يحرص كل الحرص على اداء هذه الطاعات والعبادات ان يحرص كذلك كل الحرص من الابتعاد عن المعاصي والآثام حتى يستطيع ان ينال الأجر والثواب الكامل ان شاء الله خاصة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا اجزي به”، فلقد اختص ربنا سبحانه وتعالى الصوم كما ترى باضافته الى نفسه مع العبادات جميعا له وحده لا شريك له وهذا لاسباب عديدة منها ان الصوم يمنع من اللذات والشهوات وثانيها هو ان الصوم سر بين العبد وبين ربه لذلك فحقيقة الصيام في الاسلام انه لا يتم الا بالامساك عن الشهوات الجسمية عن الطعام والشراب وما اليها…

واما كماله لا يتحقق الا باجتناب المحظورات من الكذب والغيبة والنميمة والخوض في اعراض الناس فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس الله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه”، لذلك نجد ان اسلافنا الطيبين رضى الله عنهم قد حرصوا اشد الحرص على رعاية حرمة هذا الشهر الكريم من الجهتين معا.

 فيا احباب الله اقبلوا على طاعة الله في هذا الشهر العظيم وشدوا الهمم… وايقظوا في نفوسكم التقوى والشوق الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم واستغلوا كل يوم في هذا الشهر بل كل ساعة وتحروا ليلة القدر فانها خير من الف شهر فهي قد تكون مفتاحا للفرج والسعادة وهداة البال.

واخيرا وليس آخرا أسأل الله فيكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

اخوكم الفقير الى الله يوسف ابو صغير

امام وخطيب مسجد الجزار – عكا

 

 

 

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار