متنفَّس عبرَ القضبان (116)… بقلم: حسن عبادي

متنفَّس عبرَ القضبان (116)

حسن عبادي| حيفا

.

بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ودوّنتعلىصفحتيانطباعاتيالأوليّةبعدكلّزيارة؛

عقّب الصديق مفيد الشرباتي: “عاش نفسك الحر عزيزي حسن فيلقنا الثامن وبلسم جراح أسرانا وأسيراتنا، جهودك مباركة، الحرية لـ ديالا ولكافة أسيراتنا الماجدات، وقربت تصفير كافة السجون بعون الله“.

وعقّبت الصديقة صبا مهداوي (فريق المشاعل/ أكاديمية دراسات اللاجئين): “أستاذ حسن العبادي أنت مش محامي ولا متطوع، أنت رئتين للأسرى يتنسمون منهما عبير الحرية ولو للحظاتأنت النور الذي يدخل بصيصا على الزنازين والبشرى التي تصل لأسرانا ان الحرية باتت قريبة جدافهي إن لم تكن الآن باتت بعد قريب حين. لك كل التحية والاحترام
بميزان حسناتكوزياراتك نحسب ميزانها ثقيلا عند الكريم عز وجل.”

وعقب الصديق مهند كراجة: “الحرية لديالا وكل الأسيرات، الشكر والتقدير لك أستاذ حسن، أنت مدرسة في التطوع من أجل الحرية“.

وعقّبت الصديقة زهرة محمد من الشتات: “الحرية والمجد والشرف لأسيراتنا الماجداتحرائر فلسطين الأبيةولكل أسرانا الفرسان، يا رب. شكراً لجهودك الثمينة، أستاذوأنت تحمل أقسى وأثقل أمانة، بكل صدق، وحب، وإخلاص“.

وعقّب الصديق عبد الكريم زيادة: “كل الشكر والتقدير أخي حسن ويسعد صباحك وبوركت جهودك التطوعية في الوصول إلى الأسرى والأسيرات والتعرف على أخبارهم ونقلها إلى الأهل بكل إنسانية صادقة. شكرا لك وأنت تفتح باب الزنزانة كل يوم لتعطي أملا في غد مشرق وحرية مؤكدة“.

نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوانصفّرنا الدامون“… وخاب أملي.

عُدت لزيارة الدامون لمواكبة وضع حرائرنا كي لا تستفرد بهن سلطة السجون؛

ستيك عجل مع وايت صوص

زرت صباح الخميس 29 شباط 2024 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب لألتقي بالأسيرة ديالا نادر إبراهيم عبدو (مواليد 12.12.1995)، لفتاويّة/ رام الله.

أوصلتها بداية رسالة العائلة بعد طول انقطاع، ارتاحت جداً حين شاهدت خطّ والدها وحروفه المطمئنة، وحين أوصلتها رسالة زميلها مهند وسلامات ظافر ومتابعة أمر اعتقالها، وكذلك رسائل من أهالي فادية البرغوثي وفاطمة صقر وغيرهن.

حدّثتني عن عودتهن لقسم 3؛ غرفة 4، وزميلات الزنزانة، فاطمة، أسيل، دانا، سجى، هديل. وعن الأسيرة الجديدة من غزة (سوزان) وصلت حافية وكلّ جسمها آثار ضرب وكدمات، ووضع الأسيرات، والعزل المتكرّر لأتفه الأمور، وجبروت السجان وعنجهيّته المفرطة، وفجأة قالت بحسرة: “في السجن باكيت الدخان سعره غاليوحمدت الله أنها ليست بمدخّنة.

تتوق للعودة لعيادتها في رام الله، لمتابعة أمور قضاياها وعشتار، وعن خلط الأوراق من جديد، فلديها فائض الوقت للتفكير بأمور لم تنتبه لها، فالسجن يلغي كل الناس الذين عرفتهم ويصفّي الذهن ويزداد حيّز العائلة والاهتمام بها.

طلبت إيصال رسائل لأهلها، وكم تتوق لسماع صوت أخيها هاديمين زعّلك؟ لازم تحكي لأخوك“. ولمهند ولكلّ من يهتم بأمرها ويسأل عنها. وكذلك رسائل من الأسيرات لأهاليهن، وصبايا الداخل بدهن زيارة محامٍ.

وحين افترقنا قالت بعفويّة: “قل للماما تحضّر لي ستيك عجل مع وايت صوص ع الترويحة“.

.

الشاي بس بالاسم

مباشرة بعد لقائي بديالا أطلّت الأسيرة يسرى خليل محمد أبو علفة (مواليد 07.01.1993)، من قرية العوجا/ أريحا.

أوصلتها بداية رسالة العائلة، بدأت ببكاء مرير حين شاهدت الرسالة الورقيّة (هذا خطّ أختي فاطمة) وقرأتها بتأنٍ، وطمأنتها أن الزيارة تطوعيّة استجابة لطلب صديقي عبد الكريم زيادة.

حدّثتني عن السجن وغرفة 7؛ وزميلات الزنزانة، أسيل أبو خضر (شعفاط)، شروق (نابلسيّة)، شيماء (غزة) وسوزان أبو سالم (أسيرة جديدة من غزة، وصلت حافية وكلّ جسمها آثار ضرب وشخط، مريضة سكّري، ضاربينها وهي بغيبوبة). السجن حالة قمع مستمر، معاملة سيئة، ممنوع نطلّع صوت، ممنوع الحكي بين الغرف بالليل، شحّ بالملابس،الأكل اسمه أكل، والشاي بس بالاسم، والقهوة من المحرّمات.

يسرى جامعيّة (خرّيجة سكرتاريا حديثة وأتمتة مكاتب).

حدّثتني عن الاعتقال؛ الساعة خمسة الصبح، فتّشوا دور إخوتي كلهم، عصّبوني وكلبشوني، كلها قصة بوستات قديمة، تفتيش مهين بشكل متكرّر، مسبّات وشتائم، بس الحمد الله بدون ضرب. بدها محامي ع شان تعرف وضعها (ما فهمت شي بجلسة التمديد).

طلبت إيصال رسائل لأهلها، ورسائل من أسيرات لأهاليهن، وسلامات للجميع.

وحين افترقنا قالت مودّعة: “ديروا بالكم على إمي، خواتي يظلّوا عندها كل يوم“.

لكُما عزيزتيّ؛ ديالا ويسرى أحلى التحيّات، والحريّة لكما ولجميع أسيرات وأسرى الحريّة.                                                                  

حيفا شباط 2024

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
جديد الأخبار