رَجُلٌ فِي حَيَاتِي…

 

أوَلَ مَن لامَسَني..

أوَلَ مَن عانَقَني..

أوَلَ مَن قبَلني..!

كانَ يُراقِبُني مِن بَعيد, يتأمَلُ خَطواتي,

يَحتارُ في تصَرُفاتي,

يُقدِم ليَ العَونَ في تعَثراتي..

هوَ الإنسان الذي قوَى ذلكَ الجَسَدَ النحيل..!

الضَعيف, الصَغير, هوَ أوَل مَن جَعَلَ دُموعِي تسيل,

ثمَ مَسَحَها.. حَتى أنسانِي كلَ شيءٍ عَليل..

صَرخَته عَليَ في صِغري كانت تؤلِمُني وَتبكيني,

وَصَرخته الآن باتت ذِكرى كل يَوم تُقوَيني..

الحُضنُ مِن بَعدِ حُضنِهِ لن يَكون!

وَالهَمسَة مِن بَعدِ هَمسَتِهِ لن تُفهَم!!

وَالحُبُ مِن بَعدِ حُبهِ لا يَدوم!

وَالحَنان مِن بَعدِ حَنانِهِ لا يُترجَم!!

ذِكرَيات تنعِشُ عَقلي كل يَوم..

وَلحَظات جَميله رَقيقه,

لحَظات حُب عِشق حَنان وَلَوْم..

تمُرُ في بالي كلَ دَقيقه,

أذكرُ يَومَ تزَوَجْتُ أنهُ أبْكى الجَميع,

وَأنا الوَحيدَة التِي لمْ أرَ دُموعَهُ!!

فهُوَ شخصٌ عاقِلٌ, رَزينٌ أفهَمَ الجَميع,

بأنَ قلبَهُ يَحْترق.. وَمَع ذلك لنْ يُريَني خُضوعَهُ..!!

رَجُلٌ بكل ِما للكلمَةِ مِن مَعْنى, انهُ رَجُل شَرْقي,

يَحْمل بينَ رُجولتهُ الشَرقية ,حَنان وَعَطف غَرْبي..!

ها أنا الآنَ أكتُب,

وَدُموعي تسيلُ عَلى خَدي,

مِثلَ المَطر الذي أغرَقَ الشُباك…

وَالكلُ هُنا في عَمَلي مُسْتغرب..!

لِما أنا واقِفة بجانِب الشُباك!؟

لا يَدرونَ ما مَعنى أن يَهطِلَ المَطر فَوقَ البُيوت وَالأحْياء…

وَلا يَدرونَ ما مَعنى أن تنزلَ دُموعًا عَلى الأحْياء!!!

وَليسَ عَلى الأمْوات!

فهذِهِ الدُموع أصْعَب..!

وَانْ قلتُ ذلكَ الكلُ مِني اسْتغرَب..!

فلا يَعلمون… نعَم لا يَعلمون, أنَهُ:

" إذا كانت دُموعي تنزلُ عَلى أغلى الأحْباب,

وَهُوَ حاضِر بَيْننا,

فَماذا سَيَحْصُلُ لي في حَضْرَةِ الغِياب؟؟!!!

لا أتصَوَرُ ذلكَ اليَوم الذِي سَيُبعِدني عَن هَذا الإنسان…

عَن هذا الرَجُل, الذي هُو أوَلُ رَجُل في حَياتي,

سَيدُ الرجال,

نعَم سَيدُ الرجال هُوَ( أَبي),

زوْجُ امْرأة لا تقدَر بثمَن…

وَرَجل لَم وَلن يُكرِرَهُ الزمَن!!!

 

 

أزهار (أبو الخير) شعبان

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار