خاطرة – نزيف الربيع

 

نزيف الربيع

 

تاهت في أفق الجليد تدوس أرق طبقات الأرض. حاملة ً معها ليلا يرتدي وشاحا ابيض. شيء بداخلها يـئن ويرجوها: "لا تيأسي! فأنا معك، بداخلك . وهي تسمعه ثم تبكي ثم تضحك ثم تبكي… كل أطرافها تناجيها من ألم الأسر، والمخاض يزداد قوةً معلنا قذف جنينها المقبل…
وفجأة كُسرت ثنايا المرآة المتجمدة، وغاصت المرأة في الماء القارس٫ بعد برهة خرجت من الماء المتجمد تلهث ثم وضعت يدها اليمنى على حافة الجليد وباليد الأخرى قذفت مولودها الصغير٫ ثم صاحت: اخرج يا طفلي الصغير إلى البرية٫ واكسر هذا الجليد٫ وغطّ الأرض بفراش اخضر٫ هيا اذهب فاني قد أسميتك الربيع٫ ثم لفظت آخر أنفاسها…
ازداد ظهور الأجنة في البرية وانسلخ الأنام من عباءاتهم، يلتفون حول موقد مليء بالجمر، تارةً يُحرقون بالجمر وتارةً يأكلون الكستناء. كثيرٌ منهم حرقوا بالجمر وتحوّلوا لشعارات ثورةٍ أعلنت دمها ضريح الحرية، والذين يأكلون الكستناء تحولوا الى أكلة لحوم البشر…
هذه هي حالنا في الوطن العربي، فلا يخفى عنكم! ولكن إلى متى سنسمح لأنفسنا أن يتمادى الوضع أكثر وأكثر… إلى متى سيقتل الأطفال والشباب وتغتصب النساء وتقتل باسم الدين والوطن كما يدعون… الكل يجاهد كما يهوى ويقول باسم الدين والوطن…. لا وألف لا! فالوطن والدين بريئان منكم. الدين الإسلامي يدعو إلى التسامح والمحبة ولا يدعو لقتل أخيك الإنسان أيها " الإنسان". وكفى لاستخدام "الدين والوطن" شمّاعتين لما تفعلون وتسفكون في الأرض… فالله والوطن والإسلام بريء منكم إلى يوم الدين…. حسبي الله ونعم الوكيل فيكم…

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار