مــملكتي

 

 

تبادلنا الحديث أنا وابنة عمي , أسمعتني كلامَ رائعَ عـني , وأخبرتني أن كل من حولها يتفاخر بي ويعــلن لجميع أبناءه أنني تاجَ للفخـر وقضوه للــجميع .

شـعرت أنـني مـلكة , أمــتلك ممـلكةً كبيرةَ عـنوانها الأدب والأخلاق , فـتراقص عـقلي عند سـماع كـل هذا , حـينها تـذكرت والدي عندما قال لي : الإنسان تـاجه الأدب والأخلاق ولـكن للأسف لـقد أنـقرض عدد الأنــاس الذين يـتألقون بـهذا الأمـر , وأتـمنى بـأن تكوني منـهم عندها سـأكون فخـورِ بـكِ .

تـدق عـقارب السـاعة دقةً تـلو الأخـرى , وسـعادتي تزداد فـرحةً تـلو الأخـرى , حـينها قررنا ان نذهب ونـجلس خـارجـاً في ساحة البيــت , حـيث الهواء الطلق وأصـوات العصـافير البديعة , عندها سـمعنا جـارتنا تـصيح على أخـي , فلم أخذ على خاطري وقـلت في نفسـي , لقد أخـطأ وسيكـلفه الثـمن على ما فـعله , ولـكن عـندما سـمعت أنـها تـستفز أخـوتي وتربيتها وتـهين عائلتي , ثرتَ وتـغلغل البـركان الذي في داخلي حـتى انفجـر وقـلت كل ما بداخـلي , لأنـها دائـماً كـانت تضــع اللـوم على أخوتي وتخرج أولادها ببراءة حينما نجادلها , ويخرج الحق دائمـاً علينا .

عندما أنــهيت كل ما قلته , خاطبتني بـصوتٍ مـرتفع حسـناً سـأقول لوالديــك وهم يتـصرفون مـعك , وأسـفاً عليــك لم نتوقع منـك أن تـفعلي كل هذا , ظـهرت علامات التـعجب على وجـهي وقـلت لها : لا يهمني لمن ستـقولي ,بحيث لا ادري .
مرت نصف ساعة ووالدي أوشــك على الوصول خـفق قلبي بشدة وأنشغل تـفكيري , بما سيحدث وبدأت الأسئلة تطاردني , هل ستقول جارتنا لأبي ؟! , ماذا ستكون ردة فعل أبي ؟ يا الهي , ماذا فعـلت أنا , وبعد لحظات وأنا أفكر بماذا سأقول له , سـمعت صوتٌ مـرتفع حينها علمت انه جرس سيارتنا , خفق قلبي خفقتين , وأصبح كل جسمي يرتجف من كثرة خوفي , حاولت السيطرة على نفسي ولكني لم استطع , قررت أن اخرج لكي القي السلام عليه مثل عادتي فخرجت ولكن شفتاي أبت أن تتكلم خاصة عندما سمعت أبنت جارتنا تنادي على أمها وتقول لها : أمي , أمي , ها قد جاء .
أصبح قلبي بين رجلتي , فحينما نظرت بعينتين والدي عند دخوله البيت , عبارات الفرح على وجهه , ما ألأمـر . ماذا حصل يا ترى ؟ هل قالت له أم ماذا ؟! , بدأت أدعي الى الله سـبحانه وتعالى ان يقف معي ويساعدني , ولكن جاء وأستفســر عن حالي , حاولت أن أظـهر ابتسامتي ولـكني لم أســتطع , خاطبت أبـي بــكل ما حدث , فـتفهم الأمــر , وهـدأتُ من روعــي .
فبعـد دقائق جاءت أمـي وسـمعت صراخـها من الخارج , حينــها عـلمت أنــها تتـكلم مع جارتنا , تمنـيتُ ولو أن تنـشق ألأرض وتبتـلعني , خرجـت مـسرعة وقــلت كل ما حدث , عندها رأيـت جارتنا تقول لأمـي كل ما جرى وأخـتها قد وقفـت بـجانبـها , والجميع ضدي , حيـنها انهارت أعصابي وسالت دموعي لانني تذكرت ممـلكتي ,
نعم ممـلكتي لقد انهارت وقد قلت الثقة بي لمن حولي , أصبح الجميع ألان ينتقدني ويتكـلم علي كل ما يحلو له , لم أتـوقع بـحياتي لمرة واحدة أن أصـل إلى هذا الوضع أبدا , كل ما حلمتُ به انتهى الان .

ولكن ارادتي تتغلب علي وتأمرني بـأن اعتذر للجميع , وسأفعل , ولكنهـم أظن بأنهم لن يحترموني مثل قبـل أتمـنى ولو قد يعود الزمـان لحظة الى الوراء لأصلح ما فعلته , حسـناً سأفعل , سأبقى كما كنت الملكه التي تاجها الادب والاخلاق لان بلا هذا الأمـر لفشل المجتمع والاطفال الذين يقلدوني , فلقد تعلمت من كل هذا الثـقة والاحترام تنـبني على كـل انسان فأنه يعـمل بجد سـنوات وراء سنوات ليحققه ولكن في لحظة ينهـدم كل شئ , حينها مهما حاولت ان تعيده سيكون امـراً ما ينقصه .
 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار