بيان نعي القائد والمناضل فوزي النمر
“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً”….صدق الله العظيم.
ببالغ الحزن والأسى تنعى الحركة الوطنية الاسيرة في الداخل (الرابطة) الى شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات والى امتنا العربية القائد والمناضل ابن مدينة عكا الفدائي اللواء فوزي النمر الذي وافته المنية يوم الخميس الموافق 11/4/2013 في مدينة غزة الصامدة عن عمر يناهز الـ 75 عامًا حيث سيواري ترابها جثمانه الطاهر ظهر يوم الجمعة الموافق 13/4/2013.
عرف فقيدنا القائد فوزي النمر طوال مسيرته النضالية كمقاوم لا يشق له غبار، وكمناضل صلب لا تثنيه المحن والأهوال، فقد انضم الى العمل الفدائي في بدايته – في اواخر الستينات- وترأس وقاد اقوى المجموعات الفدائية وأولها داخل مناطق الـ 48 التي اوجعت الاحتلال بسلسلة ضربات مؤلمة له حتى اسمى الاحتلال هذه المجموعه باسم ( رعب الشمال)، وفي الاسر عندما حكم بمئات السنين من قبل محاكم الاحتلال لم يتراجع او يتخاذل بل كان من اوائل من ساهموا بتشكيل وتنظيم الحالة التنظيمية للأسرى وخاض مع زملائه في الاسر العديد من المواجهات ومع ادارة السجن .
وكان فقيدنا قد تحرر من الاسر من خلال صفقة تبادل الاسرى ( صفقة طرابلس) في 23/11/1983 وانتقل الى دول المغرب العربي ليستمر نشاطه النضالي في صفوف منظمة التحرير الفلسطيني، حتى عودة منظمة التحرير الى غزة اثر اتفاق اوسلو حيث كان من العائدين.
وكلفه الشهيد القائد ابو عمار برئاسة لجنة التواصل مع فلسطيني الـ48 ليكون حلقة الوصل بين جناحي الشعب الفلسطيني، وفعلا كان مثالا للمسؤولية والمهنية في عمله وفي ايمانه بأهمية العمل والتواصل، ولعبت هذه اللجنة دورًا اساسيا ابان الانتفاضة الثانية، حيث كانت احدى قنوات الدعم والإغاثة لشعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية.
وبالرغم ان سلطات الاحتلال منعت الفقيد من العودة الى عكا او الى داخل فلسطين المحتلة عام 1948 إلا ان الراحل بقي على تواصل مستمر مع الاهل في الداخل ومع هيئاته الوطنية.
ان مسيرة فقيدنا مسيرة طويلة وشاقة وفصل من فصول المقاومة والتحدي وجب علينا تخليدها ونقلها للأجيال القادمة لتكون نبراسًا ومشاعل لنا على الطريق وفي هذا المقام الجلل ليس لنا الا ان نعاهد فقيدنا وكل شهدائنا ونقول لهم:
العهد هو العهد
والقسم هو القسم
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والحرية لأسرى الحرية
الحركة الوطنية الاسيرة في الداخل (الرابطة)
تتقدم أسرة وطاقم موقع عكانت بأحر التعازي لأهل الفقيد سائلين المولى عز وجل أن يثبتهم على هذا البلاء وأن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يدخله فسيح جناته, إنا لله وإنا إليه راجعون.