امْرَأة أنا , من مَدينة عَظيمة مَناظرها خلابَه..
امْرَأة , وَالرِّجال لا أهابَا,
النِّساء لا تُسقِط شُموخي , لا مِن بَعيد وَلا مِن قُرابَا..
امْرَأة تهْوى الدّنيا,
تَعشق الإنسانية , تعبُدُ الله وَالكِتابَ..
امْرَأة أنا.. أعَظِمُ نفسِي كلّ يَوم بمَوهِبة أسْمها الكِتابَه,
أُعَرِّف نفسِي فِي الدُّنيا كانسان,
رَمزي الانسانِيَّه , شِعاري الأخلاق وَالْ آدابَا,
أحْفظ ثغري مِن كل لاغِيَه وَأعْدم عَقلي عَن أيِّ تفكير قلاّبَا,
لا الوَظائِف تَعْنيني وَلا المَجالِس , وَلا الدَّرَجات وَالرَّتابَا,
لا الكلام السَّخيف يُلهيني وَلا النَّميمة أعْتبرها جَذابَه,
أمْنع أذني مِن سَماع كلام تافِه,
يَخصُّ الحاضِرين أو الغِيابَا,
امْرَأة أنا.. امْرَأة أنا.. الرِّجال وَالنِّساء لا أهابَا,
لكِن! نَفسي تخافُ الدّنيا تارَة فهي كما نَعْرفها قلاّبَه!!
وَترْتاح تارَة أخرى , لِذكر الله العَلي العَظيم خالِق السَّماء وَالتّرابَ..
امْرَأة , في تفكيري أحْمل الثقافة , الوَعي , الحِوار لِمن أرادَ النقد وَالعِتابَ!
وَأفخر بأنوثتي المُحافِظة , الخَجِلة , وَبنفس الوَقت جَذّابَه..
صاغِية أنا لِكل النّاس , فأنا مِنهُم , وَمَعَهُم فِي البَسمة وَالنّحابَا,
امْرَأة أنا مَع النِّساء , وَمُفترسَة مَع الذئابَا,
امْرَأة أنا..
وَمَع الأطفال أنسَى نَفسِي , وَأحْتضِن بدفء الألعابَ,
امْرَأة أنا..
وَمَع رَجُلِي أُنْثى , وَبوَجْه المُراوِغين اؤصِدُ الأبْوابَ,
امْرَأة أنا..
أجْمَع بَيْنَ الأُنوثَة , الطفولَة , الكِبْرياء , التّواضُع , الثقافة وَالغَباء!!
أُحاوِلُ مِن صِغري أنْ أعْلو , أنْ أتقدَّم وَأواجه لِوَحْدي الصِّعابََ..
كمْ يَدًا مُدَّت لِعَوْني , فَ قُبِّلَت مِنّي احْتِرامًا وَأعيدَت لِلْجِيابَا..!
فَهذا لَيْسَ تَمَرُّدًا أوْ غُرورًا , هذا طَبْع لا أعْرف إن كانَ وِراثة أوْ أنَّهُ اكتِسابَا؟!
أخْجَلُ وَأضْعَفُ مِنْ شَكوى هَمّي حَتّى لأبي أوْ لأمّي ,
البَسْمَة لا تُفارقني وَان كانَ بداخِلي نارُ ألم وَعَذابَ!
لكنِي لا أنْسَى الله في الدُّعاء..
فأدْعوهُ دائِمًا أنْ يَرحَمَني برَحْمَتِهِ , وَيَهْديني وَيُبَشر يَميني بِالكتابَ..
وَأتوسَّلهُ دائِمًا بأنْ يَأخذ روحِي قبلَ أيِّ أحَد مِنَ الغَوالي وَالأحْبابَ,
لأنه سَيُؤلِمُني الفراق,
وَيُمَزقني , وَيَقتلني في الحَياة..!
وَسَأُرْثى مِن النّاس وِأنا حَيَّة أتنفسُ ألمًا وَعَذابَا!!!
أزهار (أبو الخير) شعبان.