شلومو فديدا مرشح الرئاسة : عكا لم تشهد اضطرابات واحتجاجات كما في عهد لانكري

فديدا: للاسف الشديد فقد تغير الحال في السنوات الاخيرة وبدأنا نشاهد مجموعات متطرفة تتوافد الى عكا وجزء منهم من المستوطنات في الضفة الغربية

مع اقتراب الانتخابات للسلطات المحلية في البلاد، يشهد الشارع المحلي حراكا ملحوظا تحضيرا للمعركة الانتخابية ،لا شك ان الانتخابات في قرانا ومدننا العربية تشهد احيانا منافسة غير عادية، وأحيانا يصل حميمها الى نزاعات عائلية، لأن السلطة المحلية في مجتمعنا تعتبر مكانا "للتشغيل" في نظر البعض…لكن هناك جانب اخر للانتخابات ومجتمع من ابناء جلدتنا يعيشون في مدن مختلطة، وهذه الشريحة تنافس بقوائم عضوية نظرا لأنها اقلية داخل الاكثرية اليهودية..ومدينة عكا هي احد الامثلة على ذلك. لكن المؤكد ان أي مرشح للرئاسة لا بد له من اقتطاع وكسب اكبر عدد ممكن من الاصوات العربية وبدونها لا يمكنه الفوز في الانتخابات…مراسل بكرا التقى بالمرشح شلومو فديدا الذي يظهر في هذه المرحلة منافسا وندا قويا للرئيس الحالي شمعون لانكري…

اعرف كل زاوية وحجر في عكا وداخل الاسوار

وقد بدأ فديدا حديثه قائلا:ولدت في مدينة عكا،وترعرعت في ازقتها وحاراتها،وتعود جذوري في عكا من عام 1948 حيث وفد اهلي الى المدينة وعاشوا فيها،في طفولتي لعبت وترعرعت في ازقتها وساحاتها ولي العديد من اصدقاء الطفولة العرب في المدينة، اضافة لذلك فأنا رجل اعمال واتواصل من خلال تجارتي مع كل الناس في المدينة

تصريحاتي حرفت بحسب مقاييس وأهواء رجال السياسة

وعن اراءه السياسية (ليكود) وتصريحاته ومعارضته افتتاح مسجد اللبابيدي قال فديدا: للاسف الشديد فرجال السياسة يمتازون بتحريف الكلام عن موضعه، ولم اعارض افتتاح مسجد اللبابيدي لكنني وجهت سؤالي حينها لرئيس البلدية لانكري حول الطريقة التي تم فيها افتتاح المسجد وما موقفه حول ذلك ؟ لكن الاخير اختار لنفسه التهرب وعدم المواجهة. كما اسلفت سابقا عشت وترعرعت مع اهالي عكا ولا يعقل ان اعارض افتتاح مسجد او كنيسة فهذه دور عبادة ومن حق الجميع اداء شعائرهم كل حسب معتقداته ودينه . وتابع فديدا: اقول اكثر من ذلك ففي حال فزت في الانتخابات سأكون الشخص الاول الذي يدعم مشاريع كهذه وافتتاح دور عبادة للجميع دون استثناء

عكا مدينة مختلطة وليست يهودية

وردا على سؤال مراسلنا حول تعريفه لمدينة عكا قال: البعض من المسؤولين ورجال السياسة يتلاعبون بالكلام، في حضرة جمهور يهودي يقولون ان عكا يهودية، وفي حضرة جمهور عربي يقولون انها مختلطة، لكنني اتحدث بلسان واحد في المجتمعين وعكا هي مدينة يهودية عربية مختلطة ولا يمكن الاجتهاد او التأويل في تعريفها، فأهالي عكا العرب يعيشون في هذه المدينة منذ مئات السنين ولا يمكن ازالة او مسح حقبة من التاريخ بسبب اراء متطرفة هنا او هناك

هدم احد اهم اركان العيش المشترك في السنوات الاخيرة

وعن التعايش العربي اليهودي في المدينة ونشوء جماعات يهودية متطرفة تعكر صفو هذا العيش قال فديدا:للاسف الشديد فقد تغير الحال في السنوات الاخيرة وبدأنا نشاهد مجموعات متطرفة تتوافد الى عكا وجزء منهم من المستوطنات في الضفة الغربية، وهؤلاء هم "مبعوثون" من قبل احزاب متطرفة لهدم احد اهم اركان العيش المشترك بين العرب واليهود في المدينة والذي امتد لعقود طويلة، لكن للاسف الشديد ما يشجع هذه المجموعات هو التغاضي من قبل البلدية وبعض المؤسسات العكية، ولا يعقل ان تاتي عائلتين من المستوطنات في الضفة الغربية وتقتحم البلدة القديمة وتسكن داخل احياء العرب مع حراسة مشددة وكاميرات مراقبة،اقول اكثر من ذلك لقد فشل لانكري في تقريب وجهات النظر بين العرب واليهود في هذا السياق وشاهدنا اضطربات ومظاهرات في عهده لم يكن سابقا.

سأتعامل مع الجميع كعائلة واحدة

وتابع فديدا حول القضايا التي يعاني منها السكان العرب: يحز في نفسي كثيرا رؤية المدمنين على المخدرات وهم يفترشون الازقة والحارات، واستغرب عدم انشاء مركزا متطورا للفطام من اجل اعادة تاهيل هذه الشريحة.

وعن برامجه ومشاريعه في حال وصل الى كرسي السلطة قال فديدا،لا شك ان جزء كبير من اهالي عكا يعاني وضعا اقتصاديا صعبا، فالبطالة متفشية بين الشباب ولا اماكن عمل جديدة تحتضنهم، والسبب الرئيسي في ذلك عدم الاستثمار في عكا من قبل رؤوس الاموال لان ضريبة الارنونا عالية جدا بخلاف مدينة كرمئيل مثلا التي تزدهر سنة بعد اخرى بسبب الضريبة المنخفضة والتسهيلات لرجال الاعمال، لذلك قضية العمل للشباب ستكون في سلم اولوياتي ،من جهة اخرى يؤسفني سماع علامات نتائج البجروت في عكا التي وصلت الى 37% فقط بينما في قرى مجاورة وصلت النسبة الى ما فوق ال 60%،لذلك ايجاد اماكن عمل ورفع مستوى التعليم سيكون نصب اعيني واهتماماتي.

لا اعيش في برج عاجي كغيري

وحول سؤال لمراسلنا عن فترة لانكري وقيادته دفة الحكم ختم فديدا: لقد اخطأ لانكري كثيرا وفي العديد من القضايا واهمها كما اسلفت في قضية التعايش بين العرب واليهود، من جهة اخرى فأهالي عكا يعانون من اوضاع اقتصادية صعبة ولديهم من المشاكل ما يكفي ويزيد،لكن للاسف الشديد فرئيس البلدية ومدراء اقسامه يقيمون في برج عاجي وداخل مكاتب مكيفة ولا يشعرون بمتاعب الناس ولا ينزلون الى الشوارع لمعرفة الحقيقة،لذلك انا على ثقة انني سافوز في هذه الانتخابات من باب تواضعي ومعرفتي بالناس عن قرب.